روي أبو زيد

فادي أبي سمرا: غبت عن الشاشة لأنّ "دراما الفلل أكلتنا"

12 أيار 2021

02 : 00

يقدّم الممثل فادي أبي سمرا شخصّيتين مستفزّتين في مسلسلي "للموت" و"2020" خلال شهر رمضان المبارك. أبي سمرا الذي غاب عن الدراما لسنوات طوال وتفرّغ للعمل المسرحي يعود بدورين سيطبعان مسيرته الفنية على الساحة التي باتت تقطف ثمار نجاح كل عناصرها. "نداء الوطن" التقت أبي سمرا وكان هذا الحوار.

كيف يمكنك أن تُقنع النــــــــــاس بأنّ شخصيتك في الواقع مختلفة عن الأدوار الشريرة التي تقدّمها على الشاشة؟

خضت تحدّياً كبيراً في رمضان الحالي، إذ قدّمت شخصيّتين أنانيّتين وشريرَتين. أفتخر أنني تمكّنتُ من تقديم المادة الدرامية المناسبة خصوصاً أنها بعيدة كلّ البعد عن شخصيتي الواقعية. كذلك، استمتعتُ بالعملين كثيراً خصوصاً مع شركتي الإنتاج "إيغل فيلمز" و"الصبّاح إخوان" وفريق العمل المحترف.

لماذا عدتَ بعد غياب طويـــــــــــــــــــــل الى الدراما؟

عملتُ في المسرح والسينما وابتعدتُ عن الدراما بسبب النصوص التي قُدِّمت لي والأدوار التي عُرِضت عليّ خصوصاً أنّ الأحداث كانت تدور في القصور والفلل. شعرتُ حينها بأنّ "دراما الفلل أكلتنا" خصوصاً أنّ الحياة الواقعية بعيدة كلّ البعد عن هذا النوع من الأحداث. إذ إن البعض يعيش في أحياء فقيرة ومتوسّطة الحال، لذا يجب على الدراما أن تحاكي كلّ مشاهد عبر التماس جراحاته وبلسمتها. وحين لمستُ أنّ الدراما بدأت تخترق الأحياء الشعبية خضتُ غمارها، وما زلتُ مستمـــرّاً حتى اليوم.



شاركت في سلسلة "6:07" التي تناولت واقع إنفجار بيروت من زوايا مختلفة. كيف كنت أميناً لإيصال وجع المتضرّرين عبر الكاميرا؟

يعنيني كثيراً إيصال أصوات أناس حقيقيين وموجوعين من عقبات ومشاكل عدة يواجهونها في حياتهم، إذ لا اريد العيش في غربة عن واقعي، لهذا حين أعمد الى قراءة الناس أبحث عن المواضيع المفتاح التي تأخذ حيّزاً كبيراً من واقعنا. لذا سلّطتُ الضوء من خلال مشاركتي في "6:07" على شاب كان يعيش حياة طبيعية قبل أن يصبح من ضحايا الإنفجار، فالرجل اختفى بثانية في مدينة أضحت مدمّرة.

كيف تقيّم واقع الدراما المحلية؟

أحدثت الدراما المحلية قفزة ممتازة لكنّها تتطلّب عملاً دؤوباً ومتواصلاً، خصوصاً أنها تسير بالإتجاه الصحيح، والدليل على ذلك نجاح الأعمال الرمضانية المقدّمة بفضل طاقم عمل كامل متكامل من كتّاب وممثلين ومخرجين ومنتجين. فمسلسلا "للموت" و"2020" هما دليلان حسّيان على أنّ الدراما تتطوّر بفضل إنتاج وإخراج لبناني وممثلين (بغضّ النظر عن جنسياتهم لأن الفنان لا جنسية له)، يتعاونون لتقديم مادة درامية مميّزة. آمل أن يبقى هذا الجهد مستمرّاً كي نكون من صنّــــاع الدراما المحليّة.

هل ساهمت الدراما العربية المشتركة بتسليط الضوء على الممثل اللبناني؟

لا يمكننا نكران ذلك، فالدراما السورية نضجت وتطوّرت قبل الدراما اللبنانيّة، لذا ساهمت الخبرة السورية بتعزيز الإنتاج المشترك ما خلق جوّاً من التنافس الإيجابي وتبادل الخبرات والثقافات. لكن يجب إعادة مكانة الفن اللبناني من دراما وغناء وفنون جميلة.

قد لا نتمكّن من تحقيق ذلك في ظلّ هذه الظروف الصعبة.تقوم هذه المسألة على الجهود الفردية، فمثلاً تعمد شركتا "إيغل فيلمز" و"الصبّاح إخوان" الى أخذ هذا الموضوع على عاتقهما الخاص رفضاً للإستسلام وتحدّياً للظروف.



هل تفكّر بالهجرة؟

راودتني الفكرة في بداية الأزمة، لكنني متعلّق بالوطن وأهله ومجتمعه لذا رفضتُ بعض العروض العملية السابقة التي كانت تتطلّب سفراً. بالمقابل أنا والد لإبنتين ولا يمكنني منعهما من السفر، فابنتي الكبرى تعيش في فرنسا اليوم. وطننا يخوننا وبالتالي أضحينا كأهل نشعر بالضعف والعجز إزاء أولادنا.

وثورة "17 تشرين"؟

حقّقت الثورة أموراً إيجابية لكنّ مفاعيلها لن تظهر في المدى المنظور. قد تكون الامور قد ركدت حالياً بسبب عوامل عدة تمرّ بها البلاد. أعتبر أنّ الثورة ستبقى مستمرّة، فاللبنانيون يتطلّعون الى العيش بكرامة في ارضهم وبين أحبتهم. أدعوهم الى التحلّي بالصبر رغم رداءة الأوضاع، إذ علينا أن نقاوم من خلال تفعيل الحركة النضالية في الشارع. لا تيأسوا... فلا بدّ للقيد أن ينكسر!


MISS 3