جورج الهاني

منتخبُ لبنان والمهمّة المستحيلة

30 آب 2021

02 : 00

لا يجوز الإفراط في التفاؤل في ما يمكن أن يحققه منتخب لبنان لكرة القدم في التصفيات الآسيوية الحاسمة المؤهلة لمونديال قطر 2022، كما لا يصحّ الإختباء خلف إصبع الظروف الإستثنائية غير المثالية التي مرّ بها المنتخب جرّاء الأزمة المستفحلة التي يعيشها لبنان، والتي أثّرت سلباً بشكل مباشر على إستعدادات اللاعبين البدنية والنفسية والمعنوية، على عكس باقي المنتخبات القارّية المشاركة في هذا الإستحقاق المفصليّ.

فالتشيكي إيفان هاشيك المدير الفنّي لمنتخب الأرز كان كلامه ديبلوماسياً حين قال في تصريح له الأسبوع الماضي إنه متفائل جداً، وإنّ لفريقه الكثير من الحظوظ للعب دور مهمّ في التصفيات، لكنّ واقع الحال للأسف لا يدلّ على أنّ منتخبنا الوطنيّ قادر على إحتلال مركز متقدّم في مجموعته، ولا حتى المرتبة الثالثة التي تخوّله خوض الملحق الآسيويّ لاحقاً، ويبقى عليه أن يواجه خصومه الأقوياء بكلّ إصرار وعزيمة، وأن يخفّف من حجم الضغط المفروض عليه ما دام "ظهره الى الحائط"، وأن يحاول إحداث خرقٍ في الجدار الصلب، عن طريق "سرقة" نقطة من هذه المواجهة أو أخرى من تلك، وكلّ من يرى الأمور من منظار المنطق الكرويّ يدرك أنّ لاعبينا غير قادرين حالياً على تحقيق أكثر من ذلك، على رغم المقولة الشهيرة إنّ ما من شيء مستحيل في عالم كرة القدم.

المطلوب إذاً تحلّي منتخبنا بكثير من الشجاعة والثقة بالنفس بمواجهة منتخبات الإمارات العربية وكوريا الجنوبية وإيران والعراق وسوريا التي تضمّها مجموعته، وأن يعرف لاعبوه أنّ خروجهم من التصفيات الحاسمة ليس آخر الدنيا، بل هو بداية مشوار وتحدّ جديدَين حافلَين بالمحطّات المهمّة التي قد تحمل كلّ منها أملاً بإنجازاتٍ طال إنتظارها على الصعيدَين العربيّ والآسيويّ.


MISS 3