جورج الهاني

هكذا ننقذ رياضتنا من الإنهيار...

9 آب 2021

02 : 00

مع إنتهاء أولمبياد طوكيو وما رافقه من صخب وضجيج إعلاميَّين، وردود فعل متهجّمة وأخرى مدافعة عن إخفاق الأبطال والبطلات اللبنانيين في إحراز أيّ ميدالية ملوّنة في هذا الإستحقاق الرياضيّ العالميّ، يعودُ التركيز الى الساحة الرياضية المحلية التي باتت بأمسّ الحاجة اليوم الى الوحدة والتفاهم والتعاون الصادق والمُثمر بين كافة المسؤولين والإداريين، للنهوض بهذا القطاع الحيويّ المهمّ الذي يبقى الملاذ الأول والأخير لجيل الشباب الهارب من ضغوطات الحياة اليومية، ومن اليأس والإحباط اللذين يلازمانه بإستمرار ويحدّان من طموحاته وأحلامه ببناء مستقبل واعد ومشرق، في بلد يتفنّن حكامه في إفقار شعبه وتدمير مؤسّساته وشلّ حركته بالكامل كرمى لعيون المقرّبين منهم أو المحسوبين عليهم.

ومن هذا المنطلق، يجب على جميع القيّمين على الوسط الرياضي أن يعوا دقّة المرحلة الراهنة وحراجتها، وأن يكفوا باللعب في نار الحزازيات والإنقسامات التي لن تؤدّي في نهاية المطاف إلا الى سقوط الهيكل الرياضيّ على رؤوس الجميع من دون إستثناء، وفي هذا السياق لا بدّ من التأكيد بأنّ ثمة فرصة حقيقية اليوم لطيّ صفحة الإنتخابات الأولمبية الأخيرة، لا سيما أنّ نوايا جميع رؤساء الإتحادات الرياضية صافية وصادقة وتهمّهم مصلحة ألعابهم وأبطالهم، فما المانع إذاً من خطوة مُلحّة تشهد مدّ يد متبادلة بين من نجح في المعركة الإنتخابية ديمقراطياً وبين مَن رسبَ، ما دام الهمّ الرياضيّ مشتركاً، والأهدافُ واحدة، والمصيرُ واحداً؟

من هنا الدعوةُ الى إسقاط كلّ الحسابات الشخصية والإنتقادات المتبادلة أمام المصلحة الرياضية العليا، إذ لا الإتحادات قادرة بعد الآن على الصمود والإستمرار، ولا الأندية ولا اللاعبين، ولم يعد هناك من مفرّ سوى الجلوس حول طاولة واحدة تتسعُ للجميع لنبذ الخلافات وتصفية القلوب وطرح أفكار وتصوّرات جديدة قادرة على إنتشال الرياضة من هذا القعر المُخيف الذي وصلت إليه اليوم.