"قصر الصنوبر" فتح أبوابه للجمهور

تحفة فنّية وتاريخ عابق بذكريات "لبنان الكبير"

10 : 40

تحت عنوان "إدفعوا أبواب قصر الصنوبر" وضمن "الأيام الأوروبية للتراث"، شرّع قصر الصنوبر أبوابه للجمهور الذي تسنّى له أن يجول في القصر فتمتع بأرجائه وغرفه المختلفة من قاعة الطعام الى الصالون الكبير الى الردهة وصالون الموسيقى ومكتب السفير والصالون العثماني وصولاً الى نصب الموتى.

وفور وصولهم زُوّد الزوار بمعلوماتٍ عن القصر في ورقة تعريف وزّعت عليهم تناولت قصته منذ بداياته في الخامس من كانون الأول 1915 حين استأجر ألفرد موسى سرسق من بلدية بيروت غابة صنوبر تدعى "الحرش" كانت تعاني الاهمال. وكان هدف سرسق آنذاك تأسيس شركة مغفلة فيها هي "الكازينو والنادي العثماني" وبدأ بناء قصر الصنوبر في العام 1916 بإشراف فريق من المهندسين منهم أمين وبهجت عبد النور وحسين الأحدب وجورج أفتيموس ومارون غماشي. ووقعت الحرب العالمية الاولى، فلم يستخدم القصر للغرض الذي أنشئ له ذلك أن السلطات العثمانية صادرت المبنى الذي تمّ تحويله الى مستشفى عسكري. وعند تفكك الامبراطورية في العام 1918 وقع لبنان تحت النفوذ الفرنسي فوقع اختيار القنصل الفرنسي فرنسوا جورج بيكو على القصر فاتخذه مقراً له واعطاه تسمية "قصر الصنوبر". وسرعان ما تحوّل المكان الى مقرّ رسمي لسلطات الانتداب ليعلن من على أدراجه الجنرال غورو في أيلول من العام 1920 قيام "دولة لبنان الكبير".

وفي العام 1921 عرضت فرنسا شراء المقر فتنازل آل سرسق عن عقد الايجار مقابل مليون وثمانمائة وخمسين الف فرنك وتم كذلك شراء الارض التي كانت ملكاً لبلدية بيروت فأصبح قصر الصنوبر ملكاً للدولة الفرنسية. وبين 1928 و1931 تكفلّ جبران طرزي بتأمين قطع الاثاث الشرقية للقصر وتلبيس الدرج الداخلي فيه بألواح خشبية مصنوعة من خشب الارز الخالص واستقدمت لوحات جدارية من دمشق وسقوفيات مصنوعة من الخشب المطلي فضلاً عن الاعمدة الخشبية المطرزة. وتحول القصر الى مكان لاستضافة حفلات كبيرة فكان كبار الرؤساء والمسؤولين اللبنانيين والاجانب يتوافدون إليه.

لم يكن قصر الصنوبر بمنأى عن أهوال الحرب التي طالت لبنان في العام 1975 فدارت المواجهات بين الميليشيات المختلفة في حدائقه وتعرّض لأضرار جسيمة لوقوعه على خط التماس فانتقل السفراء الى مبنى القنصلية في كليمنصو قبل الاستقرار في مار تقلا بعد اغتيال السفير لويس دولامار. وبعد اخلائه للمرة الأخيرة في شباط 1984 كلّفت قوى الأمن التابعة للجمهورية اللبنانية بحراسته في العام 1986.

وخلال زيارته الرسمية الى لبنان في العام 1996 أطلق الرئيس الراحل جاك شيراك أعمال إعادة تأهيل القصر وافتتح الرئيس الفرنسي القصر بعد انتهاء الاعمال فيه، ليتحوّل معلماً مهماً من معالم لبنان وتحفة هندسية يطيب للزوار التمتع بها.

يذكر أنه في إطار التكريم الوطني للرئيس الراحل جاك شيراك، تفتح سفارة فرنسا في لبنان سجل التعازي في قصر الصنوبر، اليوم من التاسعة صباحاً إلى السادسة مساءً. وترحب السفارة بكل الأشخاص الراغبين بالتوقيع على السجل وترجو منهم تقديم بطاقة هوية، علماً أنّ ميدان سباق الخيل سيكون مفتوحاً لركن السيارات.


MISS 3