روي أبو زيد

شادي حداد: أحضّر لمسلسل مشترك و"يربوا بعزّكن" قريباً

26 حزيران 2021

02 : 00

يستعد الممثل شادي حداد لإطلاق فيلمه السينمائي "يربوا بعزّكن" بعد توقّف عرضه إزاء الأزمات المتلاحقة في لبنان. حداد الذي شارك في فيلم "ع مفرق طريق" السينمائي، يؤكد في حديث لـ"نداء الوطن" ضرورة النضال والإستمرار رغم كل الظروف الصعبة.

كيف تقيّم واقع السينما اليوم؟

تحاول الصالات أن تعيد الحياة الى مقاعدها في ظلّ الأزمتين الصحية والإقتصادية، خصوصاً أنّ عائلات كثيرة قُطِعت ارزاقها بسبب الإقفال العام. لكنّ هذا القطاع سينهض مجدداً، إذ لاحظنا المبادرات الفردية لإعادة بناء دور السينما والمسارح والمواقع الثقافية والأثرية بعد انفجار الرابع من آب. نحن شعب مؤمن ومتمسّك بفنّه وثقافته ووطنه رغم كل الظروف. لملمنا أشلاءنا بعد الإنفجار الرهيب وأكملنا سيرنا ولم نتوقّف أو نستسلم. شخصياً، تأذّيتُ كثيراً من الإنفجار وفقدتُ بعضاً من العقارات في بيروت، لكنني لم أتوقّف عند هذا الحاجز وتابعت مسيرتي في لبنان.

متى سيُعرض "يربوا بعزكن"؟

كانت انطلاقة الفيلم ليلة اندلاع ثورة "17 تشرين"، لتتوقّف بعدها الصالات السينمائية عن عرضه وسط الأوضاع السياسية والأمنية والإقتصادية والصحيّة الداخلية. سيتمّ عرضه قريباً بناءً على نسبة الإقبال على الصالات. ناهيك عن انه لا يمكن أن "نحرق" الفيلم خصوصاً أنّ المنتجين استثمروا أموالهم لصناعة عمل سينمائيّ كهذا.

ما الذي تستطيع أن تكشفه عن الفيلم؟

"يربوا بعزكن" فيلم كوميدي إجتماعي يحاكي المجتمع اللبناني، متناولاً مشاكلنا وواقعنا ومواقف مررنا فيها. كما يحمل معاني إنسانية كثيرة، ويصوّر الطبقية في لبنان التي يمكن أن تنكسر لتلتقي الحال الإنسانية.

هل يصل الممثل اللبناني الى أرفع درجات التمثيل حين يضحي سينمائيّاً؟

أحب السينما كثيراً، إذ تجعل المشاهد ينفصل عن واقعه عبر التواصل مع أحداث الفيلم الذي اختاره فقط. لذا يمتاز عالم الفن السابع بالرقي، فضلاً عن انتشار الأفلام العالمية التي تساعد على التفاعل مع عادات وتقاليد مختلف الدول. ومثلما هناك سينما نخبوية، هنالك التجارية أيضاً. لذا يفتح عالم السينما المجال للممثّل كي يبرز عالمياً أكثر من التلفزيون، على الرغم من نسبة الإنتشار المرتفعة للممثّلين اللبنانيين والعرب تلفزيونياً وفضائيّاً.

أيجب على الممثل أن يكون مسرحيّاً كي يبرز في التلفزيون والسينما؟

يتميّز المسرح بارتقائه في عرض المواضيع الإنسانية والإجتماعية، فضلاً عن الإحتكاك المباشر مع الجمهور، ما يضفي جوّاً من التواصل الحيّ الذي لا نراه في التلفزيون والسينما. ولا شكّ بأنّ أهم الممثلين في إنكلترا من خلفيّة مسرحيّة وقد نجحوا في عالم السينما. ولكن ليس من الضروري أن يكون الممثل مسرحيّاً كي ينجح في القطاعات التمثيلية الأخرى.

ما هو جديدك؟

أحضّر لمسلسل عربي مشترك لا يمكن الإفصاح عن تفاصيله اليوم؟

و"ع مفرق طريق"؟

ما زلنا في مرحلة الـPOST PRODUCTION وآمل أن يعرض في الصالات السينمائية قريباً.

هل دخلنا عالم "المنصّات الرقمية" على صعيد المسلسلات والأفلام؟

سمحت المنصّات ان يتابع الجمهور الأعمال التي يختارها في الوقت الذي يحدده. لكنني شخصيّاً أميل الى التلفزيون حيث ننتظر بحماسة وشوق أحداث الحلقات المقبلة. في المقابل، باتت المنصّات بمثابة أرشيف للأفلام والمسلسلات السينمائية والتلفزيونية ومرجعيّة رئيسة لهذه الأعمال.

هل اصبح الوضع في لبنـــــــان "ع مفرق طريق"؟

حان الوقت لاختيار طرق متعدّدة في هذا البلد، خصوصاً أننا وصلنا الى طرق مسدودة. علينا اتّخاذ القرار المناسب بعد أن وصلنا الى حافة الإنهيار.

هل اخترت طريق الهجرة؟

أفكر بالهجرة وأبحث عن الاستقرار في بلد يحترمنا كأشخاص. يعاني الشعب اللبناني حالياً من ضغط نفسي أكثر من الذي عاشه ايام الحرب اللبنانية. فتراهم يهرعون لتأمين الحليب لأولادهم، ينتظرون في طوابير لساعات كي يملأوا سيّاراتهم بالوقود ويعيشون الذلّ يوميّاً. وتفاقمت المشكلة كثيراً حتى أنّ البعض لجأ الى الإنتحار هرباً من الواقع المرير كما لاحظنا أخيراً. فقدنا ثقتنا بالحكام الظالمين ويتآكلنا اليأس والإستسلام بسببهم. حتى أنني استيقظتُ على خبر احتراق سيّارة رجل حاول تهريب البنزين في سيارته خوفاً من ارتفاع الأسعار. لبنان يؤلمني كثيراً، وأخاف أن ندخل دوّامة التأقلم مع هذا الوضع المتردّي.

ما الحلّ برأيك؟

نحن بحاجة الى انتفاضة حقيقية لأننا لا نستطيع الإستمرار بعد الآن! من الضروري إيلاء الولاء للوطن فحسب وليس لهؤلاء الزعماء. كما علينا مراجعة تاريخنا وحساباتنا وأخطائنا قبل مدّ أصابع الإتّهام الى الآخرين. إبدأوا بانتقاد أنفسكم وتصليح أخطائكم وتعاونوا لتقديم خطط فعّالة تعيد بناء الوطن. كلّنا نعاني ولا أحد يعيش براحة ورفاهيّة. تدمّرت قطاعاتنا المصرفيّة والإستشفائيّة والتعليميّة ما أدّى الى هجرة الأدمغة والأطباء والمثقفين من لبنان. بتنا بحاجة ماسة الى السلام ونتكّل على العناية الإلهية التي تحمينا فقط، إذ أؤمن أنّ الشرّ سيقتل نفسه في نهاية المطاف.


MISS 3