فادي سمعان

كريم سلام: الغولف في لبنان عاد الى الخريطة الدولية

21 أيلول 2019

11 : 13

ورث كريم سلام من والده الراحل سليم علي سلام الرئيس المؤسّس لنادي الغولف في لبنان ورئيس الإتحاد المحلّي للعبة سابقاً، تعلّقه وشغفه الكبيرَين بهذه الرياضة. وُلد وترعرعَ في بيت رياضي ووطني عريق، وها هو اليوم يحمل الأمانة الغالية بكلّ طيبة خاطر، ويحلم بأن يقوم بالدور الرائد والجبّار الذي قام به والده، ألا وهو إعادة العصر الذهبي للعبة.


تحدث سلام إلى "نداء الوطن" أولاً عن نشأة نادي الغولف، فقال إنّ النادي نال رخصته الرسمية العام 1923، وانتقل الى موقعه الحالي في منطقة الجناح العام 1963، والسبب في ذلك كان قرار الدولة بإنشاء مطار جديد على أرض النادي القديمة، ثم نال نادي الغولف مرسوم تأليفه في عهد الرئيس فؤاد شهاب في الوقت نفسه الذي نال فيه النادي اللبناني للسيارات والسياحة مرسومه. أضاف: "الناديان نالا الامتيازات نفسها، والفرق انّ عقد الـ ATCL كان لفترة أنّ ناديه يملك سبعة ملاعب تنس، وهو العدد الأكبر في لبنان، كما انه منتسبٌ الى إتحادات رياضية عدّة منها التنس والتايكواندو والسباحة والسكواش، وهو يسعى الى الإنضمام الى إتحاد الميني فوتبول. كما يقوم النادي بنشاطات رياضية للعائلات وللقوى الأمنية، منها البطولة العسكرية للركض، لافتاً الى أنّ للنادي فضلاً في إنشاء أندية عربية عدّة للغولف في كلّ من الإمارات العربية وقطر والبحرين والسعودية، ومؤكداً أنّ لبنان كان أوّل من امتلك الرؤية حول أهمّية وقيمة هذه اللعبة، واليوم هناك عدد كبير من اللبنانيين يمارس هذه الرياضة الجميلة.

من ألف ليرة الى 150 مليوناً

وعن العقد الموقّع مع الدولة اللبنانية، قال سلام إنّه عقد أشغال لصالح الدولة اللبنانية وليس إيجاراً، والنادي يدفع للدولة 150 مليون ليرة سنوياً بعدما كان الرسم السابق رمزياً قيمته ألف ومئة ليرة لبنانية قبل العام 2017، مشيراً الى أنّ المبلغ الحالي سيرتفع تصاعدياً في السنوات المقبلة، وهي أعباءٌ جديدة أضيفت الى أعباء تشغيل النادي للمحافظة على منشآته، خصوصاً البقعة الخضراء النظيفة التي تمتدّ على مساحة 25 ألف متر مربع، وهي بحاجة دائمة الى المياه من أجل ريّ العشب الأخضر بشكلٍ متواصل، والى الأسمدة اللازمة للمحافظة على العشب، إضافة الى وجود 110 موظفين يدفع النادي رواتبهم شهرياً. وأضاف انّ 80 في المئة من مداخيل النادي تأتي من رسوم الأعضاء، أما البقية فتأتي من صناديق المطاعم والحفلات السنوية التي تنظم. وأوضح أنّ هناك مشكلة حالياً تكمن في تدنّي عدد الأعضاء، مما أدّى الى انخفاض المدخول، مقابل إرتفاع ملحوظ في التكاليف.

صعوباتٌ وتحدّيات

وعن التحدّيات الراهنة التي يواجهها نادي الغولف، أوضح أنّ النادي يعاني مثل غيره من الأندية من ظروف مادّية صعبة، لكن هذا لم يمنعه من التكيّف مع هذه الأزمة وإيجاد الحلول لمعظم الصعوبات والتحدّيات، لكن في المقابل حالت هذه الظروف دون القيام بخطوات تطويرية ضرورية، ودون دخول النادي في مغامرات إستثمارية تكلف مئات آلاف الدولارات. ورأى أنّ أيّ شخص أجنبي يأتي الى لبنان، لا بدّ أن يشاهد المساحة الخضراء في نادي الغولف التي تُعتبر بمثابة رئة للعاصمة بيروت التي إجتاحتها الأبنية الإسمنتية من جميع الجهات، وهذا له مردوده السياحي الكبير على لبنان بطبيعة الحال.

مشاركات واستحقاقات

وتابع: "يضمّ نادينا أكثر من 300 لاعب نصفهم يزاولون اللعبة باستمرار، ولدينا أيضاً فريقٌ مؤلف من 12 لاعباً جاهزٌ للمشاركات الخارجية لمختلف الأعمار، كما اننا نظمنا أكثر من دورة دولية على أرضنا آخرها كانت بطولة لبنان الدولية الأولى منذ نحو أسبوعَين، وسنستضيف كذلك في العام 2020 النسخة الثانية من هذه البطولة، من دون أن ننسى بطولة المغتربين الأولى التي نظمناها بنجاح في حزيران الماضي". وواصل: "كما انّ وفد الاتحاد العربي عندما جاء الى لبنان لمسَ الإستقرار السائد، فمنحنا شرف استضافة البطولة العربية للناشئين والسيدات في العام 2021، علماً انّ آخر بطولة رسمية إستضافتها بيروت كانت سنة 1997". وأكد انّه من خلال مشاركات النادي الخارجية اصبح اسم لبنان على لائحة البرامج الدولية، وهو كان موجوداً سابقاً، لكن أُعيد تفعيله من جديد، آملا بالعودة القريبة الى العصر الذهبي للعبة.

الغولف لم يأخذ حقه الخارجي

من جهة أخرى، إعتبر سلام أنّ اللعبة لم تأخذ حقها على الصعيد الخارجي، لكن بمساعدة الاتحاد الدولي وضع الاتحاد اللبناني خطة تحت عنوان "رؤية للعام 2020"، وللمرة الأولى إستطاع الإتحاد أن يُدخل اللعبة الى المدارس ويعلم أصولها وقواعدها للطلاب، وكانت البداية في مدرسة "الكوليدج بروتستانت". وقال سلام إنّ الإتحاد فوجئ بعدد المدارس التي طلبت إدخال لعبة الغولف اليها، إذ كانت البداية مع 3 مدارس، ثم ارتفع العدد الى 7، وفي السنة الثالثة بات العدد 13، وفي السنة الرابعة إرتفع الى 16 مدرسة رسمية وخاصة.

وتحدث عن تفاصيل الشراكة مع المدارس، فقال إن الجهاز الفني في النادي يجول على كلّ المدارس ويسجّل أسماء التلامذة الذين يرغبون بممارسة اللعبة، فيخضعون الى فترة تدريبية تطبيقية ونظرية لمدة أربعة أشهر على ملاعب نادي الغولف التي تستضيف أصلاً جميع البطولات المدرسية. وختم بالتأكيد أنّ نادي الغولف ليس تجارياً ولا يبغي الربح، بل يسعى جاهداً الى نشر اللعبة والمحافظة على أرض النادي التي هي ليست بكاملها ملكاً للدولة اللبنانية، بل لبعض أعضاء النادي حصة فيها أيضاً.


MISS 3