القطط تتعلّق بأصحابها بقدر الأطفال والكلاب!

08 : 00

تنفي أول دراسة تجريبية عن الرابط بين القطط وأصحابها الصورة الباردة المنسوبة إليها عموماً. أصبح تعلّق الكلاب بأصحابها واضحاً، لكن لا تنطبق هذه الملاحظة على القطط دوماً. بل يقال إن القطط حيوانات مستقلة أو حتى لامبالية، ولطالما تجادل البشر حول عمق علاقتها بأصحابها.

أجرى الباحثون حديثاً دراسة في "مختبر التفاعل بين البشر والحيوانات" في جامعة ولاية أوريغون، ونشروا نتائجهم في مجلة "كورينت بيولوجي". قد يفاجئ الاستنتاج النهائي البعض، إذ تبيّن أن القطط تتعلّق بأصحابها بقدر الأطفال الرضع وحتى الكلاب!

توضح المشرفة الرئيسة على الدراسة، كريستين فيتالي: "تميل القطط التي لا تشعر بالأمان إلى الركض والاختباء، أو تبدو معزولة عن محيطها. تسود منذ فترة طويلة فكرة منحازة مفادها أن جميع القطط تتصرف بهذه الطريقة. لكن تعتبر معظم هذه الحيوانات أصحابها مصدر أمان لها. بعبارة أخرى، تتكل عليك قطتك كي تشعر بالأمان حين تصاب بالإجهاد".

خلال الدراسة الأخيرة، استعمل الباحثون نسخة مختصرة وخاصة بالقطط من "اختبار قاعدة الأمان" بعدما استخدموه سابقاً لتقييم مدى تعلّق الكلاب والأطفال الرضع بالمحيطين بهم.

في بداية التجربة، أمضت كل قطة ومالكها دقيقتين معاً في بيئة غير مألوفة. ثم غادر الشخص وبقيت القطة وحدها في الغرفة لدقيقتين إضافيتين. في المرحلة الأخيرة، عاد مالك القطة وبقي لدقيقتين أيضاً. قيّم الباحثون طبيعة العلاقة بين الطرفَين عبر مراقبة سلوك الحيوانات بعد عودة البشر. يدخل هذا السلوك في واحدة من خانتَين:

• التعلّق الآمن: تابعت القطط في هذه الخانة استكشاف البيئة الغريبة بهدوء حتى عودة أصحابها، وأصيبت بأقل مستوى من الإجهاد لأن الاستكشاف سلوك طبيعي لدى القطط.

• التعلّق غير الآمن: أثبتت القطط في هذه الخانة قلقها بطرقٍ متعددة. حرّك البعض ذيله بقوة ولعق شفاهه، وعبّر البعض الآخر عن توتره عبر تجنب الإنسان أو تبني سلوكيات متناقضة. في هذه الحالة، قفزت القطط في حضن أصحابها ثم بقيت جامدة بالكامل.

راقبت الدراسة مجموعة قطط من فئتَين عمريتَين مختلفتَين لمعرفة مدى ارتباط التعلّق بصغر السن. بشكل عام، لاحظ الباحثون سلوكاً قابلاً للتصنيف لدى 70 قطة صغيرة و38 قطة كبيرة فوق عمر السنة.

في المُحصّلة، كان تعلّق 64.3% من القطط الصغيرة آمناً بأصحابها، وتَعَلُّق 35.7% منها غير آمن. في مجموعة القطط الأكبر سناً، بلغت هذه النِسَب 65.8% و34.2% على التوالي.

على صعيد آخر، أراد الباحثون تقييم أثر التواصل الاجتماعي على تلك الأرقام، فأثبتت الاختبارات المتكررة بعد دورة تدريبية ممتدة على 6 أسابيع أن هذا العامل غير مؤثر. وبما أن النِسَب كانت متشابهة في الفئتَين العمريتَين، يبدو أن التعلّق ظاهرة نموذجية لدى القطط الراشدة والصغيرة معاً.

تقول فيتالي: "بعد ترسيخ نمط معيّن من التعلّق بين القطة ومالكها، يبدو أن هذا النمط يبقى ثابتاً نسبياً مع مرور الوقت، حتى بعد التدرّب وتعزيز التواصل الاجتماعي".القطط ليست مختلفة!

قد يتفاجأ محبو القطط حين يعلمون أن حيواناتهم المفضلة تتعلق بأصحابها بقدر الأطفال والكلاب.

وفق نتائج بحث سابق، يذكر الباحثون أن 65% من الأطفال الرضع يطورون روابط آمنة مع المحيطين بهم، بينما ينشئ 35% منهم روابط غير آمنة. في فئة الكلاب، تبلغ نسبة الروابط الآمنة 58% وغير الآمنة 42%.

ربما تختلف القطط عن البشر والكلاب على مستويات عدة، لكنها تستفيد بدورها من الشعور بالأمان. تضيف فيتالي: "التعلّق سلوك مهم من الناحية البيولوجية. وحين تتكل القطط على البشر، يصبح سلوك التعلّق مرناً، وتستعمل معظم القطط البشر كمصدر للراحة".


MISS 3