روي أبو زيد

ماري أبي جرجس: أتحدى نفسي بتقديم دور الشريرة

23 حزيران 2021

02 : 00

تجسّد الممثلة ماري أبي جرجس شخصيّة "أم شادي" في مسلسل "راحوا" حيث تقدّم دور أم بسيطة و"على نيّاتها". "نداء الوطن" إلتقت أبي جرجس وكان هذا الحوار.

لماذا أنت مقلّة بإطلالاتك؟

أنا إنتقائيّة بأدواري وأحاول الإبتعاد قدر المستطاع عن التكرار، لذا أنتظر الأدوار المناسبة والمُقنعــــة التي تستفزّني.

ما الذي استفزّك إذاً بدور "أم شادي" في "راحوا"؟

شكّلت الشخصيّة تحديّاً بالنسبة لي، خصوصاً أنّ "أم شادي" لا تشبهني البتّة، فنحن من بيئتين مختلفتين، ونمط حياتنا مختلف. لذا عمدتُ الى تجسيد الدور وجعله حقيقيّاً وواقعيّاً قدر المستطاع. والحمدلله أتت الأصداء إيجابيّة وعلى قدر التوقّعات.

لكنّ "أم شادي" إنسانة جاهلة.

لا يمكن لومها، فهي تربّت في بيئة فقيرة جداً ولم تكن "مدعوكة" يوماً في الحياة لذا نلحظ أنّ البساطة من سماتها الأساسية. كما انها تعيش مع زوج لا يهمّه تعزيز النواحي التربوية والتثقيفية في نفوس أولاده. لكن تبقى "أم شادي" مغمورة بالحنان والعاطفة والطّيبة والبساطة ويبان ذلك جليّاً في طريقة تعاطيها مع "روزيت" وتصديقها لكلّ ما تقوله. لكنها للأسف لم تعتمد أسلوباً تربويّاً جوهريّاً لبناء الإنسان في أولادها الذين اتّبعوا أساليب ملتوية، وأضحى ابنها إرهابيّاً بدافع الفقر والعوز.


من مسلسل "١٠ عبيد زغار"



الإرهاب وليد الفقر أم الجهل؟

الجهل هو نتيجة الفقر. فشادي لم يكن جاهلاً فحسب بل أُغرِم بفتاة حملت منه ولم يلقَ كتفاً ليتّكئ عليه، فدخل بهذه الدوّامة ليصبح إرهابياً لليلة واحدة فحسب، فيحصل على المال بطريقة سهلة ويسافر حينها. أنا أرفض ما قام به رفضاً قاطعاً، لكن غالبية الناس "ينجرّون" وراء إيديولوجيّات معيّنة تجبرهم على القيام بأعمال شرّيرة.

كيف نتفادى دخول أولادنا بهــــــــــــذه الدوّامة؟

على الأهل أن يحوطوا أولادهم دائماً، على الرغم من دخولهم معترك الحياة واستقلاليّتهم. نحن شرقيّون بطبعنا، ونميل الى متابعة فلذات أكبادنا ومعرفة ما يتعرّضون له لحظة بلحظة، لكن من دون التعرّض لحرّيتهم. أولادي في السنة الجامعيّة الأولى، وما زلت أسألهم عن يوميّاتهم، أتابع تفاصيلهم وأدعو أصدقاءهم الى منزلي لمعرفة نوعيّة الناس التي يختلطون بها. لذا أنصح الأهل بالإطّلاع على ما يحصل مع أولادهم وفتح باب النقاش والحوار معهم.

هل على الممثّل أن يكون مسرحيّاً كي يبرز في التلفزيون؟

الأمر ليس ضروريّاً، لكن الذين عاشوا المسرح إجمالاً يدركون جيّداً كيفيّة التعاطي مع مشاعرهم المُقدّمة على التلفزيون. مع الاشارة، الى أنّ كلّ خرّيج من معهد التمثيل يتميّز ولو قليلاً عن غيره بمعرفته كيفيّة إيصال الرسائل وقولبتها. لكنّ الموهوب بالفطرة يحتاج الى تراكم الخبرات كي ينجح في تقديمه الشخصيات المناسبة.

ما الدور الذي تطمحين بتجسيده؟

أحب تقديم دور الشريرة، حيث يلمس المشاهد ذكاء الشرير وقدرة الممثل على بناء الشخصيّة. أطمح أن أتحدى نفسي وأن أجسد هذا الدور يوماً ما.

أتفكّرين باعتزال التمثيل؟

أبداً، فالتمثيل شغفي. أحب المسرح كثيراً وحين درسته أيقنتُ أنّ صناعة الدراما في لبنان تواجه تحديّات عدة، لكنني خضتُ الغمار بالرغم من ذلك. لذا حين أتوقّف عن التمثيل أشعر بأنني قضيتُ على نفسي.

هناك ممثلون "محسوبون" على منتجين أو مخرجين معيّنين ما يترتّب عليكم المكوث في المنزل.

هؤلاء يؤذوننا، وغالبيتهم غير موهوبين ويتّكلون على معارفهم أو مظهرهم الخارجي لدخول عالم التمثيل، حتى أنهم يتركون المجال من دون أن يحدثوا فرقاً أو أن يتركوا بصمةً. لكنّ الموهوبين منهم يلقون دعماً من الجمهور أولّاً كي يتمكّنوا من الإستمرار. لذا الساحة واسعة وكبيرة و"الشاطر اللي بيبقى".

ما الذي تطلبينه من المشاهد اللبناني؟

يشق التمثيل في لبنان طريقه الى أعلى ويأخذ حقّه اليوم. حتى أنّ الممثلين الكبار الذّين غابوا عنّا، أكدوا لنا مراراً وتكراراً أنّ المسلسلات اللبنانية كانت مطلوبة عربيّاً. لذا أطلب من المشاهد أن يدعمنا ويشجّعنا عبر متابعة المسلسلات المحليّة وإعطائها الفرص المناسبة كي نستمرّ ونتطوّر وننطلق خارجياً. سُعدتُ كثيراً حين أيقنتُ أنّ مسلسلاً كـ"ثورة الفلاحين" تُرجم الى اللّغة الإسبانية. وأخيراً وجد الفن ليعلمنا كيفية بناء وطن أفضل، خصوصاً أنّه كان وما زال وسيبقى المرآة الحقيقية والوحيدة للشعوب.