"دلتا" تُطيح "المناعة الجماعيّة"!

02 : 00

طابور طويل من الأشخاص الذين ينتظرون دورهم لتلقي جرعة لقاح في ملبورن أمس (أ ف ب)

في مواجهة المتحوّرة "دلتا" الشديدة العدوى، يبدو من الوهم تحقيق "مناعة جماعية" بالاعتماد على اللقاحات، وإن كانت ما زالت ضرورية للتخفيف من حالات المرض الخطرة وخفض حصيلة الوفيات جرّاء الفيروس الفتّاك. وبينما كان يُنظر إلى "المناعة الجماعية"، وهي نسبة الأشخاص المحصّنين التي يتوقف الوباء بعدها عن أن يُشكّل تهديداً، على أنها الوسيلة الأنجع للخروج من الأزمة، يبدو أن مثل هذا الأمر ربّما لا يتعدّى كونه وهماً، إذ يتوقف الأمر على التعريف المعتمد، وفق الخبراء.

وفي هذا الصدد، قال عالم الأوبئة ميرسيا سوفونيا لوكالة "فرانس برس": "إذا كان السؤال هو: هل سيسمح التطعيم وحده بتراجع الوباء والسيطرة عليه؟ فالجواب هو لا"، مضيفاً: "في الواقع هناك عاملان يلعبان دوراً: مدى شدّة عدوى الفيروس وفعالية اللقاح في مواجهة العدوى. وهذا لا يكفي".

ويظلّ من الممكن "تحقيق مناعة جماعية، ولكن ليس فقط عن طريق التطعيم"، بحسب ما رأى سوفونيا. وهذا يعني، كما شرح، الإستمرار في وضع "قناع الوجه وأشكال التباعد الاجتماعي، لا سيّما في مناطق معيّنة"، للحدّ من انتشار الفيروس القاتل ومن ثمّ تقليل المخاطر قدر الإمكان.

بدوره، أشار عالم الأوبئة أنطوان فلاهولت أنه "أثناء جائحة "الإيدز"، عندما قال العلماء إنّه يجب استخدام الواقي الذكري، أجاب الكثير من الناس: هذا حسن في الوقت الحالي، لفترة من الوقت. ولكنّنا استمرّينا في ذلك في النهاية. وقد نستمرّ في وضع القناع في الأماكن المغلقة ووسائل النقل لفترة طويلة".

وفي غضون ذلك، ينتظر تنظيم 200 تظاهرة في فرنسا اليوم، لعطلة نهاية الأسبوع السابعة توالياً، احتجاجاً على "الشهادة الصحية" وسياسة الحكومة في مواجهة "كوفيد 19"، وذلك قبل أسبوع من بدء العام الدراسي.

وأفاد مصدر في الشرطة وكالة "فرانس برس" بأنّه يتوقع أن يُشارك في التظاهرات "بين 140 ألفاً و180 ألف متظاهر"، بينهم "ما بين 12 ألفاً و20 ألف متظاهر" في باريس، حيث يُنتظر تنظيم 4 تظاهرات. وتُنظّم إحدى المسيرتين الرئيسيّتين بمبادرة من حركة "السترات الصفر"، فيما دعا إلى الثانية فلوريان فيليبوت، الرجل الثاني السابق في "الجبهة الوطنية"، الذي أصبح زعيماً لحركة "الوطنيين" اليمينية المتطرّفة.

وفي شمال أفريقيا، أعلنت الحكومة المغربية حملة تلقيح اختيارية ضدّ "كوفيد 19" تشمل التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاماً، وذلك عشية الدخول المدرسي المقبل. وتنطلق هذه العملية الثلثاء باستخدام لقاحَيْ "فايزر" و"سينوفارم"، "اللذَيْن أثبتت التجارب الدولية فعاليّتهما وسلامتهما عند هذه الفئة العمرية"، وفق بيان للحكومة، وتهدف إلى "ضمان ظروف آمنة لإنطلاق الموسم الدراسي المقبل".


MISS 3