جورج الهاني

موسم إستثنائيّ وإتحاد ناجح

26 نيسان 2021

02 : 00

صحيحٌ أنّ نادي الأنصار فاز بلقب الدوريّ اللبناني لكرة القدم، لكنّ الفائز الأكبر كان الإتحاد اللبناني للعبة الذي واجهَ كلّ التحدّيات وتخطى الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد ونجحَ في إيصال سفينة بطولة الدرجتَين الأولى والثانية الى شاطئ الأمان.

لم يكن الإتحاد يُحسدُ على وضعه خلال الموسم الكرويّ، إذ تأجلت المنافسات أكثر من مرّة بسبب قرار الإقفال التامّ للحدّ من إنتشار فيروس "كورونا"، فتوقّفت التمارين والمباريات وإلتزم اللاعبون والمدرّبون بيوتهم أسابيع طويلة، وقد أصيب عددٌ منهم بالوباء وعانوا أوقاتاً عصيبة، إلا أنهم كانوا في كلّ مرة يعودون الى الملعب متسلّحين بعزيمة أكبر وإرادة أقوى لإكمال المغامرة الرياضية حتى النهاية.

وإذا كان ثمة فضلٌ للأندية التي عضّت على جرحها ووفت بوعودها المالية تجاه لاعبيها وأجهزتها الفنّية، فإنّ الفضل الأكبر يعود للإتحاد اللبناني لكرة القدم برئاسة المهندس هاشم حيدر الذي قام بواجباته كاملة وكان سنداً حقيقياً وداعماً رئيسياً للأندية، فلم يتركها تتخبّط لوحدها بمشاكلها وصعوباتها الخانقة، بل وقف الى جانبها ومدّ لها يد العون من خلال مساعدات مالية قدّمها الإتحاد الدوليّ "الفيفا" الى نظيره المحلّي الذي وزّعها على أنديته في كافة الدرجات على دفعتَين، مع إبقاء حصة الأسد لأندية الدرجة الأولى بطبيعة الحال.

لقد كسبَ إتحاد كرة القدم الرهان وأنهى بطولاته الرسمية بنجاح كبير في موسم إستثنائيّ غاب عنه اللاعبون الأجانب الذين يحملون فرقهم على أكتافهم، وتبخّرت فيه العملة الخضراء التي تُعتبر عصبَ اللعبة وأساس صمود الأندية وبناء فرقها، خصوصاً تلك التي تنافس على اللقب.

إختُتم الموسم الكرويّ في وقت تصرّ إتحادات رياضية أخرى على إرجاء بطولاتها لألف سببٍ وحجّة غير مبرّرة، فليت هذه الإتحادات تتّعظ وتستحي وتغار من إتحاد كرة القدم، فتتمثّل به وتطلق منافساتها في أقرب وقت، أو فليذهب رؤساؤها وأعضاؤها الى منازلهم ويفسحوا المجال أمام المتحمّسين والراغبين بالعمل من خارج هذه المنظومة المتقاعسة.


MISS 3