كرّمت بلدية زغرتا إهدن الفنان التشكيلي الراحل سايد يمين العالمي السمات في مبنى الكبرى الأثري في إهدن، بحضور وزير الثقافة الدكتور محمد داوود داوود وحشد من الفاعليات والشخصيات الثقافية، والاجتماعية والفنية، بالاضافة الى عائلة الراحل، زوجته وابنتيه اللواتي أتين من جنيف خصيصاً للمشاركة في حفل التكريم.
رئيس بلدية زغرتا إهدن انطونيو فرنجية ألقى كلمة مما قال فيها: "سايد يمين الذي حفظ بلوحاته إهدن بألوانها وطبيعتها، والذي تغرب وأبدع بقيت إهدن حاضرة بفنه وبوجدانه، فنظم عشرات المعارض فيها".
واستعادت ابنة المكرم ايلودي عالم والدها داخل محترفه بكل تفاصيله التي تعكس سعة خيال الفنان ورهافة إحساسه، وأفصحت عن آخر لوحة له لم تكتمل يعود بها إلى طفولته والذكريات ليتلاقى "مع جذوره التي تجسدها إهدن بلدته المقيمة في وجدانه حيث العودة إليها طالما كانت العودة إلى الجوهر منبع الألوان والأضواء".
ووصف الكاتب والشاعر عيسى مخلوف سايد يمين "بالعابر الجميل، فنان الروح وصفاء القلب، صديق الوطن والمهجر، واستعاد حواراً مؤثراً جمعه والفنان في باريس وقد أدرك واقع مرضه وكيف أن لحظة واحدة تكفي لتمنح الحياة كثافتها المطلقة ومتعة تفاصيلها الصغيرة".
وجاء في كلمة وزير الثقافة محمد داوود داوود: "لم يكن الفعل التشكيلي عند مكرّمنا ترفاً فنياً فحسب، بل تعداه للتعبير عن الهموم الإنسانية وقضاياها والهواجس". وأكمل قائلاً: "نتحلّق حول وجه سايد يمين وأعماله الرائعة التي تركها لنا ولأجيال بعدنا، فنستعيد عبر هذه المناسبة - وإن حزينة مساراً جميلاً مُفرحاً، وثرياً من عطاء رجالات من أبناء أرض زغرتا - إهدن، في مجالات الأدب والتاريخ والفنون والوطنيات، أغنوا حياتنا الثقافية والفكرية في لبنان والخارج". وأضاف: "لا يغيبُ عن ذاكرتنا، حضور الفنان الزغرتاوي - الأهدني صليبا الدويهي، الذي انطلقت ألوانُه من تعبيرات انطباعياته وتأثره بجماليات بيوت القرميد والساحات والوجوه، إلى رحاب التجريد اللوني اللامحدود، في صالات ومتاحف الولايات المتحدة. صليبا الدويهي، وضع لبنان على الخريطة العالمية في الفن التشكيلي المعاصر وهي مأثرة لبنانية بها نعتز ونفاخر".
وفي الختام قدّم داوود "درع الفنان المميز سايد يمين التقديرية" لزوجته جان مع ابنتيه ايلودي واوريليا. وافتتح بعدها مع الحاضرين المعرض الذي ضمّ حوالى خمسين لوحة جميعها من بيوت أصدقائه ومحبي فنّه في إهدن، واستمر المعرض ليومي السبت والأحد.
