تفجير انتحاري داخل مبنى حكومي في شرق أفغانستان

"طالبان" منفتحة على استئناف المحادثات مع واشنطن

10 : 45

الدخان يتصاعد من المبنى الحكومي بعد تعرّضه لهجوم في جلال أباد أمس (أ ف ب)

أعلن كبير مفاوضي حركة "طالبان" شير محمد عباس ستانيكزاي أن "الأبواب مفتوحة" لاستئناف المحادثات مع واشنطن، بعد ساعات من مقتل نحو 50 شخصاً في هجومَيْن تبنّتهما الحركة المتمرّدة في أفغانستان، وفي وقت فجّر انتحاري نفسه داخل مبنى حكومي في شرق أفغانستان، في آخر حلقة من سلسلة العنف الذي يسبق الانتخابات الرئاسيّة المقرّرة في 28 أيلول.

ودافع ستانيكزاي عن دور "طالبان" في أعمال العنف الدامية الأخيرة في البلاد، بعدما برّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراره إلغاء المفاوضات مع "طالبان" هذا الشهر، بهجوم أسفر عن مقتل جندي أميركي. وقال ستانيكزاي لشبكة "بي بي سي"، إنّ "الأميركيين أقرّوا كذلك بقتل الآلاف من عناصر "طالبان" بينما كانت المحادثات جارية"، معتبراً أن "المتمرّدين لم يرتكبوا أيّ خطأ عبر مواصلة القتال تزامناً مع المحادثات". وتابع: "من جهتنا، الأبواب مفتوحة للمفاوضات".

تزامناً، قُتل أربعة مدنيين وأصيب 12 آخرون بجروح حين هاجم مسلّحون مبنى حكومياً في جلال أباد، عاصمة ولاية ننغرهار، في شرق أفغانستان، بعد هجوم انتحاري، فيما قفز ناجون يائسون من النوافذ للهرب من الاشتباكات المسلّحة، وفق ما أفاد مسؤولون محلّيون أمس.

وتوجّهت قوّات الأمن إلى المبنى لحسم الموقف، وأفاد شهود عيان ومراسل وكالة "فرانس برس" عن سماع أصوات إطلاق رصاص مباشرة بعد الانفجار الذي وقع في مركز تسجيل للهويّات الإلكترونيّة في جلال أباد، حيث ينشط عناصر "طالبان" وتنظيم "داعش" على حدّ سواء. وأكّد المتحدّث باسم حاكم الولاية عطاء الله خوغياني أن التفجير سبّبه انتحاري، لافتاً إلى أن "قوّات الأمن توجّهت إلى المكان لإنقاذ الموظّفين العالقين داخل المبنى".

وفي التفاصيل، روى حجي قدرات، أحد موظّفي المركز، لحظات الهجوم الدامي. وقال فيما كان يرقد داخل مستشفى لتلقي العلاج بسبب إصابته في ساقه: "بعد الانفجار، سمعنا إطلاق نار خفيفاً في ممرّنا، ثمّ دخل رجل إلى مكتبنا ببندقيّة وبدأ إطلاق النار"، مضيفاً: "لقد قفزت من النافذة". ولفت إلى أن "بعض أصدقائنا إمّا ماتوا وإمّا جُرحوا". وأشار أيضاً إلى أن "حوالى 200 شخص كانوا داخل المركز حين وقع الانفجار، هم 80 موظّفاً والباقون مواطنون ينتظرون الحصول على هويّاتهم الإلكترونيّة".

بدوره، قال أستاذ في مدرسة قريبة من موقع الانفجار، يُدعى محمد الله: "كنت في الصف عندما سمعت صوت انفجار كبير تلاه إطلاق كثيف للنار"، مضيفاً: "بدأ الطلبة بالبكاء، فاضطررنا إلى إخلاء المدرسة". وتابع: "قفزنا فوق الجدران لنقلهم إلى مكان أكثر أماناً".

وفي الآونة الأخيرة، تعهّد عناصر "طالبان" بعرقلة الانتخابات الرئاسيّة هذا الشهر، والتي يُواجه فيها الرئيس الحالي أشرف غني، الرئيس التنفيذي للحكومة الأفغانيّة عبد الله عبد الله، وأكثر من عشرة مرشّحين آخرين. ويأمل الفائز في الانتخابات، بأن يُشكّل ذلك تفويضاً له لإجراء محادثات جدّية مع "طالبان"، تهدف إلى إحلال السلام الدائم في البلد الذي عاش عقوداً من العنف. لكنّ المتمرّدين في المقابل، يرغبون بتقويض الشرعيّة وإبقاء الرئيس في موقف ضعيف. ويتوقّع أن تكون نسبة المشاركة في الانتخابات ضئيلة، في ظلّ المخاوف من تصاعد حدّة العنف والإحباط الذي يشعر به الناخبون، بعد الاتهامات الواسعة بالتزوير التي شهدتها انتخابات 2014.


MISS 3