روي أبو زيد

ماغي بو غصن: مستمرّون بتقديم الأعمال الدرامية رغم الظروف

11 أيار 2021

02 : 00

تمكّنت الممثلة ماغي بو غصن من خطف الأنظار في شخصية "سحر" بمسلسل "للموت" خلال شهر رمضان المبارك، فظهرت بدور المظلومة والظالمة في الوقت عينه. بو غصن كشفت لـ"نداء الوطن" عن خلفيات الشخصية وخباياها في هذا الحوار الشيّق.

نلاحظ أنك عملت على لغة الجسد جاهدةً خلال تقديم دور سحر. أيمكنك أن تشرحي لنا اكثر عن هذا الموضوع؟

أخذ البحث جهداً كبيراً، إذ عمدتُ الى دراسة الشخصية التي تنبع من خلفياتها، طريقة تربيتها والمواقف التي تواجهها في الحياة. ومن هذا المنطلق، لا يشبه الناس بعضهم البعض وينقلون طرق تفكيرهم وعيشهم من جيل الى جيل. عمدتُ الى إيجاد أدوات سحر ولكنني لم أكن قد اكتشفتها كلّها مع بدء التصوير، بل ترسّخت معي مع تقدّم الأحداث وفي كلّ مشهد جديد أقدّمه. تمكّنتُ بمساعدة المخرج فيليب أسمر من عيش الشخصية والبحث في خباياها ومعرفة كيفية إدارة أدواتها وإظهار لغة الجسد وحركة العيون التي تميّزها.

هل نصادف شخصيات كسحر في حياتنا الواقعية؟

بالطبع، فكثر من المشاهدين راسلوني مؤكدين أنّ سحر تضارعهم، حتى أنّ بعض السيدات تمنّت أن تتشبّه بالشخصية التي أقدّمها. فسحر لفتت الناس بشخصيتها القوية، خصوصاً أنها واثقة من نفسها ومتأكدة من خياراتها. كما أنّ كُثُراً عاشوا طفولة سيّئة جداً أو تعرضوا لظروف صعبة لم يتمكّنوا من تخطّيها والإتّعاظ منها، لذا باتت سحر كـ"فشة خلق" بالنسبة لهم.

برأيك سحر ظالمة أو مظلومة؟ظالمة ومظلومة. هي قاست في بداية حياتها وعانت الظلم، لكنّ الوقائع تُظهر أنّ المظلوم إن لم يُعالَج وتُؤمّن له البيئة البنّاءة والسليمة المناسبة سينقلب وحشاً ويضحي ظالماً. لذا لا يمكننا تبرير تصرّفات سحر أو تشجيع الناس على خراب بيوت بعضهم البعض، إذ نضحي حينها في شريعة الغاب وهذا الأمر مرفوض، رغم تعاطف غالبية المشاهدين مع سحر، حتى أنّ بعضهم طالب بعدم محاسبتها إذ اعتبرها ضحيّة لا جلّاداً.

وهل ستُحاسب؟

الإجابة مرهونة بالحلقات الأخيرة للعمل، لكنني أؤكد لك أنّ كلّ إنسان يلقى المصير الذي رسمه بيده. ستكون نهاية المسلسل قويّة، شيّقة وغير مُتوقّعة.



فريق مسلسل "للموت" يحتفل بنهاية التصوير (رمزي الحاج)



متى سنراك في الأدوار الكوميدية مجدداً؟

أنا مُطالبة بالعودة الى الكوميديا، خصوصاً أنّ الناس يعمدون الى مشاهدة الأعمال الـ"light" للترفيه وتخطي الواقع المرير الذي نعيشه ولو موقتاً. لكن بالمقابل، ما زال لديّ الكثير لقوله في التراجيديا قبل تجسيد دور كوميدي جديد.

هل ساهمت الدراما العربية المشتركة بانتشار الممثل اللبناني عربياً؟

تساهم عوامل عدة في نجاح الدراما بشكل عام كالتمثيل والكتابة والإخراج والإنتاج. إذ يمكن أن يكون العمل محليّاً مع حلول الممثلين السوريين كضيوف فيه والعكس صحيح. انتشرت الدراما السورية قبل اللبنانية، خصوصاً أننا خضنا حرباً أهلية وتوقّفت إنتاجاتنا الفنية في هذه الحقبة. لكننا قرّرنا اليوم، ورغم الظروف الصعبة، الإستمرار عبر تقديم أعمال درامية بارزة، خصوصاً أننا نملك المقوّمات الأساسية لتعزيز الدراما وتطويرها.

أتعتزلين في عزّ نجوميّتك وتهاجرين لبنان؟

أنا أرفض الهجرة، إذ وُلدتُ وسأموت في لبنان، لكنّ هذا الموضوع يعتمد على ولديّ خصوصاً أنهما قرّرا الانتقال الى الخارج لاستكمال تحصيلهما العلمي. وحينها أترك كلّ شيء وأرافقهما، اذ تبقى عائلتي أولويتي وفني في المرتبة الثانية والثالثة رغم شغفي بالتمثيل.

ما الذي تعلّمته من تجربة "كورونا"؟

"كورونا" دخل بيتي وأصاب زوجي المنتج جمال سنّان الذي شفي الآن والحمد لله. جعلنا الفيروس ندرك قيمة الحياة وتفاصيلها الصغيرة، حتى أنه أعادنا الى ذواتنا وحثّنا على مراجعة ضمائرنا. يجب عيش الحب دوماً ونشره للآخرين كلّ منا على طريقته الخاصة، إذ "ما في شي بيحرز" إلا الإنسان وأحبته وأفعال الحب التي أنجزها في حياته. يجب التشديد على أنّ طاقة الحب فعّالة رغم بُعد المسافات، إذ يشعر الإنسان بقرب أخيه الإنسان رغم الحجر والعزل.

هل ستتلقّين اللقاح؟

بالطبع، إذ سجّلت اسمي وأنتظر دوري. أدعو الناس الى أخذ اللقاح لأنّ الجائحة قد تُفقدنا ذواتنا وأحبّتنا في طرفة عين.

حلمك في الحياة؟


آمل أن تخفّ آلام الجميع وأن يفرج الله همّ كلّ واحد منا، كما تجدر الإشارة الى أنّ لبنان لا يلتئم ويُبنى إلا بجهودنا وتضافرنا جميعاً.

MISS 3