جورج الهاني

هل تقلعُ الرياضة في خضمّ الظروف المأسوية؟

23 آب 2021

02 : 00

إتخذ الإتحاد اللبناني لكرة القدم خطوة شجاعة وجريئة بإطلاق دوريّ الدرجة الثانية أول من أمس السبت في ظلّ الظروف المأسوية التي يعاني منها الوطن، والتي تركت آثارها السلبية على كافة القطاعات والمرافق، ومنها القطاع الرياضيّ الذي لا يزال يضمّد جروحه ويحاول النهوض من جديد بعد كلّ النكسات التي تعرّض لها مؤخراً، وأرخت بظلالها على الألعاب الجماعية والفردية التي خاض بعض إتحاداتها هذا العام مواسم صعبة إستثنائية، فيما تريّث البعض الآخر في تنظيم بطولاته، تارة بحجة "كورونا" وطوراً بحجة عدم توفّر الأموال في صناديقه وإبتعاد الرعاة والمموّلين عن الوسط الرياضيّ، وغياب المساعدات التي كانت تقدّمها وزارة الشباب والرياضة للإتحادات والأندية ولو بالحدّ الأدنى.

وفي هذا السياق لا بدّ من طرح سؤال جوهريّ، وهو كيف ستستطيع الإتحادات التي تتحضّر لإطلاق بطولاتها الرسمية قريباً من تأمين أدنى متطلّبات وحاجات أنديتها، ومن ثمّ كيف ستتمكن الأندية نفسها المشاركة في هذه البطولات من تدبير أمور فرقها وتسيير وتيسير شؤون لاعبيها ومدرّبيها؟ وكيف ستوفّر لهم الوقود، على سبيل المثال لا الحصر، للوصول الى الملعب يومياً من أجل مزاولة التمارين أو خوض المباريات؟ وهل ستحسم هذه الأندية بدل البنزين من رواتبهم الشهرية فتذهب هذه الرواتب في نهاية المطاف "شيح بريح"؟ أم ستخصّص لهم إضافات مالية غير متوقّعة لهذه الغاية، فتقع تحت عجز غير قادرة على تحمّله في الأساس؟

إنّ إعطاء الضوء الأخضر لإنطلاق البطولات في هذه المرحلة يُعتبر مجازفة كبيرة إن لم نقل ضرباً من الجنون، فالأولوية الآن للغذاء والدواء والصمود في وجه الغلاء المستفحل والجوع الذي يدقّ الأبواب، أما الرياضة للأسف فتأتي حالياً في درجة متأخّرة في حياتنا اليومية الحافلة بالصعوبات والضغوطات الهائلة.


MISS 3