"دلتا" تُغلق سيدني وتُرعب العالم

02 : 00

سيدني بدت شبه خالية أمس (أ ف ب)

إستفاق الملايين من سكان سيدني بالأمس على أوّل يوم كامل من إغلاق يستمرّ أسبوعَيْن، في وقت تُحاول فيه أستراليا احتواء تفشّي موجة متحوّرة "دلتا" الأكثر عدوى، والتي تُثير الرعب حول العالم، خصوصاً في روسيا، حيث أعلنت موسكو حصيلة يومية قياسية للوفيات جرّاء الفيروس التاجي.

وأغلقت المطاعم والحانات والمقاهي أبوابها بعدما تمّ توسيع أوامر العزل الصادرة لقاطني الأحياء الواقعة وسط المدينة مساء السبت إلى باقي أنحاء سيدني والمناطق الساحلية والجبلية المحيطة. وفيما بدا وسط المدينة شبه مهجور، توجّه عدد كبير من الأشخاص إلى شاطئ "بوندي" للسباحة وركوب الأمواج، إذ لا يزال من المسموح ممارسة الرياضات الخارجية.

كما دخل إغلاق مدّته 48 ساعة حيّز التطبيق الأحد في مدينة داروين، بعدما تمّ الربط بين مجموعة من الإصابات وتفشي فيروس "كورونا" في منجم للذهب في منطقة نائية.

وأشار خبراء الصحة إلى أن إغلاقاً أقصر مدّة في سيدني، والذي ثبتت فعاليته في مدن أسترالية أخرى في الشهور الأخيرة، لن يكون كافياً لاحتواء مجموعة الإصابات التي تزداد، وفق ما أفادت رئيسة وزراء ولاية نيو ساوث ويلز غلاديس بريجيكليان.

وقالت بريجيكليان للصحافيين: "نظراً إلى مدى عدوى هذه المتحوّرة من الفيروس، فإنّنا نتوقع أنه من المرجح أن تزيد أعداد الإصابات في الأيام القليلة المقبلة"، فيما شكّل تفشي الوباء صدمة للمدينة التي عاود سكانها حياتهم المعتادة بشكل نسبي بعد أشهر لم يُسجّل خلالها سوى قليل من الحالات المحلّية.

وسيتعيّن على السكان بموجب القيود المفروضة في سيدني، إلتزام منازلهم حتّى التاسع من تموز على أقلّ تقدير، إذ لن يكون بإمكانهم الخروج إلّا لشراء الأساسيات وتلقي الرعاية الطبّية وممارسة الرياضة وارتياد المدارس أو العمل في حال لا تسمح وظائفهم بالعمل عن بُعد.

كذلك، صدرت توجيهات لكلّ شخص يزور سيدني من خارج منطقة الإغلاق ابتداءً من اليوم، بالخضوع لحجر صحي مدّته 14 يوماً، بينما حظرت ولايات عدّة أخرى السفر من المدينة وإليها.

وأكد وزير الصحة الفدرالي غريغ هانت أنه واثق بأن أستراليا ستتمكّن من مواجهة الأزمة، وقال: "إنّه يوم صعب لكنّنا قمنا بذلك من قبل ونعرف كيفية القيام به. وسنتجاوز المرحلة".

وكانت أستراليا من بين أنجح دول العالم في احتواء "كوفيد 19"، إذ لم تُسجّل سوى 30 ألف إصابة و910 وفيات بين سكانها البالغ عددهم أكثر من 25 مليوناً. لكن الحكومة تعرّضت لانتقادات على خلفية بطء إطلاق حملة التطعيم.

وباتت متحوّرة "دلتا"، التي رُصِدَت للمرّة الأولى في الهند خلال نيسان، منتشرة في 85 بلداً على الأقلّ، بحسب منظمة الصحة العالمية، ما يزيد المخاوف من موجات جديدة من الوباء الذي أودى بأربعة ملايين شخص حتى الآن رغم حملات التطعيم.

وكانت البرتغال أوّل دولة في الاتحاد الأوروبي تُعلن بأن "دلتا" باتت منتشرة في أوساط سكانها. كما تنتشر "دلتا" في بريطانيا، فيما تُنسب إليها حالياً نحو 10 في المئة من إصابات "كوفيد" المسجّلة في فرنسا.

بدورها، أعلنت موسكو عدداً قياسياً من الوفيات جرّاء فيروس ووهان في الساعات الـ24 الأخيرة، إذ سجّلت 144 وفاة. كما سجّلت سان بطرسبرغ، ثاني المدن الروسية والتي تستضيف مباريات ضمن بطولة أمم أوروبا 2020، 106 وفيات، بعد يوم من تسجيلها حصيلة يومية قياسية للوفيات.

وكشفت روسيا، المتضرّرة بشدّة جرّاء "دلتا"، 20538 إصابة جديدة الأحد، بعد يوم من تسجيلها حصيلة قياسية للإصابات منذ كانون الثاني. وارتفع معدّل انتقال العدوى بنسبة 25 في المئة الأسبوع الماضي مقارنةً مع الأسبوع الذي سبقه، في حين ارتفعت حصيلة الوفيات المسجّلة رسمياً بنسبة 33 في المئة.

أمّا في جنوب أفريقيا، فتُعدّ المتحوّرة "دلتا" أيضاً وراء ارتفاع عدد الإصابات، وفق ما أفاد علماء، في وقت تُخطط فيه الحكومة لاتّخاذ إجراءات إضافية. وسجّل البلد الأفريقي 18762 إصابة جديدة السبت، وهو أعلى عدد منذ كانون الثاني.

وفي غضون ذلك، عيّن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون السبت ساجد جاويد وزيراً جديداً للصحة خلفاً لمات هانكوك الذي استقال من المنصب بعدما أصبح في وضع حرج على اثر الكشف عن انتهاكه إجراءات فرضتها حكومته للحدّ من انتشار "كورونا".


MISS 3