مراسم مهيبة أقيمت له في فرنسا

القادة الأجانب يحتشدون في وداع شيراك

11 : 21

إدخال نعش شيراك لوضعه قبالة مذبح كنيسة "سانت سولبيس" (أ ف ب)

تميّز حفل الوداع الأخير للرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك أمس بمراسم مهيبة شاركت فيها نحو ثمانين شخصيّة أجنبيّة، بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن ووري الثرى بحضور عدد قليل من أفراد عائلته. ولفّ نعش شيراك، الذي توفي الخميس عن 86 عاماً، بالعلم الوطني الفرنسي وأدخل كنيسة "سانت سولبيس" في باريس، تحت أنظار نحو ألفي مدعو، وصفق الحشد في فناء الكنيسة لدى دخول النعش.

وغصّت الكنيسة بالحضور، وبينهم ثمانون شخصيّة أجنبيّة بين رؤساء دول وحكومات وأعضاء أسر مالكة. وعلاوة على بوتين، شارك في القداس العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس ايطاليا سيرجيو ماتاريلا، ورئيس الكونغو دنيس ساسو نغيسو، ورئيسا وزراء لبنان سعد الحريري والمجر فيكتور أوربان، والرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون. وتمثل العاهل المغربي محمد السادس، الذي يُعاني من التهاب رئوي، بنجله الأمير مولاي الحسن.




وأعلن أمس يوم حداد وطني في فرنسا مع الوقوف دقيقة صمت في الادارات والمدارس. وبعد حفل مخصّص للأسرة، أُقيمت مراسم تكريم عسكري صباحاً لشيراك في مجمّع "ليزانفاليد" في باريس. وتجمّع الكثير من الفرنسيين على طريق الموكب الجنائزي في اتجاه كنيسة "سانت سولبيس". وكان قد تدفّق الأحد آلاف الأشخاص العاديين إلى مجمّع "ليزانفاليد" العسكري، الذي يأوي خصوصاً قبر نابليون، لتوديع شيراك.

كما انتظر مواطنون بدا التأثر على غالبيّتهم، كثيراً للتمكّن من القاء النظرة الأخيرة على نعش أحد كبار رموز اليمين الفرنسي، الذي كان أظهر في مسيرته الطويلة المليئة بالنجاحات والاخفاقات، قدرة خارقة على المثابرة. وقالت ابنته كلود شيراك: "والدتي شعرت بارتياح كبير جدّاً وهي تُتابع هذه المشاهد"، عبر التلفزيون، مشيرةً إلى أن والدتها برناديت تُعاني وهناً كبيراً، وهي لم تظهر أبداً للعموم منذ وفاة زوجها.

وفي كنيسة "سانت سولبيس"، أقيمت الصلاة بحضور الرئيس ايمانويل ماكرون والرؤساء الفرنسيين السابقين فرنسوا هولاند ونيكولا ساركوزي وفاليري جيسكار ديستان. وقال هولاند: "فرنسا كانت دائماً بلد المفارقات"، مضيفاً: "هي تُحبّ الملوك وتقطع رؤوسهم، تطرد الأحياء وتُقدّس الأموات، وهي تعيش الحنين إلى الماضي لكن أيضاً تبحث عن التجديد"، فيما أشاد بوتين، الذي كان قد قال عن شيراك إنّه أكثر القادة الأجانب الذين أثاروا اعجابه خلال مسيرته، بزعيم "حكيم وصاحب رؤية".

وتمثلت الطبقة السياسيّة الفرنسيّة بشكل واسع، لكن رئيسة حزب "التجمّع الوطنيّ" مارين لوبن عدلت عن الحضور بعد تحفظات من أسرة شيراك. وأخرج النعش من الكنيسة في ختام القداس وسط تصفيق الحشد، الذي كان متجمّعاً في باحتها. وتلبية لرغبة زوجته برناديت، ووري شيراك الثرى في مقبرة "مونبارناس" في باريس، في المدفن حيث ترقد ابنتهما البكر لورانس، التي توفيت العام 2016. ولم يكن شيراك يوماً أكثر شعبيّة ممّا كان عليه بعد مغادرة السلطة، رغم أنّه كان أوّل رئيس فرنسي يُدان من القضاء العام 2011، حين كان خارج الحكم، في قضيّة وظائف وهميّة.


MISS 3