عودة مخيّبة لفيديرير في جنيف وسقوط "مبكّر" جديد لسيرينا

لم تتكلل عودة النجم السويسري المخضرم روجيه فيديرير (39 عاماً) الى الملاعب الترابية للمرة الأولى منذ نحو سنتين بالنجاح، بخسارته أمام الإسباني بابلو إندوخار 4-6 و6-4 و4-6 امس في دورة جنيف السويسرية الدولية لكرة المضرب.

كان فيديرير يخوض أول دورة له على ملاعب ترابية وتحديداً منذ السابع من حزيران العام 2019، عندما سقط في نصف نهائي بطولة فرنسا المفتوحة على ملاعب رولان غاروس أمام الإسباني رافايل نادال.

وقال فيديرير بعد الخسارة: "أعرف حدودي في الوقت الحالي"، مضيفاً: "تنتظر الناس الكثير مني وأنا أيضاً لديّ الكثير من المتطلبات تجاه نفسي. أخرج من مباراة مع شعور قدرتي على اللعب بطريقة أفضل بكثير، هو شعور غريب وخيبة أمل".

وأردف: "هذه هي المراحل التي يتوجب عليّ المرور بها. لا يجب أن أقسو على نفسي كثيراً".

وأكد فيديرير انه سيجلس مع طاقمه التدريبي لوضع الخطط للأيام العشرة المقبلة، و"ما الذي رأوه من الخارج وربما لم اشاهده أو أشعر به"، خاتماً: "سيكون هناك الكثير من المحادثات".

واستغل الإسباني كسر ارسال السويسري في المجموعة الأولى ليحسمها في مصلحته، قبل ان يرد له فيديرير التحية في الثانية ليفرض مجموعة ثالثة حاسمة.

وبعد أن نجح فيديرير في كسر ارسال إندوخار في الشوط الثالث من المجموعة الأخيرة، تلاشى بطريقة لا تُفسر ليدرك الإسباني التعادل 4-4 ثم يكسر ارسال السويسري في الشوط التاسع في طريقه لحسم المباراة في ساعة و54 دقيقة.

وفاز فيديرير بلقب واحد على الملاعب الترابية من بين ألقابه الـ20 في البطولات الأربع الكبرى (رقم قياسي بالتساوي مع نادال)، عندما توج بطلاً لبطولة فرنسا المفتوحة على ملاعب رولان غاروس العام 2009.

وشارك المصنف أول في العالم سابقاً مرة واحدة فقط من آخر خمس نسخ من البطولة الفرنسية، وبلغ نصف النهائي قبل عامين.

ولم يفز السويسري بلقب على الملاعب الترابية منذ دورة إسطنبول التركية العام 2015، ويعود تتويجه الأخير في إحدى دورات الماسترز على الملاعب الترابية، إلى دورة مدريد الاسبانية في العام 2012.

وعموماً عاد فيديرير قبل شهرين إلى الملاعب وشارك في دورة قطر المفتوحة في الدوحة بعد غياب 13 شهراً بعد عمليتين جراحيتين في الركبة العام الماضي. وخرج السويسري من الدور ربع النهائي في ثاني مباراة له في الدورة، وقرر بعدها الانسحاب من دورتي دبي وميامي.

وكان فيديرير أعلن مشاركته في رولان غاروس وبطولة ويمبلدون التي يحمل رقمها القياسي مع 8 ألقاب، ومسابقة كرة المضرب في دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو.

الأفضليّة لنادال

أقرّ الصربي نوفاك ديوكوفيتش المصنف أول عالمياً بأرجحية غريمه الإسباني رافايل نادال في بطولة رولان غاروس الفرنسية المقبلة، بعد سقوطه أمامه في نهائي دورة روما للماسترز.

وصحيح أن ديوكوفيتش يتصدّر التصنيف العالمي، لكن نادال يُعدّ "ملك" الملاعب الترابية، خصوصاً في العاصمة الفرنسية حيث أحرز اللقب 13 مرة برقم قياسي لافت. خسر مرتين فقط في 102 مباراة منذ العام 2005.

ووقع الصربي مرة جديدة في فخ نادال الذي أحرز لقبه العاشر في روما على حسابه 7-5 و1-6 و6-3.

وبعد اللقاء الـ57 بين النجمين، عادل نادال رصيد الصربي محرزاً لقبه الـ36 في دورات الألف نقطة.

وكان هذا اللقاء الرقم 26 الذي يجمع الغريمين على التراب، حيث حقق نادال انتصاره الـ19، منها آخر خمسة متتالية، مقابل سبعة لديوكوفيتش الذي يعود آخر انتصار له على هذه الارضية ضد نادال الى ربع نهائي دورة روما في العام 2016.

وحقق نادال انتصاره الثامن والعشرين على ديوكوفيتش في تاريخ المواجهات بينهما على الصعيد الاحترافي مقابل 29 للصربي.

وقال ديوكوفيتش (33 عاماً) الذي خرج في موسم الملاعب الترابية منذ دور الـ16 في مونتي كارلو ونصف نهائي بلغراد على أرضه: "أشعر بحالة جيدة قبل الذهاب إلى باريس".

في المقابل، توّج نادال مرتين في روما وبرشلونة، لكنه خرج من ربع النهائي في مونتي كارلو ومدريد.

وأضاف ديوكوفيتش: "بدأت أشعر بالاحساس الذي أريده على التراب. إذا نجحت باللعب مثلما لعبت ضد الإيطالي لورنزو سونيغو في نصف النهائي وامام نادال، أعتقد انه ستكون لدي فرصة جيدة للسير بعيداً في باريس".

ويملك ديوكوفيتش في رصيده 18 لقباً كبيراً، بفارق اثنين عن نادال الذي يتشارك الرقم القياسي مع فيديرير.

لكن لقباً وحيداً في سجل انجازات ديوكوفيتش أحرزه على الملاعب الحمراء في العاصمة الفرنسية، وذلك في العام 2016 عندما انسحب نادال في الدور الثاني بسبب إصابة في رسغه.

وفي نهائي 2020، نجح نادال في إزاحة الصربي بسهولة في النهائي، بثلاث مجموعات نظيفة 6-صفر و6-2 و7-5. خسر ديوكوفيتش قبلها ثلاث مباريات نهائية في رولان غاروس، مرتان ضد نادال وثالثة ضد السويسري ستانيسلاس فافرينكا.

لكن ديوكوفيتش يأمل في اضافة رقم قياسي جديد، وأن يصبح أول لاعب منذ أكثر من نصف قرن والثالث في التاريخ يحرز الالقاب الاربعة الكبرى أكثر من مرة. ويبقى أيضاً أحد لاعبين تغلبا على نادال في ربع نهائي نسخة 2015.

وبالنسبة لنادال، فإن رولان غاروس التي تنطلق في 30 أيار الجاري، ستكون مرادفة للقب رابع عشر يمنحه صدارة المتوّجين بالبطولات الكبرى "غراند سلام".

وقال نادال بعد تتويجه في روما للمرة العاشرة: "أردت حقاً هذا اللقب".

وتابع: "كان من بين أبرز الالقاب التي أحرزتها في بداية مسيرتي. فزت 10 مرات في مونتي كارلو، برشلونة ورولان غاروس، وأردت حقاً هذا اللقب".

وسيلعب ديوكوفيتش على التراب في بلغراد قبل التوجه إلى رولان غاروس. أما نادال، فيتجه نحو مايوركا للاستعداد للبطولة الكبرى: "أعتقد انني تحسنت هذا الأسبوع. لكن علي الاستمرار في هذا التطوّر".

وتابع: "عندما تتطور وتكون قادراً على اللعب جيداً كل يوم لفترة طويلة، فهذا يمنحك الثقة وتشعر انك بمأمن".

سيرينا تعاني

على صعيد آخر، خرجت الأميركية سيرينا وليامس من الدور الثاني لدورة بارما الإيطالية (250 نقطة)، بخسارتها أمام التشيكية المغمورة كاترينا سينياكوفا 6-7 و2-6.

وكانت سيرينا التي تشارك ببطاقة دعوة في الدورة الإيطالية بعد خروجها من الدور الثاني لدورة روما الاسبوع الماضي، تغلبت على الشابة الإيطالية ليزا بيغاتو في الدور الاول.

وعلى رغم تسديدها خمسة إرسالات ساحقة، ارتكبت وليامس 7 أخطاء مزدوجة عندما كان الإرسال في حوزتها لتخسر المجموعة الأولى بعد جولة فاصلة. ثم نجحت التشيكية في كسر إرسال منافستها 3 مرات في المجموعة الثانية لتنهي المباراة في ساعة و37 دقيقة.

وكانت وليامس، الفائزة 3 مرات في بطولة فرنسا المفتوحة، تمني النفس بأن تستعد لخوض غمار رولان غاروس بأفضل طريقة ممكنة، لكن خروجها المبكر في دورتين متتاليتين على الملاعب الترابية لا يعزز من حظوظها في إحراز اللقب في البطولة الفرنسية، علماً أنها لا تزال في حاجة إلى لقب واحد كبير لمعادلة الرقم القياسي المسجل بإسم الاسترالية مارغريت كورت مع 24 لقباً.

• كرة المضرب