خسرت جبيل أمس رئيسة مهرجانات بيبلوس الدولية لطيفة اللقيس، بعد معاناة مع المرض العضال، التي لم تبخل يوماً في خدمة وتطوير مدينة الحرف وساهمت في رفع اسم المدينة عالياً ولا سيما من ناحية السياحة والفن والانماء.
اشتهرت الراحلة على مرّ سنوات في تنظيمها المبدع للمهرجان وتنسيقها لبرنامج غني، متنوع وشبابي. حبها لمدينتها أثمر عطاءً من دون توقف، فحولت المهرجانات الى قيمة اضافية لهذه المدينة الساحرة ما ساهم في جعل جبيل عاصمة السياحة العربيّة لعام 2016.
في العام 1998، قررت الراحلة أن تقوم بشيء لمدينتها بعد تركها للأمانة العامة في الجامعة اللبنانية، فتطوعت لمساعدة لجنة مهرجانات جبيل الدولية برآسة الفنان روميو حينها، الذي كان يسعى جاهداً لإنجاح المهرجانات وإيصالها للعالمية في وقت كانت البلاد تُعاني من أزمات كثيرة.
وعندما إنتخب الوزيرالسابق جان لويس قرداحي رئيساً لبلدية جبيل، قرر القيام ببعض التغييرات فبدّل اعضاء اللجنة وعيّن الراحل جان كلود بولس رئيساً فإهتم بإدارة المهرجانات لسنة واحدة.
وبعد إستقالة قرداحي من رئاسة البلدية وتسلمه منصب وزير، حل مكانه رفايل صفير الذي قام بتعيين اللقيس رئيسةً للمهرجانات. عندها قررت القيام بتغييرات جذرية ناقلةً المهرجانات من القلعة الفينيقية لأن الآثارات هناك تنحصر بالنواويس والحفر الأثرية الى الميناء القديم. بعدها، اختارت أعضاء اللجنة بشكل دقيق وبالأخص المنتج لأنه يقع على عاتقه إنتقاء الفنانين وعرض أسمائهم على بقية الأعضاء فتتم دراسة كل اسم على حدة في لبنان والعالم ليتم بعدها دراسة أسعارهم لمعرفة اذا كانت تتوافق مع الإمكانات المادية للحضور وقدرة المسرح على الإستيعاب خصوصاً أنه يتسع لخمسة آلاف شخص فحسب.
من هذا المنطلق، ومن حرص الراحلة على أدق التفاصيل اصبحت مهرجانات بيبلوس الأولى على مستوى التنظيم في العالم العربي، عاكسةً وجه لبنان الحضاري، محافظةً على المستوى الثقافي على صعيد اختيار البرامج، إضافةً إلى التنوُّع الذي يُرضي كل الثقافات وكل الأعمار خصوصاً الشباب لانه بحسب الراحلة "من الواجب تأمين كل شيء للشباب اللبناني بقدر المستطاع ان كان ثقافياً أو اقتصادياً، ليبقى في الوطن ولا يُجبر على الهجرة من البلد".
في المقابل، نعى النائب زياد الحواط اللقيس قائلاً: "برحيل لطيفة اللقيس رئيسة لجنة مهرجانات جبيل الدولية ينطفئ النور أكثر. نفتقدها صديقة عزيزة، ترافقنا معاً في خدمة جبيل وتطويرها، في مسيرة الانماء والسياحة والفن، رافعين إسم مدينتنا عالياً، وعالياً جداً. تعازينا الحارة للعائلة الحبيبة ولجبيل ولكل المحبين. وداعاً ست لطيفة".
بدوره غرّد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل كاتباً: "غادرتنا رئيسة لجنة مهرجانات بيبلوس الدولية السيدة لطيفة اللقيس التي أضاءت سماء الوطن فرحاً وإبداعاً. مع رحيلها تطوى صفحة مضيئة من تاريخ لبنان، رسمتها تلك القامة الجبيلية بالموسيقى والفن على مدى سنوات. لطيفة اللقيس وداعاً".
