روي أبو زيد

روزي الخولي: الكتابة والإخراج أساسيان لإنجاح العمل

13 تموز 2021

02 : 05

عُرِفت الممثلة روزي الخولي برقيّها في أدوارها الأكثر شرّاً. وقد ظهرت أخيراً في شخصيّتين مستفزّتين في "للموت" و"راحوا". "نداء الوطن" التقت الخولي بعد شهر على وفاة والدتها في حوار تناول مواضيع متنوعّة.



جسّدتِ دورين مستفزّين في "للموت" و"راحوا". كيف عملت على إيصال الشخصيّتين بهذه الحرفية؟

يجب أن يتمكن الممثل من التفريق بين شخصيّة وأخرى ولو كانت متقاربة. لذا يجب دراسة الشخصيّة، معرفة خلفيّاتها لهندستها بالشكل المناسب وإيصالها للجمهور بالطريقة الأوفى. ولا يصل الدور بالشكل المناسب إلا بعد دراسة معمّقة ومشاورات مع الكاتب والمخرج. أقرأ النص بدايةً كي أميّز الجو العام، حتى أنني أتخيّل بعض المشاهد لدى قراءتها في بعض الأحيان. أتّصل بعدها بالكاتب لاطلاعه على وجهة نظري بالشخصية، فنتناقش ونتبادل الآراء. أتعاون بعدها مع المخرج في موقع التصوير، فنضع أطراً للشخصية ونحاول قولبتها لتأتي متجانسةً مع الأحداث فالمخرج يصغي لرأي الممثل والعكس صحيح.



أخبرينا عن التعامل مع المخرجين فيليب أسمر ونديم مهنّا؟


أحببتُ التعاون معهما كثيراً. طريقة أسمر مميّزة جداً، إذ يساعد الممثل على اكتشاف قدراته لتقديم الشخصية بأفضل الطرق الممكنة ويضفي جوّاً من الفرح والإحترام في مواقع التصوير. أضاف على شخصيتي في "للموت" جملةً طُبعت بالشخصية ردّدتها دوماً وهي: "حبيبو وين ما عم نـSEE YOU؟". أمّا بالنسبة لمهنّا، فهو مخرج دقيق وداعم ويُشعر الممثل بثقة كاملة خلال التصوير. في المقابل، أعتبر الكاتبتين ندين جابر وكلوديا مرشيليان مناضلتين وثائرتين تتحدّيان الواقع المرير بقلم وفكر وثقافة.



ما الدور الذي لمع أكثر برأيك: شخصيتك في "للموت" بما أنّ العمل ينتمي للدراما العربية المشتركة أم في "راحوا" المسلسل المحليّ؟


أحببتُ الشخصيتين كثيراً وأعتبر أنهما لمعا بشكل كبير ولكن يبقى القرار عند الجمهور والمشاهدين.

وبغض النظر عن الإنتاج يجب التشديد على أهمية الكتابة والاخراج في إنجاح أي عمل أو إفشاله. دوري في "للموت" بعيد عن المحبة والإنسانية كوني أتصرّف مع الفتيات كسلع للبيع. أما تصرّفاتي في "راحوا" فكانت مبرّرة إنطلاقاً من شعور الأمومة الذي يولد في قلب كلّ إمرأة، مهما كان وضعها العائلي.


هل يؤثّر الإنتاج على جودة الأعمال؟


يساعد الإنتاج في تقديم العمل بأفضل الطرق الممكنة ويحثّ المخرج والممثلين على الإبداع. وهذا واضح في طريقة التصوير والتوليف. يمكن تشبيه الموضوع بالطبخة، فإذا لم تكن غنيّة بالمواد والمكوّنات ستكون "ناقصة" و"مش طيبة".


ماذا عن جديدك؟


هناك حديث عن تصوير جزء ثانٍ من مسلسل "للموت"، لكنني لم أكن على إحتكاك مباشر مع الجهة المنتجة في الفترة الأخيرة خصوصاً بعد وفاة والدتي.


ما الرسالة التي توجّهينها للبّنانيين في هذا الظرف الصعب؟


تخيل أنني تمنّيت ان أكون أجنبيّة أتقاضى راتبي بالدولار لأتمكّن من العيش. ولكن "اذا راح الوطن ما في وطن غيرو"، لذلك أحبّوا بعضكم وتعاونوا كي نؤسس قاعدة متينة للبنان الغد. حافظوا على كرامتكم وإيمانكم، واعلموا أنّ نهاية الزعماء باتت قريبة وسيرمون "مثل الكلاب" على الطرقات. يسخر من تفكيري هذا الكثير من الأشخاص في مجال الفن او خارجه، لكنني أبتسم لأن الشجرة المثمرة ترشق بالحجارة.



كم هو مهم جوّ العائلة في لبنان خصوصاً أنك فقدتِ والدتك أخيراً؟


"مثل ما بتربّي بتلاقي". فإن تربّى الولد بقساوة يقسو على والديه حين ينضج والعكس صحيح. لا يمكن تعويض الأم والأب، وكما يقول جبران خليل جبران: "الأم مثل العمر لا تتكرّر". وسأكشف لك للمرة الأولى أنني ترعرعتُ في مدرسة داخليّة وخرجت منها بعد الحرب حين كنت في العاشرة من عمري، وتزوّجت في الحادية والعشرين. صحيح أنني لم أقضي الكثير من الوقت مع أهلي لكنّ حنانهم ومحبتهم وتضحياتهم ما زالت ترافقني حتًى الآن. من هنا، أناشد الآباء والأمهات أن يربّوا أولادهم تربية صحيحة لبناء مجتمع صحيّ.


MISS 3