نصّ بسيط للسيطرة على السكّري!

13 : 50

Portrait of her she nice cute attractive lovely charming cheerful cheery wavy-haired lady holding in hands cell looking aside isolated on bright vivid shine yellow background.

قد يكون منح الناس طريقة آمنة للاعتناء بأنفسهم حلاً فاعلاً للأعباء الصحية المشتقة من حالات مزمنة. يقول باحثون صينيون إن هذا الحل قد يتخذ شكل رسائل نصية!

اكتشف الباحثون أن سلسلة من النصوص التحفيزية البسيطة تستطيع تحسين القدرة على التحكم بسكر الدم لدى مرضى السكري والمصابين بمرض القلب التاجي.هذا الحل ليس مقبول الكلفة وقابلاً للتعديل فحسب، بل يستطيع الباحثون تطبيقه على جميع سكان العالم أيضاً! اختار العلماء مجموعة من المصابين بالسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية للمشاركة في تجربتهم لأنهم أرادوا التركيز بشكل خاص على أجسامهم. مع مرور الوقت، يؤدي ارتفاع مستويات سكر الدم إلى مضاعفات خطيرة، منها أمراض الكلى والقلب والجلطات الدماغية. تُعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية أول سبب للوفاة عالمياً وفق "منظمة الصحة العالمية".

للتحكم بهذه الاضطرابات، يحتاج المريض عموماً إلى تطبيق توصيات متعددة في حياته اليومية، لذا حلّل الباحثون أثر النصوص في هذا المجال. في الماضي، بقيت التجارب التي تتمحور حول أنظمة مبنية على النصوص محدودة لأنها لا تأخذ بالاعتبار احتمال أن يكون الفرد مصاباً بأكثر من مشكلة واحدة. لكن من خلال إشراك أفراد مصابين بالسكري وبمرض القلب التاجي في آن، تمنّى العلماء أن تنطبق النتائج على ظروف الحياة الواقعية.

أهمية السيطرة

على معدّلات أساسية



نُشِرت نتائج الدراسة الجديدة في مجلة "الدورة الدموية: جودة ونتائج القلب والأوعية الدموية"، وبلغ عدد المشاركين فيها 502 من 34 مستشفى في الصين.

استفاد الجميع من رعاية نموذجية، لكن قسّم العلماء المشاركين على مجموعتَين.تلقّت المجموعة الأولى ستة نصوص ذاتية أسبوعياً (مجموعة النصوص التحفيزية). ركّزت هذه الرسائل على عوامل متنوعة، منها التحكم بمستويات الغلوكوز وضغط الدم، والتوصيات المرتبطة بأسلوب الحياة، وأهمية الالتزام بقواعد أخذ الأدوية. وذكر أحد النصوص مثلاً: "هل تخشى فحص الغلوكوز في دمك لأنه إجراء مؤلم؟ حاول أن تجري الفحص على جنب أطراف أصابعك أو حرّك أصابعك بشكلٍ دائري لتخفيف الألم".

أما المجموعة الثانية، فتلقّت نصَّين شهرياً (مجموعة مرجعية)، وكانا يشكران كل فرد على المشاركة في الدراسة بكل بساطة.

بعد ستة أشهر من تلقي النصوص، تراجعت مستويات سكر الدم بدرجة ملحوظة في مجموعة النصوص التحفيزية. كشفت مستويات الهيموغلوبين السكري لدى المشاركين في هذه المجموعة عن تراجع بنسبة 0.2% مقابل زيادة بنسبة 0.1% في المجموعة المرجعية خلال آخر شهرين أو ثلاثة أشهر. يوصي الأطباء بأن يبقى مستوى الهيموغلوبين السكري أقل من 7% لتقليص المضاعفات المرتبطة بمرض السكري.

التزم أكبر عدد من المشاركين (69.3%) بهذه العتبة في مجموعة النصوص التحفيزية مقارنةً بالمجموعة المرجعية (52.6%). لكن لم يبرز أي اختلاف بين المجموعتين على مستوى ضغط الدم الانقباضي، أو مؤشر كتلة الجسم، أوالبروتين الدهني منخفض الكثافة (الكولسترول السيئ).

حل عالمي

لا يعرف الباحثون بعد السبب الدقيق الذي جعل النصوص تُخفّض مستويات سكر الدم. يوضح الدكتور "شيتشيان هو" من مستشفى "فواي" في بكين: "ربما ساهمت تعديلات أسلوب الحياة، مثل الحمية الصارمة، في تحسين مستوى سكر الدم، فضلاً عن تذكّر ضرورة مراقبة غلوكوز الدم بانتظام. كانت الرسائل مُصمَّمة لتوفير معلومات وحوافز إيجابية ومساعدة الناس على تحديد أهداف واضحة والتحكم بضغطهم النفسي. أو ربما أدى الجانب الثقافي من الرسائل دوراً مؤثراً أيضاً. يفضّل الصينيون عموماً التعليمات المباشرة والمنظّمة على المقاربات الضمنية وغير المباشرة، لذا كانت الرسائل التحفيزية وسيلة عملية وواقعية بدل النظريات المبهمة. كذلك، استُعمِلت الأهداف الاجتماعية والعائلية أكثر من الإنجازات الفردية لتحسين السلوكيات الصحية، بما يتماشى مع المعايير الثقافية في الصين".

تحقق نجاح آخر حين عبّر المشاركون عن مشاعرهم تجاه هذا النظام، فاعتبر معظمهم (97%) تلك النصوص شكلاً مفيداً من التواصل.

يضيف "هو": "لا بد من إجراء أبحاث إضافية طبعاً، لكن قد تشكّل هذه المقاربة غير الدوائية أداة فاعلة لتغيير شكل الخدمات الصحية عالمياً وتحسين صحة شعوب متنوعة".

قد ينجح نظام مماثل في تخفيض مخاطر المضاعفات والوفاة بسبب السكري مستقبلاً. للتأكد من هذا الاحتمال، ثمة حاجة إلى إجراء أبحاث مطوّلة. كذلك، من الأفضل أن تشمل الدراسات اللاحقة عدداً إضافياً من النساء لأن نسبتهنّ في البحث الأخير اقتصـــرت على 17.5%.


MISS 3