جنى جبّور

أول فيلم "أنيمايشن" عربي ينطلق من لبنان

"أليفيا 2053"... المستقبل الافتراضي في قالبٍ مبتكر

27 نيسان 2021

02 : 00

هو أول فيلم أنيمايشن والعمل الترفيهي الوحيد باللّغة العربية الذي يتخيّل مستقبلاً افتراضياً بتجربة رقمية فريدة من نوعها في الشرق الأوسط، ويتيح للمشاهد الابحار في عالم خيالي بغض النظر عن عمره. "نداء الوطن" استطلعت كواليس "أليفيا 2053" واطلعت على تفاصيل التحضير والصعوبات التي واجهت اطلاقه من لبنان الى العالم العربي.

تدور أحداث "أليفيا 2053" في جمهورية "أليفيا" البلد العربي الخيالي الذي تسوده الفوضى. وفي تسابقٍ مع الزمن، يسرد الفيلم تفاصيل الكشف عن مصدر هجوم إلكتروني خرق الجهاز الأمني الأكثر تطوراً، في نظام يعدّ تاريخياً من أكثر الأنظمة استبداداً. وينتمي هذا الفيلم المنفذ بتقنية الرسوم المتحركة الى النوع الخيالي ذي الطابع السوداوي ("أكشن") والإثارة، مدته 60 دقيقة ويمكن مشاهدته من خلال الموقـــــع الإلكترونـــي "www.alephia.xyz".



ربيع سويدان



تبلورت فكرة الفيلم الذي أطلقته "Spring Entertainment" على يد المؤلف ربيع سويدان ووضع لمساته الإخراجية المخرج جورج أبو مهيا. "في مختلف أنحاء الشرق الأوسط آلاف الساعات الترفيهية التي تعيد تصوّر أو انتاج صورة معاكسة لماضٍ مجيد؛ فيما لا نرى أي عمل يتخيّل المستقبل"، يقول المنتج التنفيذي وصاحب الفكرة ربيع سويدان، ويتابع مضيفاً: "بدأت الفكرة في 2017، قبل "كورونا"، ولم نكن نقصد بجمهورية "أليفيا" بلداً معيناً. أردنا أن نتخيل كيف يعيش الجيل الجديد في العالم العربي بعد 30 سنة من اليوم بهدف الترفيه فحسب. كبرنا وترعرعنا بين كتب الرسوم المتحركة ووسط عالم مليء بالفوضى، ما دفعنا إلى استخدام الانيمايشن كوسيلة للتعبير عن واقعنا بـ" كاراكتيرات" تشبه مجتمعاتنا. لم يكن تنفيذ الفكرة أمراً سهلاً، اذ صعب علينا تأمين الخبرات اللازمة للعمل، ولكن تمكنّا من التعاون مع مواهب متميزة لإنتاج عمل استثنائي لمنطقة الشرق الأوسط على غرار مروان حرب (منتج منفذ)، جول قصاص (مخرج فني)، اوليفيه رينال (المدير الفني)، أرنو بوا (المشرف العام على الرسوم المتحركة)، باسم بريش (سيناريو وحوار)، سيباستيان لوكليرك (مونتاج) وكريم خنيصر(الموسيقى وتصميم الصوت). وتميز الأداء الصوتي بمشاركة نخبة من الممثلين المعروفين، بينهم: خالد السيد، علي سعد وجيهان ملا. وحصد الفيلم أكثر من 7 ملايين مشاهدة في اقل من شهر، على أمل أن نكون قد سجلنا خرقاً في هذا المجال".



جورج أبو مهيا



تجنب الرسام والمخرج جورج أبو مهيا الأنماط البصرية المعتادة لتقديم عمل نموذجي قادر على جذب المشاهد وأراد كسر الأسلوب النمطي لإنتاج أفلام الانيمايشن. يعلّق أبو مهيا: "عندما نتكلم عن فيلم أنيمايشن أو رسوم متحركة، نفكر تلقائياً بأفلام موجهة للصغار. هذا التفكير ليس خاطئاً وأنا معجب بهذه الاعمال وأقدّر قيمة الجهد المبذول فيها. ولكن حان الوقت للتقدّم في هذا المجال في العالم العربي أسوةً باوروبا واليابان. كان لا بدّ من انتاج فيلم يتجاوز ويحاكي الأجيال كافةً. هناك مدرستان للأنيمايشن: "3D" و "2D". تقنية الـ"2D" تختفي تدريجاً نظراً لصعوبة العمل بواسطتها. ولكننا لجأنا اليها في "أليفيا" لاقناع المشاهد، بدءاً من الخطوط والتركيز على الشكل ولغة الجسد وطريقة تعبير كل شخصية مروراً بدمج الأصوت لبناء كل شخصية. وفعلاً تمكنت الرسوم التوضيحية من تحديد مسار الفيلم وانتاج شخصيات يسهل تحريكها. كذلك استخدمنا خلفياتٍ مرنة يمكن التعامل معها في مراحل الإنتاج كافةً، من دون المساس بالفكرة والتصميم". ويضيف: "كان العمل متعباً جدّاً، ولذا لا نجد هذا النوع من الاعمال في العالم العربي. فمن الصعب تحريك كل "كاراكتير" "frame by frame" وهذا ما جعلنا نستغني عن كثير من المواد ونختصر الفيلم بـ60 دقيقة بدل الـ90. وعلى الرغم من تردّي الاوضاع الاقتصادية وعدد فريق العمل المتواضع حقّق "أليفيا 2053" الهدف وسجّل نجاحاً كبيراً".