الدراجات الهوائية... وسيلة نقل جديدة في روما

02 : 00

لم تكن روما يوماً مدينة مثالية لراكبي الدراجات الهوائية، بتلالها السبع وفوضاها المرورية وطرقها الوعرة أو تلك المرصوفة بالحجارة، لكنّ وسيلة النقل هذه بدأت تشق طريقها ببطء بفعل تفشي الوباء.

فكما هي الحال في كل المدن الكبرى في كل أنحاء العالم، شكّل خلو الشوارع من السيارات بفعل القيود التي فُرضت لاحتواء جائحة كوفيد-19 فرصة سانحة للدراجين في العاصمة الإيطالية. وما سرّع هذا الاتجاه إقامة شبكة جديدة من المسارات المخصصة للدراجات الهوائية، وتوفير السلطات مساعدات لشراء هذا النوع من المركبات.

كانت فاليريا بيتشي وهي امرأة من روما تبلغ السادسة والثلاثين، من الذين اعتمدوا وسيلة النقل هذه، إذ باعت دراجتها الهوائية الصغيرة العام الفائت لتشتري واحدةً كهربائية ذات مقطورة صغيرة تنقل فيها طفليها إلى المدرسة قبل توجهها إلى عملها. وقالت: "طفلاي يحبانها، لكنني أشعر وكأنني طائر نادر، فالناس يراقبوننا وأصبحت من المشاهير في الحي".

وأفاد الاتحاد الأوروبي لركوب الدراجات أن 0,6% فحسب من سكان روما يمارسون ركوب الدراجات بانتظام، فيما تبلغ النسبة في كوبنهاغن 49%.

وأعلنت رئيسة بلدية روما فيرجينيا راجي العام الماضي عن خطة لإقامة 150 كيلومتراً من المسارات الجديدة للدراجات الهوائية، تضاف إلى الـ250 كيلومتراً القائمة راهناً، وتقرّب العاصمة الإيطالية من تحقيق هدفها البالغ 500 كيلومتر.

لكن جمعية "ليغامبيينتي" تقدّر أن مسافة المسارات التي أقيمت فعلياً حتى الآن لا تتجاوز 15 كيلومتراً، ومعظمها "موقت"، إذ لا يعدو الأمر كونه تحديداً لهذه المسارات بخط من الطلاء، من دون فصل الدراجين بأمان تام عن الطريق المخصصة للسيارات.

مع أن جوليو ماسيلي، وهو صاحب متجر للدراجات الهوائية في وسط روما، شهد ارتفاع مبيعاته "بنسبة 50% على الأقل" العام الفائت، إلا أنه رأى أن "مصير هذه الفقاعة سيكون الانكماش" ما لم يحصل تحديث للبنية التحتية. وأكد رئيس هيئة النقل البلدية "موبيليتا" ستيفانو برينشي أن المدينة تعتزم تحقيق نقلة "لا رجعة فيها" إلى التنقل الأخضر. وقال: "علينا أن نمحو الاعتقاد الخاطئ بأن روما ليست مدينة ملائمة لركوب الدراجات الهوائية"، مشيراً إلى أن ثمة مشروعاً لإقامة طريق دائرية نخصصة للدراجات يبلغ طولها 45 كيلومتراً حول العاصمة.


MISS 3