ما وراء تساقط الشعر المفاجئ

02 : 00

غالباً ما يُعتبر تساقط الشعر جزءاً طبيعياً من الحياة، إذ يخسر معظم الناس كامل شعرهم أو جزءاً منه مع التقدم في السن. لكن حين يبدأ فقدان الشعر فجأةً، كأن تسقط خصل كبيرة أثناء الاستحمام أو تسريح الشعر، قد تصبح الحالة مقلقة أو تشير إلى مشكلة صحية تحتاج إلى علاج.

لفهم أسباب تساقط الشعر غير المتوقع، يجب أن نعرف أولاً تفاصيل دورة نمو الشعر الصحي. في الحالات العادية، يكون معظم الشعر في مرحلة النمو، فتطول الخصل في هذه الفترة بمعدل 1.25 سنتم شهرياً. تتراوح هذه المرحلة بين سنتين وثماني سنوات.

ثم تبدأ المرحلة المتوسطة التي تدوم لثلاثة أسابيع تقريباً، فلا يطول الشعر خلالها لكنه لا يتساقط أيضاً. أخيراً، تدخل الخصل في مرحلة الراحة، حيث يتراخى الشعر لكنه يبقى قابعاً في البصيلات. وعندما تبدأ البصيلة بإنتاج شعر جديد، يتساقط الشعر القديم.

بسبب هذه العملية الدورية، نخسر جميعاً حتى مئة خصلة من الشعر يومياً. توضح طبيبة الأمراض الجلدية جنيفر جونز: "يتساقط حوالى 10% من شعرنا في كل مرة". لكن عند اختلال هذا التوازن، قد تكون كمية الشعر مفرطة في مرحلة الراحة، فنلاحظ أن كمية كبيرة من الشعر تتساقط دفعةً واحدة بعد بضعة أشهر.

تُعتبر التغيرات الهرمونية في الجسم من أبرز أسباب هذا الخلل. يسهم هرمون الأستروجين في إبقاء الشعر في مرحلة النمو. أما الأندروجين، فهو يقصّر دورة النمو. لهذا السبب، قد يتساقط الشعر نتيجة الولادة أو مشاكل في الغدة الدرقية. سيكون الضغط النفسي من أبرز مسببات المشكلة أيضاً، ما يعني أن أحداثاً مثل الطلاق أو الحداد أو حتى تغيير المنزل تعطي الأثر السلبي نفسه.

يتعلق عامل مؤثر آخر بأمراض المناعة الذاتية، أبرزها داء الثعلبة. تصيب هذه الحالة 2% من الناس عالمياً وتكون وراثية وقد تنشط نتيجة حدث عصيب. في بعض الحالات، يكون داء الثعلبة سلساً، لكنه يؤدي في حالات أخرى إلى فقدان كامل الشعر، بما في ذلك وبر الجسم والحواجب والرموش. تميل بقع الثعلبة إلى التوسع مع مرور الوقت ويكون فقدان شعر الجسم دائماً.

قد تؤدي الندوب التي تخلّفها أنواع أخرى من أمراض المناعة الذاتية، بما في ذلك الإكزيما وداء الصدفية ومرض الحزاز المسطح، إلى توسّع بقع تساقط الشعر. كذلك، قد تؤثر عدوى السعفة الفطرية على الجزء الذي تظهر فيه على الرأس.

على صعيد آخر، قد تضطرب دورة نمو الشعر لدى من يأخذون أدوية طبية. من المعروف مثلاً أن تساقط الشعر هو جزء من الآثار الجانبية لبعض أدوية ضغط الدم والستاتين والعلاج بالهرمونات البديلة وسواها. إذا لاحظتَ أن شعرك بدأ يتساقط بطريقة غير اعتيادية، ناقش الموضوع مع طبيبك كي يغيّر أدويتك عند الحاجة.

يتوقف العلاج في النهاية على السبب الكامن وراء المشكلة. لاكتشاف هذا السبب، قد يطلب منك الطبيب إجراء فحوصات دم أو خزعة جلدية صغيرة أو فحص الشعر تحت المجهر. إذا كان تساقط الشعر مرتبطاً بالهرمونات أو الضغط النفسي، ستكون الحالة موقتة وغالباً ما تتلاشى خلال بضعة أشهر من دون أي تدخّل طبي. وإذا كنت تبحث عن حلول تجميلية، قد تسهم الستيرويدات الموضعية في زيادة سماكة الشعر، أو يمكن اللجوء إلى زراعة الشعر أيضاً. لكن يتقبل البعض الصلع بكل بساطة.