بعد الأزمات المتلاحقة التي ألمّت بالبلاد والتي أدّت الى توقف المهرجان قسراً لعدّة أعوام، نجحت «مهرجانات بيبلوس الدولية» باستقطاب حشد جماهيري واسع مؤكدة دورها الريادي في نشر الثقافة والفن في المنطقة.
حضر الافتتاح وزير السياحة وليد نصّار وسفراء وفاعليات أمنية وسياسية وثقافية.
إنطلقت الأمسية بدقيقة صمت على أرواح شهداء انفجار المرفأ تذكيراً بهول الفاجعة التي ألمّت بالعاصمة بيروت قبل ثلاث سنوات.
هكذا أرادها أسامة الرحباني، متحسّراً على وطن تكسّرت أجنحته ليعلن بعد هنيهة ان ما من امر يحبط عزيمة اللبناني المصمم على الاحتفاء بالحياة رغم كل السواد الحالك المحيط به.
واعلن الرحباني عن سروره بعودة مهرجانات بيبلوس الى الساحة، منوهاً بدورها الريادي، وقدرتها على إنتاج الأعمال الفنية والمسرحية التي انطلق بها في العام 2005 مع الكبيرين منصور الرحباني وإيلي شويري.
بدورها رحبت هبة طوجي بالحضور ووجهت تحية للبنانيين ولضحايا انفجار 4 آب 2020؛ مؤكدة ان بلد الفينيق لا يجيد الموت مهما حاصرته الهموم والمشاكل. وانطلقت الأمسية مع اوركسترا قوامها 20 عازفاً مخضرماً؛ وقدّمت طوجي أجمل أغانيها من وطنية وثورية وعاطفية واختارت باقة من ألبومها الأخير وسُجل تفاعل كبير للجمهور مع اغنيتها المصرية «بعد سنين». وكان لافتاً انضمام انطوني من فرقة «ادونيس» الى طوجي لاداء أغنيتها «حبيبي خلص» التي هي من كلماته وألحانه. ولا يفوتنا هنا التنويه بإخراج الامسية من اضاءة ومؤثرات بصرية وشاشات عملاقة ساهمت في تحريك المشاعر لما عرض عليها من مشاهد متصلة بكل أغنية فكان دورها لافتاً في انجاح الامسية ككل عبر الاخراج المبهر فضلاً عن الاستعانة بالرقص كوسيلة للامتاع البصري كما حصل عند أداء اغنية «مين اللي بيختار» وغيرها من روائع طوجي.
وطوال الامسية برهنت طوجي عن حرفية كبرى في تنويع ادائها الذي لم يقتصر على الريبيرتوار العربي بل تعداه الى الأغنيات الغربية، مستحضرة أغنيات لمايكل جاكسون كرائعة Billy Jean وWhat have we done to the World وأخرى فرنسية كأغنية Mon Amie La Rose واغنية إيطالية مع لوحات راقصة مبهرة؛ وقدمت كذلك اغنيتها الشهيرة Que sera sera (لو نبقى سوا) خاتمة الأمسية بأغنيات وطنية بامتياز تختصر ماهية لبنان كبلد يغص بالاحتفالات والمهرجانات والفرح رغم المشاكل التي تكبله فأدت اغنية «بلد التناقض» واتبعتها بتحفة «زمان» الفولكلورية مع فرقة للدبكة الشعبية.
باختصار يمكننا القول ان طوجي نجحت بإرضاء كافة الأذواق بشكل لا لبس فيه، وكانت المدرجات التي غصّت بالحضور وعلا فيها التصفيق والتهليل، دليلاً واضحاً على قدرتها الحاسمة مع المؤلف اسامة الرحباني على استقطاب جمهور عريض لا يتردد في قطع مسافات طويلة لحضورهما والعودة لبرهة الى الزمن الرحباني الجميل.
الـــبـــرنـــامـــج
6 آب 2023 غي مانوكيان
8 آب 2023 ألف أبي سعد وأوركسترا
11 آب 2023 جوقة فيلوكاليا ومجموعة عشتار
19 آب 2023 المغني العالمي تيغا
