أسامة القادري

مستقبليو البقاع بعد الإعتذار لا تسمية لمكلّف...

17 تموز 2021

02 : 00

نجح الرئيس المعتذر سعد الحريري في تحويل إعتذاره الى زيت لتحريك محرك ماكينة التيار "الأزرق" بالتواصل مع الجمهور من جديد، وتحوّل قيادييه الى القاعدة باللقاءات والإجتماعات لإستثمار صمود الحريري بوجه "ابتزازات" العهد، وكان لافتاََ اجماع مستقبليي البقاع على اعتذار الرئيس قبيل زيارة بعبدا، وذلك خلال مروحة من الاستمزاج الشعبي التي أجرتها المنسقيات مع المؤيدين بشكل مباشر، وعبر شبكات التواصل، بعد أن كان الجمهور نفسه رافضاً للاعتذار وواضعاً إياه مقابل "تنحي الرئيس عون".

وبعد أن أُرفق الإعتذار بجملة تحركات شبابية قُطعت خلالها الطرقات في مناطق تعلبايا، سعدنايل، برالياس المرج، غزة، جب جنين وكامد اللوز، سرعان ما تم احتواء الوضع من قبل قياديي التيار ومنسقيه في البقاعين الغربي والاوسط وعملوا على سحب المؤيدين وفتح الطرقات فوراً.

ولفت قيادي في "المستقبل" لـ"نداء الوطن" أن القاعدة الشعبية للتيار ترفض حالياً أن يسمي الرئيس الحريري أي رئيس لتأليف الحكومة في ظل هذا العهد، لترك فريق رئيس الجمهورية يتحمل مسؤولية "الإرتطام". ومن هذا المنطلق لن يخالف الحريري رأي الشارع الرافض تسمية رئيس.

ففي البقاع بدا الجمهور "الحريري" المنتقد للتسوية الرئاسية والذي سجل انتقاده يومذاك بإمتناعه عن التصويت لصالح تحالف الأزرق والبرتقالي، متصالحاً اليوم مع الحريري ومواقفه الحالية ضد العهد وتصديه للسياسة التعطيلية المنتهجة من قبل عون، وهذا ما فتح الباب لعودة الكثيرين من المستقبليين القدامى، لتنطلق بالحديث عن أن رأي الغالبية في قيادة المستقبل في البقاع مع خوض التيار الانتخابات النيابية منفرداً بمعزل عن باقي القوى وبدون أي تحالف حزبي.

وأوضح متابعون أن موقف الشارع "السني" الرافض لتبني أي إسم في ظل هذا العهد يعتبر التسمية تحدياً أياً كان مصدرها. لذا فإن حسابات بيدر التعطيل تختلف كلياً عن حسابات حقل التكليف والإعتذار.

هكذا استطاع قياديو التيار أن يحددوا الفوارق بين ايجابية ان يكون اعتذار الرئيس بعد تسعة أشهر على محاولات التأليف، بمثابة رمي كرة نار التعطيل بحضن رئيس الجمهورية ميشال عون، وبين اعتبارها سلبية توحي أنها هزيمة أمام صهر الرئيس، فتعطي "البرتقالي" جرعة حياة بعد إخراج الحريري من دائرة التكليف من دون تأليف، على حد تعبير أحد المستقبليين الرافضين للإعتذار.

وبين البينين وطن يُشوى بلهيب جهنم التي بشر بها رئيس يفرض صلاحياته بالتعطيل.

وفي السياق قال مقرب من بيت الوسط لـ"نداء الوطن"، إن التيار حالياً متجه لأن يلعب دور المعارض، لسلطة العهد و"حزب الله"، واسلوب الأول في معالجة ومقاربة الملفات الحكومية، والثاني بارتهان مصير اللبنانيين تحت القبضة الإيرانية. وخوض انتخابات نيابية تستطيع أن تؤمن أكبر تكتل نيابي.

وهو يتجه أيضاً ليستنهض جمهوره ويضخ فيه الدم من جديد، بعد عدم تنازله ورضوخه لإبتزازات بعبدا وميرنا الشالوحي، ورفض أي تسوية جديدة تحقق حلم باسيل بـ"الجنة".

ورجحت المصادر أن تحدد الإدارة السعودية موعداً للرئيس الحريري لزيارة المملكة مطلع الاسبوع القادم، بعدما فك الاعتذار شيفرة القناة السعودية المقفلة أمام الحريري.


MISS 3