جورج بوعبدو

دورتها العشرون بشعار "الأمل رغم الألم"

"موريكس دور" 2021... تعيد لبيروت نكهتها

18 أيلول 2021

02 : 00

لوحة الافتتاح الاستعراضية لفرقة "مياس" (تصوير رمزي الحاج)

لا يعرف القيّمون على احتفال "موريكس دور" الاستسلام فهو غائب عن قاموسهم. وهم أسوةً ببيروت يجيدون النهوض "من تحت الركام". وهكذا وبعد تأجيلين قسريين أصرّوا على إقامة الاحتفال بدورته العشرين في AVA VENUE بالاشرفية، رغم أنف الازمات المتلاحقة، من انقطاعٍ للتيار الكهربائي، وشحّ في المازوت والبنزين وانعدامٍ للأحوال الاقتصادية، فأعادوا لنا أمس طعم "بيروت الحياة" منتزعين من الجلاد الذي يريد لها ان تتشح بالسواد سوطه صارخين بملء الحناجر، وعلى وقع الخطابات المتتالية من الفنانين المكرّمين، لبنانيين وأجانب بأن هذه المدينة الثكلى، الحبلى بألف مصيبةٍ وكارثة لا تجيد الموت فعبثاً يحاولون.

بدأ الاحتفال، الذي حمل توقيع باسم كريستو الاخراجي ونقلته شاشة MTV مباشرةً، بلوحةٍ استعراضية راقصة لفرقة "ميّاس" على وقع اغنية "لبيروت" تلاها تقرير عن أبرز مراحل "موريكس دور" والمكرّمين على امتداد السنوات محلياً واقليمياً وعالمياً.

وألقى الدكتور فادي الحلو كلمةً مقتضبة ابرز ما فيها: "نجتمع في حفلة ولدت ولادة قيصرية وسط معاناة مستمرة... مهرجاننا مهدى لنجمة كبيرة هي مالئة الدنيا وشاغلة الناس اسمها "بيروت". هذه المدينة الملقبة بلؤلؤة المتوسّط وبسويسرا الشرق تعرّضت لكثيرٍ من الاهوال ولكنّها في كل مرة لملمت جراحها لتعود بهية مجدداً. وقد تعرّضت بيروتنا لجريمةٍ مروّعة في 4 آب قتلت شعبها وشوارعها وأطفالها وشبابها وكبارها... تحية اجلال لأرواح الشهداء فرداً فرداً وتحية لروح ابي الذي غادرنا العام الماضي؛ والرحمة لضحايا عكار وكورونا وتحيةً كبيرة للجسم الطبي؛ ممرضات واطباء؛ وللمنظمات غير الحكومية ولكل من ساهم بإعادة احياء بيروت... تختلط اليوم دموع الحزن بدموع الفرح وقد رفعنا في "موريكس دور" تحدّي المضي بهذا الاحتفال كفعل ايمانٍ ببيروت أيقونة الصمود، وهذا الفعل هو رفضٌ للموت وتبنٍ لثقافة الحياة ويكفينا فخراً وقوف عمالقة العصر الذهبي امثال صباح، وديع الصافي، زكي ناصيف، ملحم بركات محلياً، وايمانويل بيار وكلوديا كاردينالي وغيرهم عالمياً... طابع احتفالنا هذه السنة لبناني بامتياز مع مشاركة عربية؛ ولجوائز الدراما حصة الاسد فيها... باسمي وباسم توأم روحي الدكتور زاهي الحلو اتمنى لكم وللبناننا اياماً قادمة هانئة فبيروت لا تموت...".

أوّل جائزة في الاحتفال كانت من نصيب الفنان نديم شرفان وفرقته "مياس" وقد وجه كلمة قال فيها: "هذا البلد لن ينهض إلا مع جيلنا نحن. فلنعمل معاً لبنائه ليعود كما كان".

ثم قدّم الاحتفال تحية إجلال الى شهداء انفجار بيروت من دون نسيان الدفاع المدني ليقدّم غسان صليبا بعدها أغنية لبيروت، تلاها تكريم للفنان احمد الزين الذي اشار الى انّها أول دعوة يلبيها منذ 27 سنة مؤكداً: "أنا وزياد الرحباني لم نترك لبنان في كلّ حروبه حتى استحققت لقب "ابن البلد". والمناسبة التي جمعتنا اليوم حياةٌ في زمن الموت".

ونالت الفنانة المصرية ناديا الجندي جائزة "موريكس" فحيّت لبنان "بلدها الثاني" وشعبه الذي يعشق الجمال ولا ينهزم، وذكرت كيف انّها حزنت على لبنان في حرب تموز 2006 وكيف أعاد شعبه بناءه أجمل ممّا سبق وهي واثقةٌ من أنه سيفعل ذلك مجدداً من دون كللٍ أو ملل.

وحرص المهرجان على تقديم لفتة لمنظمة acua ورئيستها رلى فاضل التي أعادت، بعد انفجار الرابع من آب، بناء شارعٍ بأكمله في المناطق المتضررة مع الحفاظ على الطابع التراثي والاثري للمباني فيه.

ونال صادق الصباح جائزة "أفضل منتج" فألقى كلمة أكد فيها أنه لن يترك لبنان ابداً بل قرّر نقل تصوير معظم الأعمال الى بيروت، لأنّ الاستسلام ليس في قاموس الشركة، ومن "واجبنا جميعاً أن نحب لبنان في طلعاته ونزلاته".

الفنان زياد برجي فاز عن أجمل أغنية بـ"أنا واياك" من كلمات الشاعر احمد ماضي وتوزيع هادي شرارة. وكرّم المهرجان الفنان الراحل الياس الرحباني بتقديم باقة من اجمل أغانيه على المسرح وكرّم كذلك الاعلامية المصرية بوسي شلبي والفنان رودي رحمة الذي قدم للاحتفال منحوتة تمثل بيروت التي لا تموت بل تولد من رحم المعاناة مرة تلو أخرى. أما جائزة أفضل ممثلة لبنانية عربية فنالتها الممثلة نادين نسيب نجيم التي ألقت كلمة حيت فيها صمود لبنان ليتم تكريم الفنان وليد توفيق بعدها، ونال المنتج جمال سنان جائزة أفضل منتج لبناني وتمّ تكريم الفنان جورج خباز.

ولم تكن خيارات لجنة "موريكس" سهلة هذه السنة، بسبب  تراكم الأعمال الفنية التي شهدناها على مدى العامين المنصرمين، فشملت الجوائز أعمال سنوات 2019 و2020 و2021. وصب الاهتمام الأكبر على ذكرى مرور 20 عاماً على انطلاقة الجائزة، وتمّ تكريم نجوم رحلوا لإصابتهم بـ"كورونا".

وبتوزيعها الجوائز على الأعمال الغنائية والفنية ونجومها من عرب ولبنانيين، برهنت "موريكس دور" أنّ بيروت ستبقى منارةً للشرق وبأنّ أبواب الجحيم لن تقوى عليها.

MISS 3