جنى جبّور

"السينما المستقلة" تنطلق اليوم من بيروت

غوتييه رعد: الأفلام اللبنانية ممتازة

25 أيلول 2021

02 : 00

تحتضن "ستايشن بيروت" (جسر الواطي) مساء اليوم الدورة الخامسة من المهرجان اللبناني للأفلام المستقلة LIFF، برعاية السفارة السويدية في بيروت، الذي سيرفع الصوت عالياً للتوعية حول الصحة النفسية ولا سيما بعد كل المشاكل التي عصفت بلبنان في السنتين الأخيرتين، سامحاً لصناع الأفلام المستقلة باستخدام الفن كوسيط للتعبير بحرية تامة عن رسائلهم وداعماً إياهم مادّياً للاستمرار في تقديم أعمالهم الفنية. فماذا ينتظر عشاق السينما اليوم في بيروت بحسب غوتيه رعد مدير المهرجان؟

ماذا يميز المهرجان هذه السنة ولا سيما بعد غيابه العام المنصرم؟

أولاً، يهمني أن أوضح سبب غيابه العام المنصرم حضورياً وافتراضياً. لا نهدف في هذا المهرجان الى عرض الافلام فحسب بل يهمنا كثيراً خلق مساحة للتفاعل والتشابك بين صناع الافلام والحضور، وهذا الهدف لا ينطبق مع "الأونلاين" فعدنا هذه السنة رغم الوضع الصعب، لخلق فسحة أمل وفرصة للخروج من الأجواء السلبية التي تحيط بنا. وليس هذا فحسب، بل تعاونا ايضاً مع جمعية "Embrace" للصحة النفسية، لانه بالنسبة لنا العقل السليم يعني نمط حياة صحياً والذي يشكل بدوره مجتمعاً صحياً، ما يساعد في تقديم عالم ثقافي وفني سليم مهيأ نفسياً لمواجهة الصراعات المختلفة. ولتعزيز أيضاً فكرة أنه يمكن التكلم عن الصحة النفسية في كل المجالات ومنها السينما، حيث يمكن لصناع الأفلام تناول المشاكل النفسية في اعمالهم ما يسمح للمشاهد بتلقي هذه الرسائل وفهمها بدل نكرانها.


لم يتبدل الوضع في لبنان بل ازداد سوءاً، فلماذا قررتم العودة اليوم؟


اطلاقه هذه السنة نوع من أنواع المقاومة الثقافية. اشتقنا الى تنظيم المهرجان وأظنّ أنّ الناس مشتاقة أيضاً لهذا النوع من النشاطات للخروج من دوامة الأخبار السلبية وكفرصة للتعبير عما يخالجهم من هموم. كذلك، وسط تردي الأوضاع رأينا أنه من الضروري مساعدة المخرجين الجدد وتحفيزهم على اكتشاف ذواتهم وتوجيههم الى المكان المناسب. ومع استمرار تفشي الجائحة في العالم أجمع، أدركنا وجوب التعايش معها محافظين على كل التدابير الوقائية اللازمة لحماية أنفسنا ومجتمعنا... وهكذا صار. وأتوقع أن تكون المشاركة كثيفة اليوم ويوم غد على حد سواء.


ملصق "نطفة"


يتميز المهرجان بحرية التعبير بعيداً عن الرقابة المسبقة. فهل من فيلم سيصدم الجمهور؟


بالفعل، قد نكون من المهرجانات الوحيدة التي لا تفرض اي رقابة مسبقة، ولكن في الوقت نفسه نبتعد عن الابتذال والتجريح. تقدم الى المهرجان ما بين الـ1250 و1400 فيلم، اخترنا منها 190 من 91 دولة للمشاركة، و70 في المئة من هذه الافلام صناعة لبنانية، تتمحور مواضيعها حول الحالة التي نعيشها منذ سنتين حتّى اليوم، بهدف دفع المخرجين الى التعبير عن الأزمة التي تحيطهم من الاطار الذي يرونه مناسباً وخصوصاً من الجهة النفسية. كذلك نشجع ايضاً المواضيع المتمحورة حول حقوق المرأة والأقليات وغيرها... وقد يكون الشرط الوحيد للمشاركة المحافظة على مستوى تقني عالٍ، وقد تفاجأنا على هذا الصعيد بالافلام اللبنانية، حيث قدم المخرجون اللبنانيون افلاماً أكثر من رائعة رغم كل الصعوبات.

في المقابل، يستمر المهرجان حتى يوم غد (26 أيلول)، وسيختتم عند الساعة السادسة والنصف مساءً في حفل لعرض فيلمين للمرة الأولى في لبنان، وهنا لا بدّ من الاشارة الى فيلم "نطفة" لسالم حدشيتي بطلته الممثلة ورد الخال، وهو من الأفلام الجريئة، يتناول فيه حدشيتي حرية جسد المرأة ولا سيما الاجهاض. وبغض النظر اذا كنّا مع او ضد هذا الموضوع، تمكن المخرج من كسر المحرمات وتناول هذا الموضوع الجريء طارحاً اياه بطريقة لائقة، وبكل صراحة ترفع له القبعة على مجهوده. أمّا الفيلم الثاني الذي سيعرض لاول مرّة ايضاً فهو "محاولة" للمخرجة باميلا نصور، التي تناولت فيه كل المواضيع التي تعصف بلبنان والاضطرابات النفسية الناتجة عنها من دون التطرق الى الأمور السياسية. وهو فيلم رائع ايضاً يستحق المشاهدة. وبعدها سيفتح المجال للنقاش مع نصور وممثل عن حدشيتي بسبب عدم تمكنه من المشاركة.

كيف ستوزع الجوائز؟


تتبارى الأفلام ضمن 17 فئة كأفلام الأنيمايشين القصيرة، الأفلام الوثائقية المحلية والعالمية القصيرة، "Mediterranean Special Award"،"Diversity Special Award" وغيرها، وستختار لجنة التحكيم المؤلفة من نوار بركات، دانيال دافي، شادي ريشا، بشير لاغوسيس وزياد صعيبي الأفلام الرابحة وستوزع عليها الجوائز. والملفت هذه السنة أننا قررنا منح مساعدة مالية بالـ"فريش دولار" لأول 5 أفلام لبنانية، لتحفيز صناعها على البدء بتنفيذ فيلمهم الجديد.


ملصق فيلم "محاولة"


ماذا عن ورش العمل وما الهدف منها؟


يتضمن المهرجان ورش عمل مخصصة لصانعي الأفلام يديرها عدد من الاختصاصيين المشاركين من أكثر من دولة حول العالم، بالإضافة إلى أنشطة للتنسيق بين صناع الأفلام المستقلة. لذلك خصصنا يوم غد ابتداءً من الـ1 حتّى الرابعة بعد الظهر لعرض افلام عن الصحة النفسية فحسب بحضور ممثلين عن "Embrace" حيث ستتم مناقشة طريقة معالجة الافلام مع المخرجين. بعدها سنناقش مع المخرجين والممثلين والمنتجين المشاركين كيفية مقاومتهم للظروف الراهنة عن طريق الفن والسينما ومساعدتهم بشتّى الوسائل الممكنة للاستمرار بصناعة الأفلام وتطوير ذواتهم.