جنى جبّور

21 فيلماً عن حقوق الإنسان في "كرامة - بيروت"

نجوى قندقجي: واجبنا محاكمة الفاسدين بالثقافة والفن

24 أيلول 2021

02 : 00

إنطلقت أمس النسخة الخامسة من "مهرجان كرامة - بيروت لأفلام حقوق الإنسان" تحت عنوان "احتلوا الفراغ"، في مسرح دوار الشمس الطيونة، بعد أن رفضت اللجنة المنظمة تنظيمه السنة الماضية افتراضياً ايماناً منها بأهمية التشابك والتفاعل الحضوري. ولعلّ ما يميز هذا المهرجان غياب لجنة تحكيم تمنح الجوائز، فالافلام المعروضة لا تتنافس في ما بينها بل تسلط الضوء على أفلام السينما الرافضة للعنصريــة والتمييز وخطاب الكراهية. "نداء الوطن" تواصلت مع مديرة برامج المهرجان الدكتورة الأردنية نجوى قندقجي فأخبرتنا عن تفاصيل هذا الحدث.

هل من علاقة تجمع بين مهرجـــــــان "كرامة- بيروت" وكرامة- الأردن"؟

ساهم "كرامة- الأردن" في تأسيس المهرجان في بيروت، ويمكن القول إنه في ما بيننا نوع من التوأمة، الّا أننا مستقلّون في كل شيء ولكن تجمعنا شبكة "أنهار" التي تأسست في 10 كانون الأول 2015، تزامناً مع يوم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وهي الشبكة العربية لمهرجانات حقوق الإنسان التي تعمل على برامج وفعاليات ترمي إلى تعزيز فكرة استخدام الفيلم كوسيط للدفاع عن حقوق الإنسان في المنطقة العربية، وللتأثير في صنع السياسات ولنشر التوعية المتعلقة بالعملية الاجتماعية الشمولية. وتهدف الشبكة إلى خلق تواصل بين مدراء مهرجانات الأفلام والمخرجين السينمائيين والناشطين الذين يعملون في مجالات حقوق الإنسان والسينما، كما تسعى إلى تعزيز الحوار والدعوة الى تبنّي حقوق الانسان، بوصفها المكوّن الرئيسي للإنتاج والمشاريع الفنية في المنطقة. أمّا بالنسبة للأعضاء المؤسسين لـ"أنهار" فهم: مهرجان "كرامة- بيروت لأفلام حقوق الإنسان في لبنان"، مهرجان "كرامة لأفلام حقوق الإنسان في الأردن"، جمعية اللقاءات المتوسطية ممثلة بمهرجان "الليالي البيضاء" في المغرب، مؤسسة سمات في مصر، مؤسسة بدايات للإنتاج السمعي والبصري - سوريا، مهرجان "كرامة غزة لأفلام حقوق الإنسان-السجادة الحمراء- فلسطين"، مهرجان "أريحا الدولي للأفلام- فلسطين"، مهرجان "شاشة الإنسان في تونس" و"مهرجان كرامة- موريتانيا"، بالاضافة الى الأعضاء الضيوف: مهرجان كرامة اليمن لأفلام حقوق الانسان وأمم للتوثيق والابحاث في لبنان ومهرجان "ايراتو السينمائي لحقوق الانسان" في ليبيا.

أخبرينا أكثر عن أهداف "كرامة- بيروت"؟


تنظم جمعية "معمل 961 للفنون" هذا المهرجان سنوياً، واخترنا عنوان "احتلّوا الفراغ" نظراً الى وضع البلد، فالانهيار الاقتصادي والفساد أثّرا بشكل جدّي على البنية الاجتماعية وطريقة تفكير اللبنانيين. كما ترتكز هذه الدورة على المجتمع المدني وقوة الشباب وطموحاتهم للتغيير الاجتماعي والسياسي من أجل المشاركة السياسية العامة. وسيتم تسليط الضوء على مطالبهم واحترام حقوق الإنسان للجميع والتحرر من التمييز. بشكل أوسع، يهدف المهرجان الى التوعية الحقوقية من خلال السينما فهي الاكثر تأثيراً على الوعي الانساني لأنها تشرح القوانين بشكل شاعري وحسّي. ويعنى المهرجان بشكل اساسي بلبنان من ثمّ العالم العربي وصولاً الى العالم ككل لربط التقاطعات بالقضايا الانسانية، لان الأزمات تتداخل أحياناً، فمن خلال اطلاعنا على مشاكل الآخرين وطريقة مكافحتهم ومعالجتهم للأزمة ندرك ونفهم مشكلتنا بشكل اعمق.


ماذا عن برنامج المهرجان؟


يستمر المهرجان حتّى 26 أيلول، ويتضمن 21 فيلماً بينها خمسة أفلام روائية طويلة وأربعة أفلام وثائقية طويلة، وثلاثة أفلام روائية قصيرة وثلاثة أفلام وثائقية قصيرة، تتبعها حلقة نقاش مفتوحة. كذلك، تُعرض أفلام للاجئين السوريين أنتجتها مدرسة "العمل للأمل للسينما" حيث تم اختيار ستة أفلام قصيرة ثلاثة منها وثائقية والأخرى روائية. ويتضمن المهرجان أيضاً صفين تدريبيين مجانيين للطلاب ولصانعي الأفلام؛ الأول سيكون مع الكاتب نجيب نصير تحت عنوان "حقوق المواطن في الكتابة الدرامية"، بينما الجلسة الثانية سأقدمها بدوري كوني دكتورة أكاديمية وتدور حول "مسارات التعبير عن الثورة في السينما".


تغيب عن المهرجان لجان التحكيـــــــم وتوزيع الجوائز، لماذا؟


بكل بساطة لانّ غاية المهرجان لا تنحصر بالتنافس والفوز بل بالتعبير والتفاعل والاستفادة. في المقابل، للمهرجان لجنة اختيار صارمة جدّاً تشاهد اعداداً هائلة من الافلام وتحرص على اختيار الافضل والأنسب منها من ناحية اللغة السينمائية والمضمون الجيّد، محافظةً على توازن الفئات بحسب البلدان والمواضيع المطروحة.



برأيك، هل ستمنع مشكلة المحروقات و"الكورونا" محبّي الفن والثقافة من الحضور؟


لا يمكن الّا ان نكون متفائلين، فلطالما كانت لنا تجارب ناجحة من ناحية الحضور لاننا نرّكز على الحصول على عرض اول للأفلام غير التجارية التي تعالج المشاكل فكرياً وانسانياً. وأظنّ أنه من الصعب مشاهدة هذا النوع من الأفلام سوى في مهرجان "كرامة- بيروت".

من خلال تنظيمك للمهرجان في السنوات السابقة، كيف أثّرت الأزمة الحالية على هذا النوع من النشاطات الثقافية؟


أغادر الى الأردن بعد انتهاء المهرجان، وأنا حزينة جدّاً للدرك الذي وصل اليه لبنان. قاومنا "موجة الاونلاين" السنة الماضية، رافضين تنظيم المهرجان افتراضياً نظراً لأهمية التفاعل الحضوري. وعدنا هذه السنة وسط ظروف صعبة جدّاً لا سيما من جهة الدعم الذي تراجع تجاه النشاطات الانسانية فانحصرت الجهات الداعمة للمهرجان بـ: "UNDP"،"UNCHR"،"UNIC" بيروت، السفارة التشيكية، مؤسسة "فريدريك ايبرش" وجمعية "التعاون". كذلك، اعتذر الكثير من الضيوف عن المشاركة بسبب "الكورونا". وتفرملت أيضاً الورشات التدريبية التي يسعى المهرجان الى تنظيمها للوصول الى فئات مجتمعية اوسع ولا سيما في المدارس بسبب أوضاع البلاد الراهنة. ولكن، لطالما عبّرت الثقافة عن المستوى الحضاري للبلد، فبدونها هو بلا ارث، بلا تاريخ وبلا مستقبل. ولا يمكن ترك من أوصل البلد الى القعر من دون محاكمته عن طريق الفن والثقافة والا سيصبح أكثر توحشاً، فالفن يهذب الحياة. من هنا، أقول إنّه واجب على كل من يهتم بالثقافة أن ينظم ويدعم هكذا نشاطات رغم كل شيء، لانّ من حق لبنان الحبيب أنّ يعيش ويعبّر.


MISS 3