تلقّفَ المعارضون لإتحاد الكرة الطائرة مبادرة رئيس الإتحاد وليد القاصوف التي أطلقها خلال مناسبة رياضية أول من أمس السبت بخيبة كبيرة، لا سيما انّ التسريبات التي سبقت خطابه كانت تشير الى أنّه سيخصّص وقتاً أطول منه لهذه المبادرة التي طال إنتظارها، بحيث تصل بشكل واضح وصريح الى مسامع المعارضين.
بدايةً لا أحد في الوسط الرياضيّ يشكّ بنيّة وإرادة القاصوف بأنه يريد النجاح في مهمّته على رأس الإتحاد، وهو إبن "الريّس" شحادة الذي نذر عمره من أجل اللعبة التي أحبّها وخدمها طوال عمره، وأورثَ هذا العشق من بعد رحيله الى أولاده، لكنّ الرسالة التي وجّهها لمعارضيه بقيت ناقصة أو حتى مُبهمة، بحيث بدا أنه يوجّه إليهم دعوة "رفع عتب" من دون أن يُظهر رغبة بملاقاتهم الى منتصف الدرب أو حتى الى الأمتار الأولى منه، وذلك على طريقة "تعا ولا تجي". وإذا كان من المفترض أن يكون رئيس الإتحاد كالأب الذي يقف على مسافة واحدة بين جميع أبنائه وأن يضحّي من أجل مصلحتهم ورفع كلّ سوءٍ وغبنٍ عنهم، فعليه أن يكون أكثر وضوحاً وتوسّعاً في مبادرته لكي لا تلقى آذاناً صمّاء مرّة جديدة.
مخطئٌ وواهمٌ كلّ من يعتقد أنّ المعارضة تمزحُ في خياراتها وقراراتها، فهي تحضّر ملفاتها بشكل جدّي وموثّق وباتت أوراقها ومستنداتها شبه جاهزة، وقد عقدت العزم بالتوجّه الى الجهات الرسمية والقضائية المختصّة لإسترجاع حقوقها وتبيان بعض المخالفات والتجاوزات الخطيرة التي إرتكبت في مرحلة سابقة، من دون أن يعني ذلك أنّ الرئيس الحالي القاصوف أو الرئيس السابق ميشال أبي رميا – لا سمح الله - أو أنّ مسؤولاً أو إدارياً محدّداً في الإتحاد هو مذنبٌ أو متورّط في أيّ من الملفات المشبوهة إطلاقاً، ففي القضاء يبقى المتهم بريئاً حتى تثبت إدانته.
