لدى أي سؤال عن الحريات الصحافية سيكون الجواب لدينا بديهياً ولا يحتمل الجدل. هذا هو الخط الحقيقي الممنوع تجاوزه، نحن كصحافة نشكل رئة البلد الوحيدة النظيفة في عالم سياسي موبوء، نحن الحرية الملونة وكل ما تبقى بيئة ملوثة. من المهين للسلطة نفسها استدعاء اعلامي في هذا الزمن لمساءلته على رأي. «شو خصو رئيس قسم المباحث الجنائية المركزية فينا؟ وشو فهّمو؟ وعندما يقرأ كلامي هذا فالرجاء استدعائي لانني اعتزم توجيه القدح والذم المباشر من دون قنوات وسيطة. فلدينا نحن في قناة الجديد معاناة طويلة مع القضاء في استدعاءات مماثلة امام «الجنائية الدولية « التي تمثلها المباحث الجنائية إضافة الى قسم «التجسس» المسمّى جرائم معلوماتية. إن «نداء الوطن» تختبر اليوم أولى تجاربها امام القضاء غير المختص وهذا مرفوض، وقد هرمنا ونحن نقول أن مكان الصحافة هو محكمة المطبوعات. لكن لا تعتبوا على استدعائكم بسبب رأي فنحن سبق وأن جرّمنا القضاء وغرّمنا بسبب دفاعنا عن «سيدة مسنة مريضة بالسرطان» شيدت لها خيمة. إن القضاء الذي احتمى بخيمة سياسية ومظلة واسعة ترك كل فساد البلد و»تفضّى» لنا. نرفض أي اساءة لـ»نداء الوطن» عبر هذا الاستدعاء المهين، من باب رفضنا لاستخدام السلطة اداة للقمع.
* مديرة الأخبار في تلفزيون «الجديد»
مريم البسام
