كابوس "دلتا"... كورونا "طويل الأمد"؟

02 : 00

ميركل متحدّثةً خلال مؤتمر صحافي في معهد "روبرت كوخ" الصحي أمس (أ ف ب)

في الوقت الذي لا تزال فيه المتحوّرة "دلتا" تقرع أبواب الدول، المحصّنة منها وغير المحصّنة، توقع عدد من الباحثين أن تتسبّب "دلتا" في إصابة مئات الآلاف من الأشخاص بـ"كورونا طويل الأمد"، خصوصاً وسط قيام عدد من الدول التي تنتشر فيها "دلتا"، مثل إنكلترا، برفع القيود المتعلّقة بالفيروس التاجي.

وبحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية، فقد حذّر الباحثون من أنه في حين أن طرح اللقاحات على نطاق واسع سيُقلّل بشكل كبير من نسبة الذين يدخلون المستشفى ويموتون بسبب "كوفيد"، فإنّ زيادة انتشار "دلتا" قد تترك مئات الآلاف من الشباب يُعانون من مشكلات صحية طويلة الأجل.

وأشار أستاذ علم المناعة في كلية لندن الإمبراطورية داني ألتمان إلى أن حقيقة كون "دلتا" تزيد عدد الإصابات يومياً تعني أن حالات "كورونا طويل الأمد" قد تصل إلى أرقام عالية ومخيفة. وتابع: "إنّه كابوس لأي دولة تحقق للخروج من أزمة الوباء، نحن لا نفهم إلى أين نتّجه لأنّنا في منطقة مجهولة حقاً".

ويُحاول الباحثون في مختلف أنحاء العالم إجراء دراسات مفصّلة للبحث في خطورة "كورونا طويل الأمد" وأعراضه ومدى إمكانية استمراره، وسط قيام بعض الدول بفتح عدد متزايد من العيادات المتخصّصة للتعامل مع المرضى الذين يُعانون من تأثيرات مستمرّة للفيروس الفتّاك.

وتشمل أعراض "كورونا طويل الأمد"، التعب وضيق التنفس وألم الصدر والإضطرابات المعرفية، بما في ذلك "ضباب الدماغ" وآلام المفاصل. وتمّ الإبلاغ أيضاً عن خلل وظيفي في بعض الأعضاء مثل القلب والرئتَيْن والدماغ بشكل أساسي، حتّى بين أولئك الذين لم تظهر عليهم أعراض ملحوظة بعد انتقال الفيروس إليهم مباشرةً.

توازياً، أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن ألمانيا "لا تنوي" جعل التلقيح إلزامياً، مراهنةً مرّة جديدة على "رغبة الشعب والدعاية للقاح". وقالت المستشارة خلال مؤتمر صحافي في معهد "روبرت كوخ" الصحي: "لا أعتقد أنه بإمكاننا كسب الثقة عبر تغيير ما قلناه، أي عدم جعل اللقاح إلزامياً".

وأضافت ميركل: "لكن أعتقد أنه بإمكاننا كسب الثقة عبر القيام بدعاية للقاح، وأيضاً عبر ترك أكبر عدد مُمكن من الأشخاص يُصبحون سفراء للقاح انطلاقاً من تجربتهم الخاصة". وتابعت: "كلّما تلقحنا، كلّما كنا أحراراً وكلّما تمكّنا من العيش مجدّداً".

وفي الغضون، ندّد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس بـ"جشع" الدول التي تُفكّر بتطعيم سكّانها بجرعة ثالثة من اللقاحات رغم أن العِلم لم يُثبت بعد ضرورة هذه الجرعة المعزّزة، في الوقت الذي لا يزال فيه سكّان دول عدّة أخرى ينتظرون تلقّي جرعتهم الأولى.

أفريقياً، ذكر ممثل منظمة الصحة العالمية إيف سوتيران أن تونس تُسجّل عدد وفيات هو "الأعلى" في المنطقة العربية و"القارة السمراء" وتمرّ "بوضع صعب" قد يزداد سوءاً، وبالتالي، تحتاج البلاد إلى مساعدة ولقاحات، فيما ستُزوّد فرنسا تونس بأكثر من مليون جرعة لقاح في الأسابيع المقبلة، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس.


MISS 3