جان الفغالي

هكذا قاتل العماد عون العماد قهوجي بالعميد روكز

3 أيلول 2021

02 : 00

على رغم أن الزمن ليس زمن تأليف ولا زمن قراءة، فإن الزميل الأستاذ عبدالستار اللاز، اراد أن يسير عكس التيار، فوضع كتاباً ضخماً من 365 صفحة عن "عهد الرئيس تمام سلام" منذ لحظة تكليفه إلى لحظة خروجه من السراي الحكومي.

الكتاب سمَّاه الزميل عبد الستار "الدولة المستضعفة" تجربة حكومة "المصلحة الوطنية" وحقائق فترة الشغور الرئاسي، الذي سيصدر قريباً عن "دار رياض الريس للكتب والنشر".

يُشكِّل الكتاب أول وثيقة لأول فراغ رئاسي بعد الطائف، ويشرح بإسهاب كيف أن الرئيس سلام ظل ممسكاً بكرة النار لئلا تنفجر في البلد وتحوّله إلى أشلاء.

نقرأ في الفصل الثامن من الكتاب تحت عنوان مثير هو:

"الأشقاء حين نجعلهم خصوماً": "بتنا أمام مأساة وطن يواجه محاولات لا تتوقف من قوة اقليمية ذات امتدادات محلية لسلخه عن عمقه الاستراتيجي وإبعاده عن حضنه العربي. نجحت هذه المحاولات في عهد حكومة الرئيس سلام في خلق إشكالات كبيرة بين لبنان وأشقائه العرب وبخاصة المملكة العربية السعودية ودول الخليج... خسر لبنان المساعدات والاستثمارات ومداخيل السياحة، وفقد الدعم السياسي وتُرِك لمصيره".

في الفصل ذاته، وفي الصفحة 238 من الكتاب، يروي المؤلِّف بإسهاب "الأزمة مع البحرين والإمارات" بسبب كلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ضد هاتين الدولتين.

ويروي المؤلف في الصفحة 247 والصفحة 248 كيف أن الرئيس سلام أثار موضوع الهبتين السعوديتين لتسليح الجيش والقوى الأمنية خصوصاً بعد تواتر انباء عن احتمال تجميدهما، لكن الأمير محمد بن نايف أجاب بأن ليس من تقاليد السعودية العودة عن أي قرار ملكي "لكن مع الأسف جرى في وقت لاحق تجميد المساعدة نتيجة الهجمات المتكررة التي بلغت حدوداً غير مقبولة من جانب فريق سياسي لبناني مشارِك في الحكومة".

في الصفحة 252 ، يروي المؤلف كيف انفجر الوضع بين الرئيس تمام سلام ووزير الخارجية جبران باسيل، فيقول:

"...انفجرت القنبلة الكبرى. الفتيل هذه المرة أشعله وزير الخارجية جبران باسيل عندما اعطى تعليمات لسفير لبنان في المملكة العربية السعودية عبد الستار عيسى بالامتناع عن التصويت على قرار في مؤتمر منظمة التعاون الاسلامي في جدة يندد بإيران بسبب اعتداءات تعرضت لها سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد. أغضب هذا الموقف اللبناني السعودية والدول الخليجية.

عندما سُئل سلام عن سبب اتخاذ لبنان هذا الموقف خارج الإجماع العربي، أجاب بأن وزير الخارجية ( جبران باسيل) ارتأى ذلك من دون ان يشاوره في الأمر.

ولإنعاش الذاكرة، يروي المؤلف كيف أن موقف "حزب الله" أدى إلى إيقاف المساعدات السعودية، فيقول في الصفحة 254: "يوم التاسع عشر من شباط 2016، كانت الصدمة الكبرى، اعلنت المملكة العربية السعودية انها أجرت مراجعة شاملة لعلاقتها مع الجمهورية اللبنانية وقررت إيقاف المساعدات المقررة لتسليح الجيش اللبناني، وعزَت هذا الموقف إلى المواقف اللبنانية المناهضة للمملكة على المنابر العربية والإقليمية في ظل مصادرة ما يُسمى "حزب الله" في لبنان ضد المملكة العربية السعودية وما يمارسه من إرهاب بحق الأمة العربية والإسلامية.

يصل حَرَج الرئيس سلام إلى درجة ان المؤلف أفرد عدة صفحات تحت عنوان "لبنان كمنبرٍ للشتائم" حيث ان "حزب الله" واصل حملته على دول مجلس التعاون الخليجي.

(هل كان هذا الموقف السعودي الحازم والحاسم ، والذي جاء قبل ثمانية أشهر من انتخابات رئاسة الجمهورية، إثر "تسوية أو صفقة باريس" بين جبران باسيل وسعد الحريري، بمثابة بدء الطلاق بين الحريري والمملكة حيث أنه أنجز صفقة مع فريق تعتبره المملكة شريكاً لـ"حزب الله"؟ هذا ما سيظهر لاحقًا وصولًا إلى اليوم، حيث ان المملكة لم ترضَ على أداء الحريري في السنوات الأربع الاخيرة).

في الصفحة 114، وتحت عنوان "روكز أو لا حكومة"، يروي المؤلف كيف انه يجب على العميد روكز ان يتخطى ثلاثة عشر من رفاقه العمداء الذين يسبقونه بالتراتبية والأقدمية، ليصبح قائداً للجيش.

ومع ذلك، يتابع المؤلف: تحول شامل روكز في مطلع ايار 2015 عنواناً في معركة جديدة من معارك العماد ميشال عون غايتها المضمرة قطع الطريق على احتمال التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي وإخراجه من دائرة المرشحين الجديين لرئاسة الجمهورية.

في الفصل الثاني من الكتاب تحت عنوان "عشرة اشهر وعشرة ايام" ، يشرح المؤلف معاناة الرئيس المكلف مع التأليف.

ربما يجدر بالمؤلف ان يُرسِل هذا الفصل، على جناح السرعة، إلى الرئيس المكلَّف نجيب ميقاتي، عله يأخذ العبرة ويبني على الشيء مقتضاه .


MISS 3