الرياض تدرس "الخيار العسكري" رداً على هجوم "أرامكو"

ترامب يتوعّد إيران "المتعطّشة للدماء"

01 : 25

ترامب و"نخب القادة" في مقرّ الأمم المتّحدة في نيويورك أمس

من على منصّة الأمم المتّحدة وأمام قادة دول العالم، هدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بلهجة صارمة أمس، الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران بمزيد من الضغط، قائلاً: "طالما استمرّ السلوك التهديدي لإيران، فإنّ العقوبات لن تُلغى بل ستُشدّد"، داعياً الدول كافة إلى التحرّك في هذا الاتجاه انطلاقاً من أنه "لا يجدر بأيّ حكومة مسؤولة أن تدعم تعطّش إيران للدماء".

ترامب الذي أكد أنّه في "موقف قوي للغاية" تجاه طهران، أشار في الوقت عينه إلى أن الإيرانيين "يودّون فعل شيء ومن الذكاء إن فعلوا"، على أمل منه بألا يضطرّ لاستخدام "القوّة الأميركيّة"، موضحاً أنّ النظام الإيراني يسعى إلى الحصول على السلاح النووي بينما الولايات المتحدة الأميركية لن تسمح "بهذا أبداً". أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فأعرب عن أمله بـ"تحقيق تقدّم خلال الساعات القليلة المقبلة"، في شأن المفاوضات مع إيران، مع تحذيره من "خطر حصول تدهور يخرج عن السيطرة"، خصوصاً بعد الهجمات التي استهدفت منشآت نفطيّة في السعوديّة. ودعا ماكرون كلاً من الولايات المتّحدة وإيران للعودة إلى طاولة المفاوضات تجنّباً لـ"مخاطر اشتعال" منطقة الخليج.

وكان لافتاً أمس دخول باكستان على خط التهدئة، بحيث أعلن رئيس وزرائها عمران خان أنّ ترامب كلّفه القيام بوساطة مع طهران، لخفض حدّة التوتّر واستطلاع إمكانيّة إبرام اتفاق جديد حول الملفين النووي والباليستي، في وقت برز تراجع ملحوظ في الموقف الإيراني حيال "النووي"، إذ أكّد الرئيس الإيراني حسن روحاني استعداده لمناقشة إدخال تغييرات أو إضافات أو تعديلات محدودة على الاتفاق، في حال رفعت واشنطن العقوبات عن طهران، بينما وصفت المستشارة الألمانيّة أنغيلا ميركل بـ "غير الواقعي"، اشتراط إيران رفع العقوبات عنها قبل الدخول في أيّ حوار مع واشنطن، وذلك في أعقاب لقاءَيْن منفصلين عقدتهما مع كلّ من ترامب وروحاني.

وفي سياق متّصل، رأى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن بإمكان ترامب التفاوض على اتفاق نووي أفضل من ذلك الذي توافقت عليه طهران في السابق مع القوى الكبرى العام 2015. وبدا أن وزير الخارجيّة الإيراني محمد جواد ظريف يرد على تعليقات جونسون في تغريدة نشرها عبر حسابه على "تويتر"، شدّد فيها على أنّه "لن يكون هناك اتفاق جديد قبل الالتزام بالاتفاق الحالي".

توازياً، رأى الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش أن هجوم "أرامكو"، "أمر لا يُمكن القبول به"، وجدّد إدانة المنظّمة الدوليّة للاعتداء على منشأتي خريص وبقيق في شرق السعوديّة، في حين دعا مجلس الوزراء السعودي الذي انعقد برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز، المجتمع الدولي، إلى "وضع حدّ للتصرّفات والسياسات العدوانيّة التخريبيّة الإيرانيّة"، مجدّداً التأكيد أن "الهجوم التخريبي الذي استهدف منشأتَيْ النفط في بقيق وخريص، وتمّ باستخدام أسلحة إيرانيّة، يُعدّ تهديداً للسلم والأمن الدوليَيْن، وعدواناً غير مبرّر على إمدادات الطاقة للأسواق العالميّة". كما لفتت السعوديّة، على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجيّة عادل الجبير، أنّها تتّخذ إجراءات للردّ ديبلوماسياً على طهران، معلنةً أنّها ستدرس "الخيار العسكري" بعد انتهاء التحقيق في قضيّة هجوم "أرامكو"، وأكّد الجبير أن بلاده "لن تقف مكتوفة الأيدي إذا هاجمتها إيران".

وفي خضمّ التطوّرات الخطِرة التي تعصف بالمنطقة، أعلنت الحكومة العراقيّة أن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي سيقوم اليوم بزيارة قصيرة إلى السعوديّة تستغرق ساعات عدّة، وسيلتقي خلالها العاهل السعودي وولي العهد محمد بن سلمان، لبحث "الأوضاع الإقليميّة وجهود التهدئة"، في وقت شدّد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني على وقوف المملكة الهاشميّة إلى جانب السعوديّة بعد اعتداء "أرامكو"، مؤكّداً أن "أمن السعوديّة من أمن الأردن".

على صعيد آخر، لا تزال ناقلة النفط السويديّة "ستينا إمبيرو"، التي ترفع العلم البريطاني واحتجزتها إيران في تموز، راسيةً في ميناء "بندر عباس" الإيراني، كما أعلنت أمس الشركة المالكة لها "ستينا بالك"، بينما كان موقع "تانكر تراكرز"، المتخصّص في تعقب حركة ناقلات النفط، أفاد في وقت سابق بأنّ السفينة غادرت مرساها، وذلك بعدما أعلنت طهران الإثنين أن الناقلة باتت "حرّة في تحرّكاتها"، من دون تحديد موعد لإبحارها.