جورج الهاني

رياحُ المعارضة وسفينة الإتحاد

17 أيار 2021

02 : 00

ما كان يجبُ أن تصل الأمور في لعبة الكرة الطائرة الى ما وصلت إليه اليوم، فهي ستدفع الثمن الأغلى أولاً وأخيراً، وستتأثر مسيرتها سلباً بشكل أو بآخر كائناً من سيخرج رابحاً من هذا النزاع القائم بين الإتحاد اللبناني الذي أبطلت محكمة الإستئناف في جديدة المتن شرعيته، وبين المعارضة التي تقدّمت بالدعوى القضائية بحقه وكسبت الجولة الأولى والأساسيّة، بإنتظار ما ستحمله الأيام والأسابيع المقبلة من تطوّرات ومفاجآت، سارّة كانت أم مُحزنة.

وفي عودة سريعة الى جوهر المشكلة، كان على إتحاد الكرة الطائرة خلال مرحلة تشكيل لائحته القوية التي خاضت إنتخابات اللعبة في شهر كانون الأول الفائت أن يستوعب فورة المعارضين ويُدرك حجمهم التمثيليّ داخل الجمعية العمومية، فيُدخل إثنين أو ثلاثة منهم الى اللائحة وصولاً الى فوزها بالتزكية، لكنّ إصرار المسؤولين عن هذه اللائحة وعرّابيها وداعميها مالياً ومعنوياً داخل لبنان وخارجه على إغلاق الباب كلياً أمام أيّة تسوية مع المعارضة التي عادت ونالت نحو ثلث أصوات الجمعية العمومية، سرّعت في نثر بذور الخلافات والإنشقاقات بين أهل اللعبة، فكان من الطبيعيّ في نهاية المطاف أن "من يزرع الريح سيحصد العاصفة".

حتى بعد صدور نتائج الإنتخابات وفوز لائحة الرئيس وليد القاصوف، لم يستمع الإتحاد الى أصوات المعارضين ولم يُعرهم أيّ إهتمام، فتركَهم يهدّدون ويتوعّدون وفي إعتقاده أنّ صراخهم لن يصل الى أيّ مكان وسيأتي يومٌ يستكينون فيه وييأسون، لكنّ رياح المعارضة جرت بما لا تشتهي سفينة الإتحاد، فوقع المحظور ودخلت اللعبة في نفقٍ مظلم ومصير مجهول.

أمّا وقد أصبح الملفّ في عهدة القضاء الآن، يبقى الأمل أن تخرج الكرة الطائرة من هذا النزاع سالمة ومنتصرة، وأن تتحرّر من قيود الأحكام التي صدرت أو تلك التي ستصدر لاحقاً، لكي نعود ونفرح بلعبة جميلة كانت خلال حقبة رياضية طويلة "مالئة الدنيا وشاغلة الناس".


MISS 3