هندوراس تنقل سفارتها إلى القدس

بينيت: لا يجوز عقد صفقات مع النظام الإيراني

02 : 00

فتح "صفحة ديبلوماسية" جديدة بين إسرائيل وهندوراس أمس (أ ف ب)

ما زال الصراع الإسرائيلي - الإيراني على أشدّه، سياسياً وديبلوماسياً وأمنياً. والكباش يحتدم مع احتمال قرب التوصّل إلى تفاهم أوّلي في "محادثات فيينا" يُعيد إحياء الإتفاق النووي الإيراني. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في كلمة ألقاها خلال حفل تخرّج فوج جديد من طياري سلاح الجو الإسرائيلي أمس أن النظام "العنيف والمتطرّف" الذي اختار إبراهيم رئيسي رئيساً لإيران لا يجوز عقد صفقات معه. وفيما قال بينيت: "تقع على عاتقنا مسؤولية الحفاظ على أمن دولتنا وضمان وجودها... لا يوجد ولن يكون هناك أي مجال للمساومة"، أضاف: "كنّا نُفضّل لو كان العالم يُدرك أن مثل هذا النظام العنيف والمتطرّف، الذي اختار الجلاد من طهران رئيساً ومستعدّ لتجويع شعبه على مرّ سنين طويلة في سبيل امتلاك برنامج نووي عسكري، هو عبارة عن نظام لا يجوز عقد صفقات معه. لكن للأسف، الأوضاع ليست على هذا الشكل".

وشدّد بينيت على أن بلاده ستُواصل التشاور مع أصدقائها و"إقناعهم والتحدّث معهم ومشاركة المعلومات والتصوّرات انطلاقاً من الاحترام المتبادل. ولكن في نهاية المطاف، نحتفظ بالمسؤولية عن تحديد مصيرنا، ولن نضعها بيد غيرنا. سنتصرّف بمسؤولية وسنُحافظ على الوديعة العظيمة التي وُضعت بين أيدينا".

وعلى الجبهة الأميركية، أكدت الخارجية الأميركية أن هناك خلافات جدّية وعميقة للغاية بين الولايات المتحدة وإيران يتعيّن أن يتجاوزها البلدان في "محادثات فيينا"، وقال مسؤول كبير في الخارجية للصحافيين شرط عدم الكشف عن اسمه: "إذا لم نتجاوز الخلافات في المستقبل القريب فستُعيد واشنطن النظر في المسار الذي تسلكه"، مشيراً إلى أن لدى بلاده نقاط خلاف مع إسرائيل حول التعامل مع طهران.

وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي قد وصف الأربعاء التعاون مع الولايات المتحدة ضدّ إيران بأنّه "استثنائي في نطاقه" وبلغ "ذروته النوعية". وفي فلوريدا، بحث كوخافي مع قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي في الشرق الأوسط الجنرال فرانك ماكنزي ملفات إيران والحرب الأخيرة بين إسرائيل وحركة "حماس" في غزة والنزاع في سوريا والتعاون بين البلدَيْن.

ونقل بيان للجيش الإسرائيلي أنّ "الهدف المشترك والمركزي للجيشَيْن هو إيران، التي تعمل على إنشاء وتأسيس قوات إرهابية في العديد من الدول في جميع أنحاء الشرق الأوسط". كما بحث كوخافي مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في "التموضع الإيراني في أنحاء الشرق الأوسط وإخفاقات الإتفاق النووي الحالي". وعرض كوخافي خلال لقائه مسؤولين أميركيين "الطرق الممكنة لمنع إيران من امتلاك قدرات نووية عسكرية".

وفي غضون ذلك، نقلت دولة هندوراس سفارتها إلى القدس بعد عقود من عملها في مدينة تل أبيب، في محاولة منها لبناء علاقات أوثق مع إسرائيل، لتُصبح رابع دولة تنقل سفارتها إلى المدينة المقدسة المتنازع عليها. وكانت هندوراس الواقعة في أميركا الوسطى قد افتتحت سابقاً مكتباً تجارياً في القدس، كاسرةً بذلك سياسة الحياد المستمرّة منذ عقود في النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني.

واستقبل بينيت ووزير الخارجية يائير لابيد رئيس هندوراس خوان أورلاندو هرنانديز ووزير الخارجية ليساندرو روساليس في حفل صغير لتدشين السفارة في الحديقة التكنولوجية جنوب القدس. وقال هيرنانديز: "أنا هنا اليوم (أمس) مع وفدنا لتدشين سفارة هندوراس في القدس العاصمة الأبدية لإسرائيل"، مضيفاً: "أتمنّى بصدق أن يُحافظ الرئيس المقبل لهندوراس، بغض النظر عن الحزب الذي ينتمي إليه، على هذا القرار".

فلسطينياً، توفي الناشط الفلسطيني المعارض للسلطة الفلسطينية نزار بنات بعد ساعات على توقيفه الخميس على أيدي عناصر من الأجهزة الأمنية الفلسطينية، في حين تحدّثت عائلته عن "اغتيال" وأكد الطبيب سمير أبو زعرور المعتمد من قبل مؤسّسات حقوقية، والذي اطّلع على تشريح جثة بنات، أن وفاته لم تكن طبيعية وأنّه تعرّض للضرب.

وقال أبو زعرور خلال مؤتمر صحافي عُقِدَ في مقر الهيئة المستقلّة لحقوق الإنسان: "من خلال المشاهدة والكشف الظاهري، شاهدنا إصابات عدّة وكدمات في مناطق متعدّدة من الجسم، في الرأس والعنق والصدر والكتفين والأطراف العلوية والسفلية"، مضيفاً: "لم نُشاهد على الجسم أثاراً توحي بأنه توفي نتيجة جلطات".

وفي مدينة رام الله، حيث مقر السلطة الفلسطينية، خرج مئات المتظاهرين بعد الظهر مطالبين بكشف حقيقة وفاة بنات، وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.

ووجّهت دعوات لاحتجاجات مماثلة على وفاة بنات في مدينة نابلس، على الرغم من إعلان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية تشكيل لجنة تحقيق في ملابسات الحادث. وكان بنات مرشحاً للمجلس التشريعي في الإنتخابات التي كان من المفترض أن تجري في أيار عن قائمة "الحرّية والكرامة" المستقلّة، ولكنّها أُرجئت.

توازياً، وجهت الشرطة الإسرائيلية اتهامات إلى 5 من عرب إسرائيل وفلسطينيَّيْن بقتل يهودي إسرائيلي "بدوافع عنصرية"، بعد رشق سيارته بالحجارة خلال أعمال شغب في مدينة اللد رافقت التصعيد الدامي الشهر الماضي. ووجّهت إلى المتهمين السبعة تهمة "القتل كجزء من عمل إرهابي"، بالإضافة إلى تهمة "إلقاء الحجارة ضمن عمل إرهابي" و"إلحاق أضرار بسيارة بدافع العنصرية".


MISS 3