روي أبو زيد

منير معاصري: أرفض مساعدة الدولة للقطاعات الفنيّة

30 تموز 2021

02 : 00

مشهد من فيلم "مورين"
يُعتبَر الممثل والكاتب والمخرج منير معاصري من أهم الفنانين على الساحة التمثيلية. قدّم أعمالاً مسرحية وتلفزيونية في لبنان والبرازيل حصد بفضلها جوائز عدة. "نداء الوطن" التقته في هذا الحوار.



أخبرنا عن تجربتك في فيلم "مورين"؟

من أهم التجارب في حياتي الفنيّة، خصوصاً أنّ المخرج طوني فرج الله كتب الفيلم وأنتجه فحرص على الجودة متخطياً العوامل المادية وعامل الوقت لإحراز النتيجة التي رأيتموها. لذا كان العمل معه مريحاً وخلّاقاً ولا سيما أنه درس شخصيّاته بشكل رائع جداً كما كتبها وأعطى كلّ ممثل حقّه. ناهيك عن الروحانية التي طغت على العمل وسط قدسيّة القصة والإحترام المتبادل بين الممثلين.


ما العوائق التي واجهتموها خلال التصوير؟


تعود قصة القديسة مورين الى القرن السادس ميلادي. من هذا المنطلق، بنى فرج الله القرية وصُوِّر الفيلم داخل منازلها وشوارعها. تطلّب تنفيذ العمل أبحاثاً كثيرة من ناحية الملابس والأكسسوارات والبيوت والمناخ بشكل عام. مع الإشارة الى أن فرج الله يتّسم بسمات إنسانية عدة أهمها الإحترام وتبادل الآراء والإصغاء.



أنت ممثل مسرحي وسينمائي. ايجب على الممثل أن يكون مسرحيّاً كي يبرز أمام الكاميرا؟


ليس الأمر ضرورياً بالطبع، خصوصاً مع نشوء معاهد وجامعات تدرّس خطوات التمثيل الاساسية أمام الكاميرا. حين كنت في البرازيل درّستُ تلاميذي أصول التمثيل التلفزيوني والسينمائي. في المقابل، نوجه الممثل حتّى لو كان مسرحياً ليتمكّن من التعاطي مع الكاميرا بالطريقة المناسبة.



هل كانت الفنون المسرحية والتلفزيونية لتبرز أكثر لو دعمتها الدولة؟


لا أوافق أبداً على مساعدة الدولة للقطاعات الفنيّة بالمطلق، إذ حينها ستصبح الفنون بخدمة الدولة بعيداً عن هامش حرية التعبير. يمكن للمؤسسات العامة أن تساعدنا بطريقة غير مباشرة عبر تخفيف الضرائب على الأعمال المحلية والأجنبية، فضلاً عن إنشاء صندوق دعم فني. على سبيل المثال، عملتُ في القطاع الفني بالبرازيل، حيث تعمد الدولة الى طرح قانون يخفّف الضرائب عن صنّاع السينما ويترك لهم هامش الحرية. وعادةً ما تقوم السينما على الإنتاج المستقلّ كما هو الحال في الولايات المتحدة الأميركية، حيث تحرّرت من شروط المؤسسات العامة وأصبحت عالمية



ما الذي نحتاجه لتعزيز السينما اللبنانية؟


إنّ وصول الأفلام اللبنانية القصيرة والطويلة الى منصّات المهرجانات العالمية وفوزها بجوائز عدة خير دليل على الموهبة اللبنانيّة المميّزة في هذا القطاع. ولكننا نحتاج اليوم الى منتج يعرف ماهيّة عمله، إذ بات المزج بين المنتج والمموّل خطأً شائعاً في عالم الدراما. تدرك شركتان في لبنان ماهيّة العمل الإنتاجي، اما الأخرى فيمكن القول إنها شركات "مقاولة" فحسب.



لماذا أمضيت جزءاً كبيراً من حياتك في البرازيل؟


زوجتي برازيليّة الأصل لذلك أتردّد منذ أكثر من 40 عاماً الى البرازيل. هناك دخلت المناخ الفني وتعاونت مع كاتب من أصل لبناني في أعمال عدّة وشاركتُ في بعض الأعمال كممثل أو حتى كمدرّب لممثلي صفّ أول في البلاد. كما كتبت سيناريوين لفيلمين برازيليين صرف، لكنّ أحدهما لم يُنفّذ بعد بسبب انتشار فيروس "كورونا". ومنذ أربع سنوات، نفّذت لأهم شركة تلفزيونية، مسلسلاً من عشر حلقات لكاتب من اصل لبناني اسمه ميلتوم حاطوم من البترون، ودرّبت في هذا المشروع أهم الممثلين البرازيليين لثلاثة أشهر فظهروا وكأنهم فعلاً لبنانيون في هذا العمل الذي يسلط الضوء على المجتمع اللبناني. من هذا المنطلق، أشدّد على أنّ التمثيل ليس عمليّة إرتجاليّة أمام الكاميرا، بل على الممثل أن يغوص في تفاصيل شخصيّته الدقيقة ويدرس خطوطها لرسمها بخطّ مستقيم قبل تجسيدها.



ما هو جديدك؟


سيتمّ تنفيذ فيلم برازيلي من كتابتي قريباً. اما محليّاً فصوّرت مع المخرج أمين درّة مسلسل "باب الجحيم" وهو من إنتاج "الصبّاح إخوان". كما إنني بطور كتابة مشروعين الأوّل سينمائيّ والثاني تلفزيوني. كذلك، شاركتُ العام الفائت في فيلم "Broken keys" للكاتب والمخرج جيمي كيروز، وقد اختير رسمياً ليكون من الأفلام المنافسة على الجائزة في مهرجان "كان" السينمائي للعام 2020 ولكنّه لم ينعقد بسبب الكورونا.


MISS 3