شربل عازار

بين من يريد دولة ومن لا يريد

15 تشرين الأول 2021

09 : 12

(فضل عيتاني)

عندما تعجز الحكومة عن إطفاء الحروب داخلها، يستقوي القادرون بالشارع وبفائض القوة ويخرقون المحرمّات والحُرُمات.

وزير ثقافة قاضٍ من رحم العدليّة، وبوجود رئيس الجمهوريّة، يهدّد وبالمباشر قاضٍ زميل له في العدليّة هو اليوم وزير داخلية،

كما يهدّد فخامته ودولته والحكومة مجتمعة بإسم من سمّاه، بأن،

رح إنزل على عين الجميع وعلى عينك يا وزير الداخلية ويا جمهوريّة كرتونيّة،

رح إنزل على الكورنيش، هل تذكرون أغنية موعدنا بكرا عالكورنيش؟

وبتحدّاك توقِّف معاليه وممنوع عليك أن تُبّلغ التبليغات للمتّهمين،

ثمّ يُكمل،

كفّوا يد البيطار، ومن هلّق للخميس اذا ما طار، رح نهجم من المطار.

فخامة الرئيس، دولة الرئيس،

عندما تَبلعون وتَرتضون ما قاله المُرضى عنه الوزير مُرتضى وترفعون الجلسة قبل رفع الخطر عن شعبكم المسالم، تكونا بذلك قد وضعتما الضحيّة في فَمِ الجلّاد.

الباقي تفاصيل.

لا داعي لتحقيقاتكم بما جرى البارحة، فمن حسنات التكنولوجيا أن كلّ شيء يُرى ويشاهده الجميع بالمباشر. فكانت الجحافل والأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقاذفات والجعب خير شاهد على شريعة الغاب.

الحرب اليوم ليست حربا" بين الطوائف اللبنانيّة واللبنانيّين أنفسهم إطلاقا".

استفتوا كلّ الناس.

الحرب هي بين،

من يُريد دولة" دولة، ورئيسا" رئيس، ورئيس حكومة قادر، وحكومة همّها مصلحة وكرامة شعبها، وجيش وأجهزة أمنيّة ترى بالعينين لأن المساواة أساس العيش المشترك في الوطن الواحد.

وبين،

من لا يريد إلّا رؤساء وحكومات وأجهزة تخدم ارتباطاته الخارجيّة ومحوره، ومشروعه الذي لا تجمعه أيّ صلة بهذا الوطن.

عدم القدرة على حسم الحرب المعلنة على القضاء في مجلس الوزراء، وبحضور فخامة الرئيس، هو ما أوصل الأوضاع الى ١٤ تشرين الأول الأسود.

أمّا البيان المخزي الظالم الصادر البارحة عن التيّار الوطني الحرّ بالنسبة لتحميل المسؤوليات، فإني أضعه برسم العونيّين والباسيليّن والتيّاريّين في الطيونة، عين الرمّانة وفرن الشبّاك.