أثبتَ لبنان خلال الأسبوعَين المنصرمَين أنه قادرٌ على إستضافة أحداثٍ رياضية دولية كبيرة على رغم الأزمات المستعصية التي تعصف به من مختلف الجهات، وهذا إن دلّ على شيء، فهو يدلّ على حجم الإرادة والتصميم اللذين يتمتع بهما الشعب اللبنانيّ التوّاق الى كلّ ما يشكّل متنفّساً حقيقياً لمشاكله وهمومه اليومية ويُدخلُ البهجة والفرح الى قلبه.
ففي نهاية الأسبوع الأول من شهر أيلول الجاري، عادت أجواء الإثارة والتحدّي الفعلية مع إقامة رالي لبنان الدوليّ الذي يندرجُ ضمن روزنامة بطولة الشرق الأوسط للراليات، حيث نجح "شيطان السباقات" روجيه فغالي من السيطرة على مراحله وإستعادة اللقب الذي سلبه إياه منافسه المباشر القطري ناصر صالح العطية في النسخة الأخيرة منذ عامَين، لينجحَ في تعزيز رقمه القياسيّ من حيث عدد مرّات الفوز (15 مرّة)، ممّا يعني أنّ هناك شبه إستحالة لأيّ سائق لبناني أو عربيّ بمعادلة هذا الرقم في المستقبل القريب أو حتى البعيد.
وبالأمس، إختتمت منافسات مسابقة كأس ديفيس الشهيرة في التنس بين الفريقين اللبناني والبرازيليّ على ملاعب النادي اللبناني للسيارات والسياحة في الكسليك في إطار المجموعة العالمية الأولى. وعلى رغم أنّ الإنتصار كان برازيلياً، إلا أنه يُسجّل للإتحاد اللبناني للعبة الذي إستضاف المسابقة الدولية، نجاحه اللافت في التنظيم وفي حُسن إدارتها بدقّة عالية بلغت مستوى الإحتراف.
لا يفوّتُ لبنان أيّ فرصة لإحتضان الدورات والبطولات الخارجية رسمية كانت أم ودّية، غير آبه بكلّ التحدّيات والصعوبات التي يمكن أن تثبط عزيمته وتجعله أسير اليأس والإحباط، فالرياضة تبقى رغم جهل المسؤولين في السلطة، ركناً أساسياً في ورشة بناء المجتمع السليم والمعافى وقيام الدولة العصرية والحضارية التي طال إنتظارها.
