جورج بوعبدو

ندى عنيد: المرأة نصف المجتمع وأعوّل على الإنتخابات النيابية

4 تشرين الأول 2021

02 : 00

عملت لسنوات عديدة في مجال الإعلان كمديرة إبداعية وشاركت في تأسيس دار نشر Tamyras. امتهنت كتابة السير الذاتية، اثنتان منها نُشرتا في فرنسا، وشاركت في تأليف ثلاثة كتب للأطفال عن الحياة في منطقة المتوسط. أسّست جمعية "مدنيات"، وهي منظمة غير حكومية تعمل لتمكين المرأة اللبنانية في الحياة السياسية والشأن العام. شاركت في ورش أعمال مختلفة لتنمية الفكر السياسي لدى المرأة وهي ناشطة في كثير من الجمعيات الأهلية. أعدت أكثر من 25 برنامجاً لتشجيع النساءعلى دخول معترك السياسة. "نداء الوطن" إلتقت ندى عنيد فدار نقاش مشوّق حول جمعية "مدنيات" ودور المرأة في الحياة السياسية خصوصاً مع الانتخابات النيابية المقبلة.


لماذا أطلقت جمعية "مدنيات" وما الهدف منها؟

منذ ثلاثة عشر عاماً وأنا أناضل لتمكين المرأة من الدخول الى الحياة السياسية والعمل في الشأن العام. من هنا أتت فكرة جمعية "مدنيات". وجود إمرأة واحدة في الحكومة الجديدة فحسب هو رقم متدن جداً. نعوّل على الإنتخابات النيابية القادمة لتفعيل دور المرأة وإعطائها حقها في الترشح لأنها شريكة في الوطن وتساعد الرجل على اتخاذ القرار.

أطلقت جمعية "مدنيات"؛ بدعم من برنامج الامم المتحدة الانمائي والاتحاد الاوروبي والوكالة الاميركية للتنمية الدولية، دراسة شاملة في المناطق اللبنانية كافة بينت أن نسبة كبيرة من النساء تواكب الأحداث وتملك أفكاراً بنّاءة. وجدنا أيضاً أن المرأة مستعدة لدعم إمرأة أخرى للوصول الى مركز القرار. شملت الدراسة رأي الناخب اللبناني بشكل عام واستنتجنا أنه غير آبه لجنس المرشح، فما يهمه هو أن يكون الشخص المناسب في المكان المناسب.

أدعو الأحزاب السياسية والجهات المشرفة على تشكيل اللوائح من سياسيين وناخبين الى الاطلاع على هذه الدراسة على موقعنا الالكتروني

www.madanyat.org.

ما هو دور الإعلام في إبراز المرأة العاملة في الشأن العام؟

للاعلام دور أساسي في إبراز المرأة العاملة وأدعو الأحزاب والمجموعات السياسية الى اشراكها في القرارات لتفعيل دورها في المجتمع. كذلك اشجع الإعلاميين على استضافة المرأة الناجحة كلما سنحت الفرصة، فنحصل على مناصفة مع الرجال وعلى ناخبين يؤيّدون دور المرأة في الحياة السياسية ويؤمنون بقدراتها.

على غير عادة جاء التمثيل النسائي في الحكومة السابقة كبيراً.

تشكلّت الحكومة السابقة مع اصرار على وجود عدد كبير من النساء لإرضاء المجتمع الدولي. لا أريد تقييم عمل النساء فيها لأن أداء الحكومة برمّتها كان سيئاً، بالتالي لا يمكننا تحميل المرأة وحدها عبء التغيير فالعمل السياسي شراكة بين الرجل والمرأة. شكلت الحكومة السابقة مثلا "لجنة السلّة الغذائية" من دون إمرأة واحدة ولم يستشيروها حتى وهذا أمر معيب. ثمة خبرات ضائعة في هذا البلد، فإذا حللنا الواقع التعليمي اليوم نستنتج بأن عدد الطالبات الجامعيات أكثر بكثير من الطلاب الذكور وكفاءتهم تضاهي الرجال. لماذا لا نوظف طاقات المرأة لتكون معيلاً للرجل في الحياة السياسية والاجتماعية لننهض ببلدنا من جديد.



أثناء توقيع مشروع Revive مع الـUN


هل من تحضيرات للإنتخابات النيابية وهل تفكرين بالترشح؟

نحن جمعية غير حكومية ولا نستطيع ترشيح الأفراد، لأن هذا عمل الأحزاب والمجموعات الناشئة. ولكننا ندعم المرشحات وننمي قدراتهن الذاتية ونعمل على تأهيلهن. نشجع وجود المرشحات في كل حزب أو تيّار سياسي بغض النظر عن إنتمائه. أما بالنسبة إلي فالترشح غير وارد لأنني أفضل دعم المرشحات بكل الطرق المتاحة، وسأرفع الصوت دائماً لتحصيل حق المرأة في الحياة السياسية حتى نصل الى الهدف المرجو.

كوتا وانتخابات

كيف يسعنا تفعيل دور المرأة في الحياة السياسية؟

استمرت الكوتا الطائفيّة في لبنان لعقود ولا أحد يريد التغيير ولا احد يريد بحث موضوع الكوتا النسائية بجدية. كلنا يعلم ان الانتخابات في لبنان غالبا ما تحصل تحت الضغط وفي حال طوارئ. لن تحل المشكلة اذا استمرت على هذا النحو. الحل هو في "الكوتا الطوعية"، أي على كل حزب أن يشكل لوائح ويرشح نسبة خمسين بالمئة أو أكثر من النساء فيها. من هنا يبدأ بعلاج المشكلة.

يشاع أن الجمعيات متواطئة مع السفارات وتتقاضى أجوراً منها. كيف تعلقين على الامر؟

أود شكر الجمعيّات لأنها تؤدي دوراً أساسياً في إعالة المجتمع وتثقيفه، وهو الدور الذي تعجز عنه الدولة اللبنانية. صحيح أننا نتقاضى أموالاً من الجهات المانحة الدولية ولكن هذا ضمن مشاريع مفصّلة لها اهداف محددة وقد يقبل المشروع أو يرفض. عدا عن ان الجهات المانحة حريصة على التدقيق بشأن كل قرش يصرف في المشاريع فيكون التمويل رهن تحقيق نتائج ملموسة وإلاّ تعذّر تأمينه.

ما رأيك بسير التحقيق في قضية مرفأ بيروت، وهل تدعمين القاضي البيطار؟

أنا من الداعمين للقاضي البيطار لأنه بصيص الأمل الوحيد لمعرفة الحقيقة. اطالب بتحقيق دولي شفاف يطمئن اللبنانيين الى أن الأمور على المسار الصحيح. وعلى الجهات السياسية المتهمة المثول أمام القضاء. لماذا كل هذا الرفض غير المبرر بحجج واهية؟ فلتسقط الحصانات كلها فمن حق الشعب اللبناني أن يعرف الحقيقة وكل ما دون ذلك ظلم واجحاف.


من مشروع دراسة إستطلاع الرأي


هل نجحت الثورة برأيك وماذا حققت؟

وصلنا الى وضع سيئ للغاية وكان لا بد للثورة من أن تحصل. لا نستطيع بالتالي تحميلها مسؤولية ما نعيشه اليوم من مشاكل وأزمات، خصوصاً أن فساد السلطة الحاكمة متجذر منذ عقود. وكيف لنا أن نقيّم نجاح الثورة ما لم تحصل الانتخابات؟

فشلت الثورة في توحيد صفوفها لأن البلد في الاساس ليس موحداً، ولكنها اسهمت في إشعال فتيل الانتفاضة لدى اللبنانيين واللبنانيات وأشعرتهم بأنهم أصحاب رأي وقرار وهذا نجاج بحد ذاته. كذلك شكلت الثورة نوعاً من الرقابة على أداء الحكومة والمسؤولين، وما قبل الثورة ليس كما بعده.

هل من تحضيرات أو مشاريع جديدة للجمعية؟

بالاضافة الى مشروع "استطلاع الرأي" الذي ذكرته سابقاً نعمل على مشاريع أخرى تعنى بمشاركة الشبّان والشابات بالعملية الانتخابية وإتقان فن الخطاب. وثمة مشروع آخر بدعم من هيئة الامم المتحدة للمرأة نشجع فيه نساء قياديات بين منطقتي برج حمود وسن الفيل على الترشح للانتخابات البلدية القادمة. عقدنا أول إجتماع سياسي في مكان عام تحت راية مشروع Revive بالشراكة مع جمعية "أوند" تحدثنا فيه عن إنفجار المرفأ وموضوع الحصانات. شارك كثير من المواطنين في الاجتماع ولاقى إهتماماً كبيراً وهو يهدف الى إعادة إحياء الأماكن العامة في المناطق المذكورة وفتح حلقات حوار مع المواطنين نرد بها على أسئلتهم.

نعوّل على هذا المشروع وأتمنى أن نصل به الى جميع المناطق اللبنانية وأن يكون هناك عدد كبير من المرشحات في الانتخابات البلدية والنيابية المقبلة.


من مشروع دراسة إستطلاع الرأي


كلمة أخيرة من منبرنا؟

أملنا كبير في الانتخابات البلدية والنيابية القادمة وأطلب من أصحاب القرار والأحزاب أن يتركوا مكاناً للمرأة على لوائحهم لأنها نصـف المجتمـــع وبها نصنع التغيير.


MISS 3