لوسي بارسخيان

رحلة عَ زحلة وفرص عمل لأبناء المدينة

مؤتمر ثانٍ للإنتشار الزحلي يبحث إفتراضياً في الحدّ من هجرة الشباب

1 حزيران 2021

02 : 00

مشاركون في اللقاء

إلتقى نحو مئة زحلي من بلدان كندا، أميركا، فرنسا، أستراليا، البرازيل "إفتراضياً" مع زحليين مقيمين في مدينتهم، خلال "مؤتمر الإنتشار الزحلي الثاني" الذي نظمته جامعة الإنتشار الزحلي ZaHA بالتعاون مع بلديتها نهاية الاسبوع الماضي، حيث جرى التباحث بأفكار يمكنها أن تحد من هجرة الشباب الزحلي الى الخارج، وتزيد الإستثمارات في المدينة.

المؤتمر الذي عرض أيضا رؤية مستقبلية لمدينة زحلة من خلال مخطط للتنظيم الحضري أعده لمصلحة بلديتها المتخصص في هندسة المدن حبيب الدبس، شكل مناسبة لتبادل الوعود بين بلدية زحلة ورئيسها أسعد زغيب الذي أكد السعي "لمدينة متقدمة على مستوى المدن التي يقيم فيها منتشرو زحلة" وبين رؤساء نوادي زحلة في الإنتشار، والذين أبدى كل منهم بإسم ناديه إستعداداً لتقديم المساعدات العينية المباشرة أو لتأمين مشاريع مستدامة تساعد الزحليين على مواجهة الأزمة الإقتصادية التي تلم بهم.

بحسب رئيس البلدية أسعد زغيب "فإن الوضع الإقتصادي للبلد هو واحد من الاسباب الرئيسية لهجرة الشباب، التي تتراجع عندما يكون الوضع الإقتصادي جيداً". ومن هنا كانت فكرة التوظيف عن بعد، والتي ستتعاون من خلالها جمعية ZaHA مع نادي زحلة - مونتريال، من أجل خلق فرص عمل للشباب الزحلي في الخارج، يمكن تأديتها عن بعد، وبالتالي الإستفادة من ميزات تتيحها التكنولوجيا الحديثة. ولهذه الغاية أطلق "المؤتمر" منصة توظيف إلكترونية ستجتهد خلال المرحلة المقبلة، لخلق "داتا" تسهم في وصل صاحب العمل بطالبه من زحلة، وبالتالي تؤمن مداخيل طازجة يمكنها أن تسهم ولو نسبياً في الدورة الإقتصادية العامة بمدينة زحلة.

وكان مؤتمر الإنتشار الزحلي قد أطلق سنة 2019 بلقاء جامع تحت رعاية بلدية زحلة، بعد أن اعرب رئيسها اكثر من مرة عن رغبته في الحفاظ على خصوصية الزحلي الذي يبقى متعلقاً بمدينته أينما حل في العالم.

إلا أن الظروف التي يمر بها لبنان، وإنتقاله من أزمة الى أخرى، ترك قلقاً بحسب زغيب من ان يفقد الزحليون هذه الميزة، وخصوصاً الجيل الجديد الذي ولد وترعرع في الخارج.

ومن هنا اعلن زغيب خلال المؤتمر أيضاً عن تنظيم موسم ثان إفتراضي من "مخيم صيفي" لفتيان وفتيات زحليين، ستجمعهم منصة واحدة هذه السنة من بلدان كندا وشمال أميركا وفرنسا، مع تأمين مشاركة عدد مواز من الزحليين المقيمين، وذلك بهدف خلق روابط صداقة تجعل الجيل الجديد يتعرف الى عادات مدينته، لهجة اهلها، خصوصياتها وأمور أخرى سمع عنها من اهله ولم يختبرها.

المخيم الذي ينظم تحت عنوان "رحلة عَ زحلة" هو الثاني بعد "الرحلة" التي نظمت العام الماضي بالتعاون مع نادي "زحلة –فرنسا" ويشكل واحداً من إسهامات نوادي زحلة في الإغتراب خلال مرحلة العامين الصعبين اللذين مر بهما العالم بسبب جائحة كورونا، والتي جاءت معطوفة في لبنان على أزمة إقتصادية حادة.

خلال هذه المرحلة، أظهر الإغتراب الزحلي روح تعاضد وتعاون مع مختلف الجمعيات والهيئات الأهلية الموجودة في المدينة ومع البلدية، ما ساهم بتأمين مساعدات عينية مباشرة، من أدوية وحليب أطفال مدعوم، ومساعدات مدرسية، الى توزيع حصص غذائية وأخرى من مادة المازوت. وكانت المساهمة اللافتة بإسم أندية زحلة في الإنتشار بإعادة إعمار جزء من المباني التي تهدمت جراء "إنفجار المرفأ" من خلال مبادرة واحدة أطلقتها جمعيات زحلة مجتمعة برعاية بلديتها، تحت عنوان "بيروت بقلب زحلة".

وقد شكر زغيب للمغتربين كل هذه المبادرات، مشدداً على أن الهدف من مؤتمر الإنتشار ومن تأسيس جامعة الإنتشار الزحلي التي سعى إليها، يتخطى الامور المادية المباشرة الى خلق منصة للتفاعل وتبادل الأفكار التي يسهم تحقيقها في التنمية المستدامة للمدينة. قائلاً "لا نريدكم أن تطعمونا السمك وإنما ان تساعدوا على صيده". حيث ستدرج في هذا الإطار أيضاً ورشة العمل التي يرعاها نادي زحلة مونتريال بزحلة خلال شهر أيلول المقبل، والتي تهدف الى مد الشباب الزحلي بالمعرفة الكاملة حول سبل خلق الإستثمارات وضمان فرص نجاحها.