جنى جبّور

"Aaliya,s Books" يُقفل أبوابه

نيام فليمينغ: فعلنا كل ما بوسعنا ولكن حان وقت الوداع

1 أيلول 2021

02 : 00

"Aaliya’s Books" في يومه الأخير (فضل عيتناني)
في شارع غورو بالجميزة، ظنّ مقهى ومكتبة "Aaliya’s Books" أنه نجا من انفجار المرفأ، ولا سيما بعد أن تمكن أصحابه من ترميمه وإعادة استقبال الزوار فيه. الّا أنّ الأزمة المستفحلة في البلاد والتي رمت بشباكها على القطاعات كافة، طالته أخيراً، فأجبر مرغماً الى إقفال ابوابه أمس على أمل لقاء زبائنه مجدداً في المستقبل القريب.

في الساعات القليلة الماضية، نشر "Aaliya’s Books" على صفحات التواصل الاجتماعي خبر اقفاله، فانهالت التعليقات من الزبائن الذين يعتبرون هذا المقهى بمثابة منزلهم، فيه ذكرياتهم الجميلة، فمنهم من احتسى كأس نبيذ فيه ومنهم الآخر من قرأ كتاباً وهو يأكل طعامه المفضل.

يُعد هذا المكان جوهرة في منطقة الجميزة، هكذا يصفه كل من زاره، وفرصة مثالية لتمضية الوقت ولا سيما عشاق القراءة. هو ملتقى للصحافيين والكتّاب المحليين، لا بل أشبه بمجتمع قائم بحد ذاته. والمقهى عبارة عن مركز ثقافي يضمّ متجراً مستقلاً لبيع الكتب أو استعارتها أثناء تناول الطعام وحانة أدبية في آن واحد. وهو أيضاً ملاذ لأي شخص يبحث عن ترجمات للكلاسيكيات العربية والأدب اللبناني المعاصر الأكثر مبيعاً في العالم. كذلك، يعتبر "Aaliya’s Books" نصيراً قوياً في الحياة الثقافية ببيروت، فاستضاف نوادي الكتاب ومحادثات المؤلفين وكان مكاناً للاحتفال بالأدب. وبالاضافة الى ذلك، هو مساحة للعمل بهدوء ولقاء الأصدقاء والسهر وتذوق النبيذ اللبناني، موفراً لزبائنه فرصة معرفة المزيد عن مزارع الكروم اللبنانية ودعمها.



شريكة المقهى هي سيّدة إيرلندية تُدعى نيام فليمينغ، لم تنس بعد لحظات الرعب التي عاشتها إثر جريمة المرفأ والدمار الذي أصاب "Aaliya’s Books" في ذلك التاريخ المشؤوم. حينها شعرت أنه من المستحيل اعادة فتح المكان. الّا أن تدفق التبرعات ساهم في اعادة ترميم المقهى الذي يبدو الآن في وضعٍ جيّد وكأنه حديث الإنشاء، باستثناء بعض علامات التشقّق على امتداد البار وجدران المكان.

فماذا تغير اليوم لاتخاذ قرار الاقفال؟ تجيبنا: "بعد انفجار المرفأ ورغم كل الصعوبات شعرنا أنّ هناك أملاً. فقررنا الوقوف مجدداً وترميم المكان واستقبال زبائننا. أمّا اليوم، وأمام كل ما يمرّ به لبنان، فقدنا هذا الأمل للأسف. ويمكن القول إنّ السبب الأساس وراء هذا القرار هو عدم تمكننا من مواكبة الانقطاع المستمر في الكهرباء"، مضيفةً: "يبدو الأمر وكأننا فعلنا كل ما في وسعنا، لكننا لا نستطيع السيطرة على نقص الكهرباء أو سعر المازوت، فأجبرنا على الاقفال الى موعد غير محدد". وختمت حديثها بكلمة أخيرة وجهتها الى جميع الموظفين والزبائن بتأثر، قائلةً: "شكراً لكم".