محمد دهشة

حركة الأسواق في صيدا تنشط رغم الأزمة وتفتح ليلاً

6 أيار 2021

02 : 00

من يستطيع أن يشتري؟

على مسافة أيام من عيد الفطر المبارك، تدور عجلة السوق التجاري في صيدا قدماً الى الامام، بالرغم من غياب فرحة عيد الفطر المبارك بسبب جائحة "كورونا" من جهة، والأوضاع المعيشية والحياتية والاجتماعية الخانقة من جهة اخرى، فيما تنذر الازمات المتتالية بانفجار اجتماعي وشيك، بينما يدفع القطاع التجاري الضريبة مجدّداً افلاساً واقفالاً وتعثّراً، اضافة الى تسريح مئات الموظفين والعمال وزيادة نسبة البطالة.

"من لحمه الحي يقاوم القطاع التجاري الركود"، يقول رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف، قبل أن يضيف "ويدفع ضريبة كل هذه الأزمات نتيجة توقّفه القسري عن العمل لفترات طويلة من العام، وخنقه بسياسات وقرارات مالية غير مدروسة، زاد من تبعاتها عليه حال الفوضى التي تتخبّط بها الأسواق المالية بأسعار صرف متعدّدة للدولار ومزيد من الانهيار في القطاع المصرفي". وأوضح الشريف "انّ كثيراً من التجار واصحاب المؤسسات التجارية وجدوا انفسهم عاجزين عن انجاز استحقاقاتهم المالية، لعدم قدرتهم على تأمين السيولة بالعملة الأجنبية لاستيراد وشراء بضائع جديدة، أو حتى تسديد ديونهم عمّا استوردوه في الفترة الماضية وتعويض الفارق الكبير بسعر الصرف حينها وبينه اليوم، فأصبح أقصى ما يتمنّونه الحدّ من حجم الخسائر التي لحقت بمؤسساتهم، وتأمين ما تيسّر من رواتب موظفيهم وعدم الافلاس والاقفال". في خضمّ الازمة الاقتصادية الخانقة، يغتنم التجار واصحاب المحال هذه الايام التي تسبق العيد لتعويض جزء من خسائرهم. يعملون بالحدّ الادنى، ولكن حركة السوق بدأت تبشّر بالازدحام بالرغم من ارتفاع درجة الحرارة والصيام. شهد السوق إقبالاً لافتاً، وخاصة على المحال الشعبية منها لشراء الثياب والاحذية وتحديداً للاطفال.

ويقول نائب أمين سرّ جمعية التجار وائل قصب لـ"نداء الوطن": "بالرغم من الازمة الخانقة ومع طول أمدها، تريد الناس أن تنفّس عن نفسها وهمومها وتحاول استبدال الحزن بالفرح، هناك اقبال على الشراء وخاصة للاطفال، غير أنّ زبائن كثيرة يتفاجأون بارتفاع الاسعار، ممّا يستوجب شرح الاسباب ارتباطاً بارتفاع سعر صرف الدولار الاميركي"، متوقّعاً أن يشهد السوق خلال افتتاحه بدءاً من ليل السبت حركة ناشطة، مشدّداً في الوقت نفسه على ضرورة الالتزام بالاجراءات الوقائية لجهة ارتداء الكمامة، التباعد الاجتماعي وعدم الازدحام في المحال، ودعا القوى الامنية الى القيام بواجبها في المراقبة.

وقبل ايام من العيد، اعلنت الجمعية عن فتح الأسواق التجارية طوال ايام اسبوع العيد، بما في ذلك يومي الجمعة والأحد، وتمديد فتحها مساء بدءاً من يوم السبت 8 أيار وذلك حتى منتصف الليل كحدّ أقصى، مؤكدة أن "لا حلّ لما يواجهه لبنان من ازمات الا بالإسراع بتشكيل حكومة مهمة تمتلك خطة انقاذية عمادها اصلاحات جدّية تعيد بعض الثقة الدولية بلبنان وتفتح له ابواب الصناديق الداعمة وتضعه على السكة الصحيحة للخروج من ازماته". وتقول تغريدة وهبي (أم لولدين) وهي تتنقّل من محل الى آخر: "لقد اشتريت لهما الثياب الجديدة والاحذية كي يفرحا بالعيد بعد صيام شهر طويل، وندعو الله ان يلهم المسؤولين الحكمة كي يتّفقوا على تشكيل الحكومة ومعالجة الازمات حتى تعود القدرة الشرائية للناس، لأنّ كثيراً منها لم تعد تملك ثمن الطعام والشراب، فكيف تستطيع التسوّق في العيد"؟

ويقول بلال حبلي وهو أب لاربعة أولاد: "كل شيء غالي"... لقد اشتريت الالعاب لاطفالي الى جانب الحلوى، وليس باستطاعتي شراء المزيد سواء من الثياب او الاحذية، المهمّ أن ندخل الفرح الى قلوبهم.


MISS 3