جمهوريّة فيدراليّة بدون دبلوماسية؟

01 : 30

مقال نبيل يونس

صدر مقال في جريدة "نداء الوطن" بتاريخ 28 أيّار 2021 للمحامي نبيل يونس بعنوان "الجمهوريّة الفيدراليّة اللبنانيّة الموحّدة" تضمّن إقتراحاً لاعتماد نظام فيدرالي، يستبدل الدبلوماسية التقليدية بالدبلوماسية المحاذية para- diplomacy، تمارسها كل من مقاطعات الاتحاد الفيدرالي على حدة وتحول الاتحاد الى عضوٍ مراقبٍ، بدون حقّ التصويت في المنظمات الدوليّة والإقليميّة، لا سيما في منظمة الامم المتحدة وجامعـة الدول العربية.

فبالرغم من التحليل والتعليل السليمين للصيغة المقترحة المستندة الى أن الأزمات التي عرفها لبنان منذ القرن التاسع عشر نتجت كلّها عن الصراع على السياسة الخارجيّة، وتحديداً على محاولة إدخال لبنان في مناطق النفوذ الإقليميّة ومن ثمّ الدوليّة خلال الحرب الباردة، تبقى أسئلة يقتضي الإجابة عليها:

أولاً، لو كان إلغاء وزارة الخارجيّة وإلغاء التمثيل الدبلوماسيّ مجديين لكانا اعتُمدا من قبل بعض البلدان الفيدراليّة منذ بدأت تظهر تلك الأنظمة. ما هي الأمثلة على الدبلوماسيّة المحاذية para-diplomacy المقترحة؟

ثانياً، إذا كان إلغاء وزارة الخارجيّة والتنازل عن صوت لبنان الدبلوماسي في المنظمات الدوليّة والاقليمية يرمي إلى تحييد لبنان، فلماذا لا نعلن الحياد بدون إلغاء وزارة الخارجيّة والدبلوماسية المركزيّة؟

ثالثاً، كيف سنتوصل إلى إلغاء وزارة الخارجيّة والدبلوماسيّة المركزيّة التقليديّة بدون توافق لبناني عليه؟

رابعاً، ما هي الرابطة السببيّة بين إلغاء الدبلوماسيّة المركزيّة وإلغاء الجيش الفيدرالي الموحّد؟

فبغياب الجواب على تلك الأسئلة تبقى "صيغة نبيل يونس" مجرد تصوّر غير قابل للتطبيق.



جورج ريمون صفير