العالم تحت رحمة "دلتا"

02 : 00

أحد المراكز المخصّصة لحملة التلقيح في موسكو (أ ف ب)

بينما تتسارع حملة التطعيم دولياً في مواجهة التهديد الذي تُمثّله المتحوّرة الشديدة العدوى "دلتا"، التي تُفاقم مأساة كثيرين في دول عدّة وتُحدث اضطرابات في برامج المناسبات الرياضية حول العالم، أعلنت إندونيسيا أنها ستستورد الأوكسجين بشكل طارئ من جارتها سنغافورة في وقت تبدو فيه مستشفياتها على حافة الإنهيار تحت ضغط "فيروس ووهان". ويُنظر إلى اللقاحات على أنها المفتاح لإنهاء تدابير الإغلاق التي تؤدّي إلى تضرّر الاقتصادات جرّاء الوباء الذي أودى بنحو 4 ملايين شخص. لكن ازداد القلق من أن اللقاحات التي اعتُبرت في البداية درع الوقاية من الفيروس التاجي، قد لا تكون فعّالة بما فيه الكفاية في وجه "دلتا".

وفي إندونيسيا، تُثقل موجة "كوفيد" شديدة كاهل المستشفيات، إذ باتت العائلات تُحاول تأمين الأوكسجين بنفسها لمساعدة المرضى في المنازل، بينما توفي نحو 1000 موظف في قطاع الصحة في البلاد. وأكّدت جاكرتا أنها ستتلقى نحو 10 آلاف جهاز مكثّف للأوكسجين من سنغافورة. كما تتواصل السلطات مع دول بينها الصين للحصول على المساعدة.

وقال الوزير الإندونيسي لوهوت بينسار باندجايتان إنّ بلده يستعدّ "لسيناريو سيتمّ فيه تسجيل ما يصل إلى 50 ألف إصابة يومياً، أو حتى 60 ألفاً إلى 70 ألفاً في أسوأ الحالات". وأضاف: "لكن نأمل بألّا يحدث ذلك"، فيما سجّلت إندونيسيا حصيلة يومية قياسية للوفيات بلغت 728 حالة.

كما تُواجه روسيا تفشياً متزايداً للوباء، إذ سجّلت عدداً قياسياً جديداً للوفيات على مستوى البلاد بلغ 737 حالة خلال الساعات الـ24 الأخيرة، في حين قرّر إقليم كاتالونيا الإسباني إعادة فرض قيود احتواء الفيروس الفتاك، مثل إغلاق النوادي الليلية، على أمل الحدّ من ارتفاع عدد الإصابات، خصوصاً في أوساط الشباب غير الملقّحين.

وتشهد بريطانيا أيضاً ارتفاعاً في عدد الإصابات الجديدة، وتُحذّر من إمكان ارتفاع العدد بأكثر من ثلاثة أضعاف ليصل إلى 100 ألف في اليوم. لكنّها أعلنت مع ذلك أنها ستُلغي معظم قيود احتواء الفيروس.

واعتباراً من 19 تموز، لن يتعيّن على سكانها وضع الكمامات أو المحافظة على التباعد الإجتماعي في الأماكن المغلقة، بينما لن يكون على الأشخاص الذين تلقوا كامل جرعات اللقاحات الخضوع لحجر صحي اعتباراً من منتصف آب، حتّى وإن خالطوا آخرين تأكدت إصابتهم بالوباء.

وفي مؤشّر إلى المخاوف الناجمة عن "دلتا"، اضطرّت إنكلترا إلى تغيير كامل أعضاء فريقها للكريكت لمباريات دولية لمدّة يوم واحد ضدّ باكستان أمس، بعد تفشي فيروس "كورونا" في أوساط الفريق الإنكليزي.

ويُرخي الفيروس التاجي بظلاله على مناسبات رياضية أخرى، لعلّ أبرزها أولمبياد طوكيو الذي يبذل منظّموه قصارى جهدهم للسيطرة على الوباء عند انطلاقه في وقت لاحق هذا الشهر.

وفي غضون ذلك، ما زالت منظمة الصحة العالمية تحتاج إلى نحو 17 مليار دولار لتمويل مكافحة الجائحة، ليس فقط لتأمين اللقاحات ولكن أيضاً المعدّات الوقائية واختبارات الكشف والعلاجات القليلة المتوافرة.


MISS 3