"ذي فانتوم" لحثّ بايدن على التحرّك بشأن الإعدام

02 : 00

يأمل المخرج باتريك فوربس في أن يكون فيلمه الوثائقي "ذي فانتوم" (الشبح) "الشرارة" الكفيلة لدفع الرئيس الأميركي جو بايدن إلى التحرك بشأن عقوبة الإعدام، لانطوائه على رسالة "واضحة جداً"، مفادها أنّ بريئاً أعدِم.

يتناول الفيلم الذي تبدأ عروضه بدور السينما في 2 تموز المقبل قصة جريمة قتل واندا لوبيز التي تعرضت للطعن في إحدى ليالي عام 1983 بمحطة وقود في كوربوس كريستي (ولاية تكساس) حيث كانت تعمل موظفة صندوق.

إذ اتصلت الشابة بالشرطة قبل وقت قصير من مصرعها للإبلاغ عن رجل يثير الشبهة. ويبدأ الفيلم الوثائقي الذي يعيد بناء الوقائع بدقة، بتسجيل لكلمات واندا الأخيرة وهي تخاطب الرجل: "هل تريدها (النقود)؟ خذها، سأعطيك إياها. لن أفعل لك شيئاً، من فضلك!".

وصلت الشرطة لإنقاذها لكنّ الأوان كان قد فات، فانطلق عناصرها لملاحقة الجاني الذي رآه شهود يهرب مشياً. بعد 40 دقيقة، تمكنوا من توقيف كارلوس دي لونا الذي كان في العشرين من عمره وله سوابق كثيرة أصلاً، وكان يختبئ تحت سيارة.

ولم يواصل عناصر الشرطة البحث أبعد من ذلك، اقتناعاً منهم بأنهم قبضوا على القاتل، مع أن الموقوف أكد لهم براءته ولم تظهر عليه أي بقع دم. وشرح كارلوس دي لونا خلال محاكمته أنه لاذ بالفرار خشية الاشتباه به، وأكد أنه يعرف الجاني ويدعى كارلوس هيرنانديز، وقال إنه تعرّف إليه في السجن. ولكن عندما عُرضت عليه صور رجال يحملون هذا الاسم، لم يتمكن من التعرف عليه. واستنتج المدعي العام أن كارلوس هيرنانديز هو من نسج خياله ومجرّد "شبح"، وحُكم على دي لونا بالإعدام.

وبعد ردّ كل طلبات استئناف الحكم التي تقدّم بها، نُفّذ الحكم بإعدامه عام 1989. وفي العام 2004، أطلق أستاذ القانون في جامعة كولومبيا جيمس ليبمان تحقيقاً مضاداً بمساعدة طلابه وتحرٍّ خاص. واكتشفوا أن كارلوس هيرنانديز موجود بالفعل. وبدا هذا الرجل الذي توفي في السجن عام 1999 بينما كان يقضي عقوبة بتهمة الاعتداء على امرأة بسكين، شديد الشبه بكارلوس دي لونا. وفي العام 2012، نشر البروفيسور ليبمان وطلّابه مقالاً طويلاً في مجلة قانونية بعنوان "الكارلوسان: تشريح لخطأ قضائي"، ارتكز عليه فيلم فوربس.

بحث فوربس منهجياً عن جميع المعنيين بالقضية، وأجرى مقابلات مع شرطيين ومدعين عامين ومحامين وشهود. وكذلك مع نساء كنّ ضحايا لكارلوس هيرنانديز وما زلن يعانين من العنف الذي مارسه عليهن.

يعتقد فوربس اليوم أنه يمتلك الحقيقة. ويأمل في أن يساهم فيلمه بإعادة الاعتبار إلى كارلوس دي لونا، ولكن أيضاً في "إحداث تغييرات" أكبر. 


MISS 3