روي أبو زيد

الشاعر علي المولى: لا تديروا ظهركم للبنان

20 أيلول 2021

02 : 00

عُرِف الشاعر علي المولى بكلماته التي تضع الإصبع على الجرح. تصدّرت أعماله الفنية المراتب الأولى في لبنان والعالم العربي منها "كلنا مننجر" لوائل كفوري، "يا بتفكر يا بتحس" لشيرين، "بيختلف الحديث" لزياد برجي، "مجبور" لناصيف زيتون وغيرها."نداء الوطن" التقت المولى وكان هذا الحوار:

كيف تفسر تميزك في الاغانــــــي التي تكتبها؟

تميّزي بعدم اتّباع كتابة أو مدرسة معيّنة. بدأت بالكتابة بالفصحى وكنت أبحث دوماً عن الصور الشعرية الجديدة. واجهت صعوبة بتحويل كتابتي الى العاميّة من حيث إيصال الإحساس المناسب باللغة المحكيّة. لكن بفضل الممارسة والخبرة وجدت طريقتي الخاصة لنظم الأغاني بلغة بسيطة وعميقة في الوقت عينه. أبحث دوماً عن مواضيع جديدة فأوصلها بـأسلوب أو روح تميّزني. ويبقى التعليق الأحب الى قلبي: "عرفنا أنك صاحب القصيدة قبل أن نقرأ اسمك". تُشبه كتاباتي الأمثال الشعبية اللبنانية لكنها في إطار شعري غنائي. فحين نقول "يا ما بالحب مظاليم ما في قلب داق الحب وطلع منّو صاغ سليم" نستوحي من المثل الشعبي "يا ما بالحبس مظاليم". وغالباً ما أزوّد أغانيّ بخلاصات معيّنة مستندة إلى تجارب تواجه كلّ منا ويظهر ذلك في عبارات عدة كـ"يا بتفكر يا بتحس ما فيك توقف بالنص" و"أكثر الناس عرفوا الصح هنّي اللي عملو غلط". لكن الصعوبة باختصار أفكارك بسطرين. وتبقى الأغنية ذاكرة للمسلسل بعد عرضه فيتذكّر الناس بعض المشاهد في كلّ مرة يسمعونها.

ما هي الرسالة التي أردت إيصالها في "بيختلف الحديث" مقدّمة مسلسل "2020"؟

تحدّثتُ فيها عن الناس "الموجهنة". ساعدتني قصّة العمل والشخصيات الموجودة في طرح بعض الأفكار عبر الاغنية.

كيف تخاطب الجيل الجديد في أغانيك؟

ساعدني اطّلاعي الموسيقي وعزفي على آلتي الغيتار والأورغن على إيصال أغنياتي بشكل أسرع، إذ أطّلع على التوزيع وأواكب الملحّن فنغيّر بعض النوتات الموسيقية بطريقة توصل الإحساس من جهة وتحاكي الجيل الجديد من جهة أخرى. ناهيك عن أنني محاط بأولاد إخوتي وأقربائي فأطّلع على اهتماماتهم وتطلّعاتهم لأنقل الروح عينها بطريقة مختلفة وجديدة.

ألا تخاف الفشل؟

بعدما أصدرت أغنية "مجبور" (شارة مسلسل "الهيبة") وتحقيقها هذا النجاح الساحق خفت من الفشل ولكنني اواجه التحديات دوماً. يكون النجاح متفاوتاً بين عمل وآخر فلا أحد يبقى في القمة الى الأبد وانا أعمل على تطوير نفسي ويبقى التوفيق من عند الله.

من تتمنى أن يغنّي من كلماتك؟

حسين الجسمي، كاظم الساهر وغيرهم كثر. أترك الموضوع رهن الأيام والظروف التي قد تجمعنا في عمل ما.

والسيدة فيروز؟

أتمنى أن تغنّي فيروز من أغانيّ فهي أسطورة أدخل بفضلها التاريخ.

ما هو جديدك؟هناك أكثر من تعاون مع الفنانة إليسا في ألبومها المقبل، كما أحضّر لمشاريع فنية عدة مع بعض الفنانين.

ماذا عن الأغنية التي ستغنيها إليسا من كلماتك وألحان مروان خوري؟

تسيطر الأحاسيس المتناقضة على الأغنية فتتأرجح كلماتها بين الحب والعتب. وآمل أن تنال استحسان الجمهور خصوصاً أنها قريبة جداً من الأذن والقلب.

أخبرنا عن ديوانك الشعري الذي أصدرته منذ فترة وهل تفكّر بديوان آخر؟

أصدرت ديوان "أنا أقذر رجل في التاريخ" منذ سنوات عدة ويتضمّن القصيدة التي غنّاها الفنان أدهم نابلسي ويقول مطلعها: "كفى تظهرين في كلّ امرأة أعرفها". وسيصدر ديواني الثاني بعد أشهر على أن يتضمّن قرصاً مدمّجاً يحتوي ثماني قصائد مغّناة اختيرت من الإصدار الجديد.

كيف تقرأ الوضع الحالي وهل أنت متفائل بشأنه؟

لا نستطيع التخلّي عن الأمل بأنّ الغد أفضل من اليوم. لا يمكننا الإستسلام بل علينا العمل لبناء الوطن الذي نحلم به جميعاً. نظمتُ قصيدة من وحي هذا الموضوع قلت فيها:

"شعب مقسّم مئة شقفة

آخدة إيدو بس عالزقفة

كل واحد عندو نشيدو

ورافع علم ثاني بإيدو

وما بيتذكّر وطنو إلا بليلة عيدو".

لا تكمن المشكلة الأساسية بفساد الحكام فحسب، بل هي فينا كشعب. فلنغير نفسنا كي نحدث التغيير في مجتمعنا ووطننا. لبنان بحاجة ماسة إلينا اليوم، من السهل أن ندير له ظهرنا ونهاجر الى أرض تؤمّن لنا سبل الراحة والأمان، لكن لا تديروا ظهركم للوطن. من الأصحّ أن نبقى ونحاول انتشال وطننا من كبوته.


MISS 3