محمد دهشة

ناشطو صيدا إلى الشارع مجدّداً... السلطة لم تفعل شيئاً والناس ساكتون!

"العمّ" نوفل يبيع الكعك وغزل البنات: نعمل كالآلة

9 حزيران 2021

02 : 00

العمّ نوفل أمام عربته لبيع الكعك

كل صباح، يجرّ العمّ عبد العزيز نوفل (73 عاماً) عربته الجوالة من منزله في صيدا القديمة الى السوق التجاري القريب، يستقرّ عند تقاطع حيوي فيه، يعرض بضاعته من الكعك على انواعه واشكاله، الى جانب "غزل البنات"، ليؤمّن قوت يومه، فالازمة الاقتصادية والمعيشية لم تترك له خياراً للتقاعد باكراً والاستراحة بين افراد عائلته بعيداً من ضنك العيش وهموم الحياة.

يقول نوفل لـ"نداء الوطن": "إن الحياة صعبة وباتت قاسية وبلا رحمة، تجبرك كل يوم على العمل بلا توقف حتى لو كنت مريضاً وكأنك آلة، تفقد العطل والعلاقات الاجتماعية، لأنك ببساطة اذ عملت تأكل والا فمصيرك مواجهة الجوع"، مضيفاً "منذ عقود طويلة وأنا ابيع الكعك بنوعيه العادي وبالتمر وعليه السمسم، الى جانب "غزل البنات" المحبب للاطفال، اربح القليل لأنني اشتريها من الفرن بالجملة وأبيعها بالمفرّق، وفي افضل الاحوال تكون غلّتي عشرين الف ليرة لبنانية فقط، لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تكفي اليوم مع الغلاء وارتفاع الاسعار والدولار".

أمام عربته يجلس العمّ "ابو محمد" لساعات، ينتظر زبوناً يشتري منه، يقول: "كانت الكعكة مفضلة لدى الناس كوجبة فطور او عصرونية، الآن تراجع الاقبال عليها نتيجة انعدام القدرة الشرائية لديهم، علماً أنّ اسعارها ما زالت مقبولة، فالعادية بالف وخمسمئة ليرة لبنانية والمحشوة بالتمر بألفي ليرة، بينما غزل البنات بألف وخمسمئة ليرة، وبالرغم من ذلك الحركة خفيفة، تتحسّن في نهاية الاسبوع مع الازدحام في الاسواق وباقي الايام اقلّ من عادية".

حراك احتجاجي

والغلاء وارتفاع سعر الدولار، مضافاً الى التقنين القاسي بالتيار الكهربائي وانقطاع المياه، دفع بعدد من الناشطين في حراك صيدا للنزول الى ساحة الثورة عند "تقاطع ايليا"، واقفلوا جانباً من الطريق لبعض الوقت، قبل ان يحول الجيش اللبناني دون اقفالهم الاوتوستراد الشرقي، فعادوا ونظّموا مسيرة عفوية في بعض الاحياء، دعوا فيها المواطنين الى النزول الى الشارع ورفع الصوت الاحتجاجي.

وقال الناشط محمد نجم لـ"نداء الوطن": "نزلنا الى ساحة صيدا مجدّداً بعد طول غياب، لنعبّر عن رفضنا للازمة المعيشية، ولسنا محسوبين على اي تنظيم او حزب، نحن مستقلّون نرفض موت المرضى على ابواب المستشفيات او نتيجة فقدان الدواء، او العيش بلا بنزين او كهرباء او مياه او حليب للاطفال، منذ سنتين نزلنا الى الشارع وسنبقى فيه لأنّ السلطة لم تفعل شيئاً والازمات تتوالى وتكبر ومن سيّئ الى اسوأ"، متسائلاً "لماذا الشعب اللبناني ما زال صامتاً ويجلس في المنازل بلا حراك"؟ داعياً الى الانتفاضة وقائلاً للمسؤولين: "ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء".

وصبّ الناشط زياد السبع أعين جام غضبه على المسؤولين، مع الارتفاع المتواصل في سعر صرف الدولار وتفاقم الازمة المعيشية بلا حلول، وقال لـ"نداء الوطن": "لم نعد قادرين على التحمّل أكثر، نريد حقوقنا"، مستغرباً "كيف أنّ الناس ما زالت صامتة ولا تتحرّك احتجاجاً"، ومتسائلاً: "هل بات الشعب مخدّراً، او باتت الناس تحكي مع حالها، الى متى الانتظار"؟

طوابير الانتظار

وحالة الانتظار ترجمت على محطات الوقود وهي تتمدّد أكثر، حيث اصطفت طوابير السيارات لتعبئة خزّاناتها بالبنزين، ولم تخلُ احداها من اشكال على خلفية الانتظار، تطور من تلاسن الى تدافع، ما أجبر صاحب المحطة على اقفالها والاعتذار من الزبائن، في وقت اقفلت فيه غالبية المحطات في المدينة وشهدت القلة الباقية ازدحاماً سبّب عجقة سير في بعض الشوارع الموجودة فيها.


MISS 3