في احتفال قسم يمين 308 محاميات ومحامين متدرّجين

خلف: ينادون بالسير بتحقيقات المرفأ حتى النهاية ويحاولون طمس الحقائق والتلطّي خلف حصانات واهية

02 : 00

ما هذا الانفصام؟

أدّى 308 محاميات متدرجات ومحامين متدرجين، نجحوا في امتحانات دورة التدرج 2021، قسم اليمين أمام محكمة الاستئناف في بيروت، خلال احتفال أقيم في قاعة "الخطى الضائعة" في قصر العدل في بيروت.

وبعد كلمة للرئيس الأول لمحكمة الاستئناف في بيروت القاضي حبيب رزق الله أكد فيها ان "هدف النظام القضائي خلق الشروط اللازمة للسلم الأهلي الدائم من خلال تحقيق العدالة، ودور المحامي أساسي في هذا المجال"، وان "العدل أساس الملك، ليس عبارة جميلة وحسب، بل هي واقعية لأنها تحكم حياتنا في ظل الأزمات التي نعيشها، ومن المسلم به أن السياسة فن الممكن بعكس العدالة التي يجب ان تكون كاملة"، خاطب نقيب المحامين في بيروت ملحم خلف المحامين الجدد بالقول: "إن نقابة المحامين -الأم - تعرف جيداً المصلحة العليا لأبنائها وتعرف جيداً صونهم من كل شر. حذار العمل خارج أجنحتها. حذار التمرد عليها، وحذار التآمر عليها مع من يحاول تخوينها أو تقسيمها أو فرزها أو إسقطاها أو تهشيمها، وما أكثرهم في هذا الزمن البائس! فاعلموا جيداً أن هؤلاء، يسقطون هم، ولا تسقط نقابة المحامين في بيروت".

وسأل خلف: "كيف ننهض بالوطن لهؤلاء الشابات والشباب؟ كيف نعطيهم الأمل بغد أفضل؟ أَبهؤلاء الحكام؟ أَبوجود منظومة فاقدة للشرعية والمشروعية، منظومة متحكمة تأخذ جميع اللبنانيين كرهائن لتستمر في السلطة؟ أَبوجود منظومة عطلت عمل القضاء وعرقلت الولوج للعدالة وحولت أروقة قصور العدل والمحاكم الى مذبحة لاستقلالية القضاء، والى مهزلة الانحراف في تطبيق القوانين والاستنكاف عن إحقاق الحقوق؟ وتعطيلها القضاء هذا أدى الى عودة لغة الانتقام واستيفاء الحق بالذات وشريعة الغاب وعدالة القبائل. فجروا العاصمة بيروت وأجساد الأبرياء بأكبر جريمة مركبة في تاريخ الوطن، ولم يرف لهم جفن. يضربون، كل يوم، مبدأ فصل السلطات بعرض الحائط. ما هذا الانفصام؟ ينادون من جهة باستقلالية القضاء وبضرورة السير بالتحقيقات في قضية المرفأ حتى النهاية وبضرورة سوق كل المرتكبين أمام العدالة، ومن جهة أخرى ماذا يفعلون؟ يتقاذفون المسؤوليات، يحاولون تضليل التحقيقات، يطمسون الحقائق، يتلطون خلف حصانات واهية، يراهنون مخادعين على الوقت، يحاولون بشتى الطرق الملتوية الإفلات من المحاسبة والعقاب، يطلبون رد محقق عدلي أول لأنه تجرأ أن يلاحق البعض منهم. للأسف، ينجحون بذلك. يطلبون رد محقق عدلي ثانٍ لأنه تجرأ أن يلاحق بعضهم الآخر. ليتهم يقفون عند هذا الحد من الوقاحة. كم هم ساقطون، كم هم جاهلون، عندما يهددون بقتل الجسد. أيعتقدون فعلاً أنه بالتصفية الجسدية سيغتالون العدالة"؟

وأكد خلف انه "إن قتلتم الجسد، لن تنالوا من إرادة الناس"، و"لن تنتزعوا إصرارنا على العدالة"، و"لن يصمت صراخنا في ضميركم. إن قتلتم الجسد، سننتصر عليكم ولو بعد حين. أنظروا الى وجوه هؤلاء الضحايا الأبرياء. نعم، إنكم تقتلونهم مرتين".

وأعلن انه "لن نترك المرتكبين ينالون من مسار العدالة. سنلاحقهم أينما وجدوا وتواجدوا. كلنا اليوم، متحدون في وجههم، ونحن نلجأ وسنلجأ الى كل الوسائل في لبنان وفي كل دول العالم، أمام القضاء اللبناني وأمام القضاء الأجنبي، لسوقهم أمام العدالة، ليحاكموا ويعاقبوا". وقال: "أنظروا الى وجوهنا يا قتلة. نعم، لن نترككم تقتلون هؤلاء الأبرياء مرة ثانية. نعم، ستحاسبون. نعم، ستعاقبون".


MISS 3