غابة الأمازون... مصدر لثاني أوكسيد الكربون

02 : 00

بسبب التغير المناخي وقطع الأشجار، بات جزء كبير من حوض الأمازون يُصدِر ثاني أوكسيد الكربون بدلاً من امتصاصه، في ما يشكّل تحولّاً كبيراً في هذا النظام البيئي الأساسي لاحتواء الاحترار، وفق ما أفادت دراسة حديثة.

وبالاستناد إلى المئات من عيّنات الهواء التي جُمعت على مستويات ارتفاع عدّة خلال العقد الأخير، أظهرت دراسة أن الجزء الجنوبي الشرقي من الأمازون تحوّل من بئر لثاني أوكسيد الكربون إلى مصدر لانبعاثات هذا الغاز الذي يتسبب باحترار الكوكب.

وإذا ما تحوّلت الأمازون التي تضمّ نصف الغابات المدارية في العالم، وهي من النظم البيئية التي تتحلّى بفعالية خاصة في امتصاص الكربون وتخزّن في الشجر وباطن الأرض 450 مليار طنّ من ثاني أوكسيد الكربون، إلى مصدر دائم لهذا الغاز، فستصبح مكافحة الأزمة المناخية من دون شكّ أكثر تعقيداً بكثير.

وسلّطت الدراسة الضوء على عوامل عدّة مسؤولة عن هذا التحول. وجاء فيها أن "قطع الأشجار وتدهور الغابات عاملان يحدّان من قدرة الأمازون على الاطّلاع بدور بئر الكربون". ومن أسباب هذا التدهور، حرق الغابات لإفساح مجال لتربية المواشي والزراعة. والتغير المناخي بدوره مسؤول إلى حدّ بعيد عن هذا الوضع. فقد ازداد معدّل الحرارة خلال الموسم الجاف ثلاث درجات تقريباً بالمقارنة مع العصر ما قبل الصناعي، أي أنه أعلى بثلاث مرّات تقريباً من متوسّط الحرارة في العالم.

ويؤدّي تضافر العوامل هذه إلى "إضعاف قدرة الغابات المدارية على حجز كميات كبيرة من ثاني أوكسيد الكربون الذي سيتأتى من مصادر الطاقة الأحفورية في المستقبل"، بحسب ما أكّد سكوت دينينغ من جامعة كولورادو في تعليق نُشر أيضا في مجلة "نيتشر".

وتثير هذه المسألة قلق الأوساط العلمية منذ زمن بعيد، غير أن البيانات المجمّعة بواسطة الأقمار الاصطناعية لم تفلح بعد في تقديم إجابة وافية عن هذه التساؤلات، لا سيما بسبب الغيوم المكدّسة فوق المنطقة.

وللتحايل على هذه المشكلة، جمع فريق من الباحثين البرازيليين 600 عيّنة من ثاني أوكسيد الكربون وأوّل أوكسيد الكربون بين 2010 و2018 على مستويات ارتفاع مختلفة تصل إلى 4.5 كيلومترات عن سطح الأرض.

وخلص هؤلاء إلى وجود حالة من التوازن في الجزء الشمالي الغربي من الأمازون الذي يمتصّ الكربون بقدر ما يصدره. غير أن الجزء الشرقي تحوّل إلى مصدر رئيسي لهذا الغاز، خصوصاً في موسم الجفاف. ويؤدي تدهور الغابات إلى تغير مأسوي لا رجعة فيه للنظام البيئي، بحسب العلماء.