د. هادي مراد

ميشال عون وسعد الحريري... لستما عوناً ولا سعداً على لبنان

17 تموز 2021

02 : 00

رغم كلّ الأصداء الإيجابية صباح 15 تموز 2021، كنت أستبعدُ كلّ البعد تشكيل الحكومة برئاسة سعد الحريري. ليس حدساً ولا حاسة سادسة -لا سمح الله- إنما عرفاناً بأهل السلطة ودهائهم وبلائهم علينا من الله.

هل من الممكن أن يذهب المتّهم إلى المقصلة بنفسه، والعقوبات "أمامه" ورفع الحصانات "من ورائه"؟

هل من الممكن أن ينتحر الرئيس المكلّف ويأتي على عرش حكومة أقطاب تُعمّق الضغط الدولي، وينزل عليه وعلى وزرائه غضب الخارج كالرصاص؟

هل يُعقل أن يقبل شخص على الكرة الأرضية برئاسة حكومة سوف تُحاسَب بعد 19 يوماً على مرور سنة على تفجير بيروت وأهلها من دون ولوج العدالة إلى الواجهة؟

هل يُعقل أن يزور الرئيس المكلّف روسيا ومصر والهند والسند، وأن يأتي إلى لبنان عارفاً بطلاق المجتمع الدولي له وُيصّر على توليد حكومة بلا أبوين؟

هل يعقل أن يقبل جبران باسيل بهذه الحكومة وهو المستهدف الأول بسيف العقوبات الأوروبية والأميركية، وماذا يمتلك من أوراق ليقنع بها المجتمع الدولي غير كلمة "ما خلّونا"؟

أوَليس سعد وجبران في الحفرة ذاتها وفي الخندق نفسه وهل هما مختلفان حقاً؟ وعلامَ يختلفان طالما أنّ كليهما متّفقان علينا؟

ظهر اليوم قطبا السياسة بثوب المخلّص الذي قُتل على يد الآخر، وارتفع الدولا 3000ليرة في أقل من ساعة، ونزلت الجالية الطائفية إلى الشارع بأعداد خجولة معلنةً طلاق الشارعين المسيحي والسنيّ من زعيميهما، فمن ذا الذي يُعيدُ الحياة إلى الوطن الغريق؟ هل من أغرقه حقّاً؟

إذاً وعلى عكس ردّة فعل الصحافيين الذين كانوا يغطّون تصريح الحريري من بعبدا، المفاجأة ليست في الاعتذار، لكنه أخيراً فعل زينة العقل، ورمى الطابة في ملعب ميشال عون ليقول: "كان الله في عون البلد".

ليس صدفة أنّ هذه البلاد باتت بلا عون وبلا سعد حتى إشعارٍ آخر. كان حريّاً بالمعترِكَين أن يدركا: أنتما لستما عوناً ولا سَعداً على لبنان.


MISS 3